المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
ماجد الهذلي
ماجد الهذلي

ورقة من التقويم


عند النظر لأخر يوم في أوراق تقومي تذكرت عام كامل قد انصرم وتنبهت لعام جديد يفصلنا عنه ساعات ، لا أعلم لماذا هذا العام بالذات ربما كان فيه ما يستحق التأمل أكثر من الأعوام السابقة أو ربما كانت الذاكرة أنشط أم لعلها محض مجرد مصادفة ، توقفت كثيراً أتأمل أخر أوراق تقويمي أمسكت تلك الورقة وأنا أريد أن نزعها ولكن وجدتني تمسكت بها وكأنها تلتصق بأصابعي وترفض مغادرتها كأني أنزع جزء مني مرغماً ، قفزت لذهني أيام تصرمت لما يتسنى لها أن تأخذ وقتها وحقها مشاعر اختلطت بين فرح وحزن فأحلام صارت أهداف وأهداف تحولت لأحلام قناعات عززت وآخري تغيرت وغيرتني ، أشخاص ذهبوا وبقى مكانهم خالي ككوكب هجره سكانه فأصبحت مبانيه خواء لا يسكنها إلا الريح ، وأشخاص دخلوا وليتهم لم يفعلوا فوجودهم لن يملا الكوكب المهجور إلا من الذكريات وآخرين باقين بإرادتنا أو رغماً عنا . أعمال أنجزت أو ننجزها كعادة وروتين يومي وأعمال ننجزها كواجب يتحتم علينا إنجازها، وأعمال نتمنى إنجازها وتثنينا الأيام عنها مثل ما تنثني رياح الخريف سنابل القمح في حقولها.
يا ورقة التقويم لم أكن أعلم أنها ورقة العمر لم أكن أفكر فيها أبدا كونها إرسال لذلك اليوم لأرشيف الحفظ ومخزن الذكريات وبداية ليوم جديد من عام جديد مؤكد أنه سوف يرسل لأرشيف الذاكرة وسوف يصنف ذلك اليوم المنصرم في ذاكرتنا لأقسام منها ما يختص بالمشاعر ومنها ما يختص بالمعتقدات وتضاف لنا كخبرات تتعلق بالمواقف والأحداث أو الأشخاص .
لقد قاومت أخر أوراق التقويم أصابعي وتمردت ورفضت الخروج كونها أخر أوراق العام الحالي لقد خدعتني لتأخذ وقت غيرها ولكنها لم تعلم أن تداول الأيام سنة كونية وأن التغيير حقيقة حتمية لا تقبل الجدال لم تعلم أنها لن ولم تستطيع تأخير وقتها المكتوب حتى وأن علقت بين أصابعي وفي خلجات عقلي فما كان منها إلا أن رضخت لقدرها المحتوم لتسلم زمام الأمور ليوم جديد في عام جديد .
شكراً يا لورقة التقويم .... لقد علمتني أهميه الوقت لقد تعلمت منها أن العمر ورقة نحن من يكتبها ، نحن المعنيين بكتابة ذكرياتنا التي لم نعشها بعد ...

ونحن المسئولين عن تطوير أنفسنا ... وتغير أفكارنا ومعتقداتنا ، فيا أوراق العمر الماضي وأوراق العمر القادم مازلنا نحن الممسكين بخطامك ومازلنا نستطيع تحويل أحلامنا لأهداف نحققها ونسعد بها ونشاركها مع من نحب . سوف نركز على لحظات العمر الحالي ولن نغرق في مضي فات وقادم آت .
أخيراً انسلت ورقة التقويم كأوراق الخريف الساقطة من شجرة العمر من بين أصابعي ومعاها انهمرت دمعات الوداع لعام قد قضى نحبه ودمعات فرح وبشر بعام جديد سنتمكن فيه من الكتابة بخبرات أكثر وأخطأ أقل .
زبدة الكلام (إنما أنت أيام مجموعة ، كلما مضى يوم مضى بعضك )
بواسطة : ماجد الهذلي
 0  0  17.2K