التَّسَوُّق سُلُوّك مَدْرُوسِ...!

يَحْكِي لِي أَحَّدَ الْأصدقَاء مُعاناته مَعَ التَّسَوُّق فِي الْمَرَاكِز التِّجَاريَّة الْكَبيرة وَكَيْف أَنّهُ حَاوَل مِرارًا وَتَكْرَارًا الْاِلْتِزَام بِقَائِمَة الْمُشْتَرِيَات الْمُحددة وَلَكنَّ دُونَ جَدْوَى، فَهُوَ يَجد نفسه وَأَفْرَاد أَسَرَّتِه يَمْلَؤُونَ عَربة التَّسَوُّق بِالْكَثِير مِنَ الْأَغْرَاضِ الَّتِي لَمْ تَدْرُج عَلَى قائمَة التَّسَوُّق هَذا بِالْإضَافَة لِلْكَثِير مِنَ الْحلْوِيَّات وَالسَّكاكِر الَّتِي يَتَعَلَّق بِهَا الاطفال عِنْدَ الْخُروج مِنَ الْمَتْجَر وَفِي الْغَالب تَكُونُ مَنُّ الْأَنْواع الْأقل فَائِدَة صِحيَّة وَأَكْثَر تَكْلَفه مَادية.
وَفِي الْحَقِيقَة الْكَثِير مِن المتسوقين يَقَعون فِي فِخَاخِ التسَوُّق الْغير مَحْسوب عَلى الرَّغْمِ مِن كَونِهِم قَد أَعَدُوَّا قَائمة مُسَبَّقَة بِاِحْتِياجَاتِ الْأُسْرَة، أُنَّ الشَّرِكَات الْغِذائيةُ وَالْمَراكِز الْكَبِيرة وَحَتَّى الْبِقَالَات الصَّغِيرَة تَتوقَّع سلوكك وَتَدْرسُه، وَبِنَاء عَلِيَّة يَتم صَفّ الْمُنْتِجَات وَعرضَهَا... مَثَّال ذَلِكَ عِنْد دُخُولِك لِأحَد الْمَرَاكِز التِّجَارِيَّة الْكَبِيرة تَجِد دَائِمًا أَصنَاف الْحلْوِيَّات وَالْعَروضِ التَّروِيجِيةِ عَلَى يمِين الْمَدخَل أَو عِنْد الْخُرُوج وَذَلِكَ لِأَنَّ أَغلب المتسوقين عِنْدَ الدُّخُول لِلْمرَكز التجاري يَتَّجِهُونَ لِلنَّاحِيَةِ الْيُمْنَى وَعِنْدَ الْخُروجِ مِنَ الْمرَكَّز يَكْوُن أَمَامَ أَطِفَالِهِم أَنْواع الْحلْوِيَات والالعاب بِجَانِب الْمُحَاسِب حَيْث يَأْخُذ الْمُحَاسِب وَقْته فِي حسَاب حَاجِيَّاتِك وَطِفْلِك يَأْخُذ وقْتُه فِي النَّظَر لِتِلْك الحلوِيَّات والالعاب وَقَد يَبدَأُ بالكباء مِمَّا يَجعَلُك تَشتَرِيهَا عَلَى الرَّغْمِ مِن أَنّكَ لَم تنَوَّى ذَلِك، كَذَلِكَ تَجمِيع الْعَرُوضِ بِحَيثُ عَنْدَما تُشْتَرَى سِتَّةُ أَغْرَاضٍ أَو أَكْثَر مِنْ نَوعِ وَاحِد فَأَنْت تَحَصُّل عَلَى خَصمِ مُعِينِ قَد تِرَاهُ مغْرِي وَلَكِنه فِي الْحَقِيقَة يَكْلَفُك كَمِّيةُ هَدَر وَسِلَع فَائِضَةٍ عَنْ حَاجَتِكَ ، أُنَّ الْإعْلَاَنَات الَّتِي تَكْتَسِح قَنَوَات التِّلْفَاز وَبَرَامِج التَّوَاصُل الْاِجْتِمَاعِيِّ بَلْ حَتَّى الْعابِ الاطفال الالكترونية وَغَيْرهَا يدْفَعَ عَلَيهَا الْكَثِيرَ مِنْ قَبْلَ الشَّرِكَات الْمُنْتِجَة وَذَلِكَ لِتَأْلِفَ الْمُنْتِج شَكْلًا وَيَتَكَوَّنَ لَدَيكَ اِرْتِبَاط مَعهُ فَعَنْدَمًا تَذْهَب لِلتسَوُّقِ تَجَدُّ أَنّك تَمَيُّل لِهَذَا النَّوعَ مِنَ الْمُنْتِجَات أَكْثَر مِنَ الْآخِر وَذَلِكَ لَانَ الانسان يُحِبُّ مَا يَأْلِف.
