*محافظة*العلا: ودورها الهام في تاسيس المملكة
*قد يستغرب القارء الكريم من العنوان ولكنه الواقع. فمدينة العلا منذ فجر التاريخ وهي بلد حضاري خصها الله بنعم وخيرات كثيرة مما جعلها تاخذ مكانة عالمية عالية جعلتها مهد للحضارات ومركز تجمع للديانات قديما فقد اوحي لسينا صالح عليه السلام وعلى رسولنا الصلاة والسلام على ارضها وارسل لثمود. واستوطنها الرومان واللحيانيين ودولة معين والنباط والدادانيين وكانت عاصمة لدولتهم وغيرهم وانتشرت فيها عبادة الوثنين .
* * الا انها منذ ان عرفت الاسلام على يد سيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم بعد غزوة وادي القرى المعروفة. اعتنق اهلها الاسلام وشكلوا قوة لا يستهان بها تدافع وتنافح عن الاسلام وبرز منهم قادة عظام ساهموا في انتشار الدولة الاساامية كالقائد الكبير المعروف موسى بن نصير غفر الله له ورضي عنه. وتمسكوا بدينهم الاسلامي وعضوا عليه بالنواجد وكانوا ولا يزالوا كذلك. وكم كانت بهجتهم كبيرة عندما علموا بقدوم الدوله السعودية وبعدما علموا وتأكدوا انها تطبق الشرع الاسلامي. مما جعلهم يؤيدوها ويناصروها منذ العهد السعودي الاول وقد دون التاريخ لنا معاهدة بين الامير فيصل واهل العلا ممثلين بالشيخ الامام القاضي دوغان شيخ عشيرة القضاه وهو عهد مشهور اطلق عليه عهد لبيد وهذا العهد موجود الى هذا اليوم يشهد على ذلك.
* *ثم جاء العهد السعودي الثالث بقيادة المؤسس رحمه الله الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود. فكان اهل العلا من اشد الناس فرحا بمقدمه وسلموا له طوعا وكانوا من اشد المجتمعات كرها لدولة الرجل المريض اواخر العهد العثماني وساهموا بطردهم واخراجهم من العلا. كما كانوا وبصفتهم في ملتقى حضاري يقع على مركز استراتيجي يتحكم في الطريق الواصل بين اليمن والشام ومحطة رئيسة لطريق الحرير البري وعلى درب الحاج المصري القادم من سيناء وطريق الحاج الشامي اللذان يلتقيان بالعلا ثم يتوحدا لينطلقا سويا الى المدينة المنورة. مما جعل من العلا مركزا حضاريا مهم جدا وقف بجانب الدولة لنشر الفكر الصحيح واهداف الدولة الفتيه ووقوفها مع الحق وانكار الظلم والطغيان. ولا ادل على كلامي هذا من ان الدوله السعودية قدرت لها هذا الموقف واستشعرت اهميتها فانشأت بلدية العلا قبل ان تؤسس بلدية بالرياض العاصمة بسنتين. واوجدت دائرة بالعلا للجمارك والمجلس البلدي ومحكمة ومدرسة نضامية تعتبر الثالثة بالحجاز بعد الفلاح بمكة.
* * وفي تاريخنا الحالي اطلق عليها سمو الامير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله اسم عروس الجبال وتوجت كعاصمة للتاريخ والاثار بالمملكة واطلق عليها محافظها السابق سعادة الاستاذ احمد عبد الله السديري اسم لؤلؤة الشمال وانا اطلقت عليها اسم بلد الحب ورياض المحبين لكونها موطن الشعراء العذريين الذين اشتهروا بالحب العفيف النظيف وكم تغنوا بها وبجبالها وسهولها ووديانها. تلك هي العلا التي انظمت بآثارها الى التراث العالمي والتي تخفي ارضها الكثير من الكنوز الاثرية والتي لو نقب عنها فقد يغير كتابة تاريخ المنطقة كاملا بجله. فالكثير منا لايعلم ان الهكسوس الذين غزو فراعنة مصر هم من الاعراب بادية وادي القرى وان سيدنا يعقوب عليه السلام عندما جاءه البشير والقى عليه القميص كان بوادي القرى. وغيرها الكثير من الاحداث التاريخية والتي قد اتطرق لها في مقال آخر ان شاء الله تعالى.. حفظ الله العلا واهلها الكرام وادام عليها وعلى عموم وطني الحبيب نعمة الامن والامان في عهد حكومتنا الرشيده ايدها الله بنصره. وكل عام وانتم بخير ودمتم باحسن حال . وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.