*رمضان في مدينة العلا قبل ستين عاما..
المجتمع في العلا مجتمع اصيل مجتمع فلاحي لدية قيم وعادات متاصلة فيه وراسية رسو الجبال الشامخة. منذ دخول الاسلام بعد غزوة وادي القرى وهو يرسخ تلك القيم الفظيلة بين اجيالة ويحفر القيم الطيبة بذكرتهم ويملي عليهم الاخلاق الكريمة والعادات الحسنة يوما بعد يوم. حتى اصبحت تلك العادات من اهم خصال وطباع اهل العلا. فلشهر رمضان استعدادات مبكرة*جدا تكاد تكون على مدار السنة. ففي الشتاء يقوموا بزراعة ثلاث انواع من القمح احداها القمح العادي وهذا القمح يستخدم للخبز ولطبخة الجريش. وهناك نوع اخر من القمح يطلقون عليه الهلبة. وهذا النوع يستخدم لطبخة الهريس والنوع الثالث هو للفريك وهذا لطبخة شربة رمضان وللمحاشي وهو نوع يطلق عليه اسم القاسية ويحصد قبل النضوج ثم يحرق ويجرش ليكون جاهزا.
* وكذلك في موسم الطماطم وتسمى هناك باسم البندورة فهي تجفف وتملح استعجادا لرمضان في حالة انه جاء بغير موسمها. وايضا يتم الاستعداد بالاقط (المريسة) لايجاد المشروبات المنعشة في حال شح الحليب واللبن. كما تستعد النساء بتجهيز ما يحتاجه البيت من مؤنة المكرونة المحلية ويطلقون عليها الشعرية وهذا يكون عمل جماعي بين نساء الحي فيقمن بتحديد يوم لكل اسرة لمساعدتها في تجهيز الشعرية وهي عادة ما تطبخ مع الارز او مستقلة.. وفي شعبان يحتفلون فرحا بقرب قدوم رمضان وغالبا ما يصومو اياما منه للتدرب على صيامه وخاصة الاطفال الصغار. وعندما يبداء رمضان يقابل بالزغاريد والفرح فيبداء التهاني والتبريكات بين الاقارب والجيران وكل من رأوه.. ولا يختلف يوم رمضان عن غيره من المدن بالمنطقة الغربية من ناحية المسحراتي ويطلقون عليه المدبدبي. وغيرها من شعائر اسلامية كالتراويح والقيام وطقوس اجتماعية كتبادل الاطباق بين الاسر ويتسابقوا بارسال افضل الاطباق للمساجد لافطار عابر السبيل والضعيف والمحتاج.ويختتموا رمضان بفرحة عيد الفطر التي تعم البلد وتنقلب كانها مهرجان افراح تشمل الصغير والكبير وتدخل كل بيت لترسم البهجة والابتسامة وتستمر ثلاثة ايام بلياليها. هذا هو رمضان بالعلا اعادنا الله عليه اعواما عديدة وازمنة مديدة.. دامت افراحك يا عروس الجبال يا عاصمة التاريخ والاثار يا لؤلؤة الشمال ورياض الحب وموطن المحبين..حفظ الله العلا واهلها من كل سوء ومكروه وادام علينا نعمة الامن والمان في ظل حكومتنا الرشيده ايدها الله . واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.*