الْكَثِير وَالْكَثِير مِنْ خدع التسَوُّق تُسَاق لِلْمُسْتَهلِكِ عَبِرَ الدعَايَات التِّجَارِيّةُ وَتَربِطُه بِمَشَاعر مُعِينَةٍ فَأغْلب الْإعلَاَنَات لَا تَحكِيَ لَكَ عن جَودَة الْمُنْتِج إِنَّمَا تَخَاطُب فِيكُم الْأبويَةُ الْحانِيةُ أَو مَشَاعِر الْحَب أَو مَشَاعِر الْفَخرِ وَغَيرِهَا مَنِ الْمَشَاعِر الْإِيجَابِيَّةَ الَّتِي تَعَزُّز لَدى الْمُسْتَهْلِكِ قَيِّمَةُ الْمُنْتِج لِاِرتِبَاطِهِ بِهَذِهِ الْمَشَاعِرَ، عَلَى سَبِيل الْمَثَّال إعْلَاَن أحَد الْمَشرُوبَاتِ والعصائر أَعتَمِد فِي التَّسوِيقِ لَه ربطُه بِقِيَمِه التَّجَمعِ الاسري كُل عَام وَمَا يصَاحِبَهَا مِنْ مَشَاعِر الْحَبِّ وَالسّعَادَة وَقَدْ نَجحوا فِي جَعل هَذَا الْمَفْهوم سَائِد لَدَى الْأغْلَبِية، أيضًا إعلَاَن لِأَحدَ أَنْوَاع السيارَات وَكَيْفَ أَنَّ قِيَادَتَهَا تَجعَلَكَ فَخَوَر بِنَفْسك.
أَخَيرًا مِنَ الْمفِيدِ جدًا لِلتحَكُمِ بِسلُوكِ التسَوُّق كِتَابَة قَائِمَة بِالْاِحتِيَاجَات لِلْأُسرَةِ كَكُل كَذَلِك قَائِمَة يَعُدَّهَا الطِّفْل بِنَفْسه أَو بِمُسَاعَدَة أحَد وَالِدِيَّه وَالتَّدَرّبَ عَلَى الْاِلْتِزَام بِهَا كذلك عَدمَ جَعَل التسَوُّق رحلة تَرفِيهِيه لِأَفْرَاد الاسرة وَإِنَّمَا تشَارِك وَتَعَاون مُفِيد مَنِ الْجَمِيع لِخدمة الْأُسرَة وَغِرس مَفْهوم التسَوُّق بِنَاء عَلَى الْاِحتِيَاج وَلَيسَ الارادة، كَذلك شِرَاء الْمُنْتِج ذُو الْقَيِّمَة الْمُنَاسِب لَكَ سَوَاء كَانَت قَيمةُ غِذائِيَّة أَوْ مَادِّيَّة والأكثر جودة. هَذِهِ بَعْض الْحُلُول الْمُسَاعِدَة وَأَنْ لَمْ تَفْلَح أَجعَل تَسوقك مَنْ أَقُرِب بِقالةُ لَكَ بِنَاء عَلَى النُّقَّصِ الْفُعلِيّ كَمَا فَعَل صدقَي لِحَلِّ معانته. زُبْدَةُ الْكَلَاَمِ( الْإعْلَاَنَ هُوَ عَلِمَ تَجْمِيد الذُّكَاء الْبَشَرَيّ وَقْت كَافِّي لِسحبِ الْمَال مِنك).