المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
مصلح الخديدي
مصلح الخديدي

مهلاً أيها العابسين أنتم في بني سعد

في كل عام والحمد لله وتوفيق من الله أقضي فترة الاجازة الصيفية بمسقط راسي بني سعد وتحديداً في قلب معشوقتي ( الدار الحمراء خديد) تلك المنطقة الحالمة والساحرة بجوها العليل ،ونسماتها الباردة بجبالها الشاهقة ووديانها الخضراء وبساتينها الغناء التي تتباهى بجمالها الفتان
فيها من أجود أنواع الخضار والفواكة الموسمية وفِي مقدمتها ( عنب بني سعد ) المشهور والذي يقام له مهرجان سنوي في منطقة السحن ( شكراً للقائمين عليه ) ومع كل هذا الجمال الذي حباه الله لهذه المنطقة إلا إننا نجد من يتصفون بصفة ذميمة وهي ( العبوس ) والتي يطلق عليها بالعامية ( لوية البوز ) وهم قلة ربما يخيل لهم إنهم قدموا لهذه الدنيا من كوكب المريخ وليس من ( نطفة قذرة ) يمشون بكل خيلاء مع ( لوية البوز ) وقد نفخت أوداجهم ، يرمقون الناس بأعين ووجوه عابسة تتفحص وتدقق بكل كبرياء وتعالي في وجوه الاخرين .
عزيزي القاريء :
لعلي في هذا المقال أذكر هؤلاء ( العابسين ) أن العبوس ليس هيبة وإنما هو ( خيبة ) أقنعتم بها أنفسكم ووضعتم في قلوب الناس كرهاً وبغضاً ، هل تعلمون إن العبوس يولد الجفاف العاطفي ،فارجوكم ( ابتسموا ) لأهلكم لأبائكم لأمهاتكم لأصدقائكم لجيرانكم ، لمن تعرفون ولمن لاتعرفون ، كونوا رجالاً ، الإبتسامة رجولة يسخرها الله لكم لحب الناس ويملأ موازينكم بالحسنات .
عزيزي القاريء :

كثير ما نواجه في الحياة ضغوطات ومصاعب تسرق منا البهجة والفرح ونفرط في التفكير والتركيز على تلك المشاكل وننسى الحل الذي هو بأيدينا وقد لا يصدقه الكثير ربما لأنه ليس علاج فعال مباشرة ولكنه في رأيي علاج تلطيفي في تلك اللحظة هي التي تنبع من الاعماق وهي القادرة عى النفاذ الى قلوب الاخرين ومنحهم على الاقل الامل والتفاؤل ببساطة الحياة قصيرة لكن مع الزمن سيصبح علاجا تفاعلياً مع ضغوطات الحياة فإن ضغطتك الحياة فأخدعها بإبتسامة ، إبتسم ولو لم تكن تلك الابتسامة من قلبك فالإبتسامة صدقة . تذكر أن هناك أشخاص يكدحون في الحياة قلما يجدون السعادة فلا تحرمهم ابتسامتك ، قد يعانون ويلات الغربة وفراق أهلهم وأسرهم فأجبر كسرهم بتلك الإبتسامة ولا تبخل بها ، فالابتسامة لمن هم حولك تشعرهم بالمودة ، والابتسامة لأعدائك تشعرهم بالندم ، كم أحيت تلك الابتسامة من همم ميتة وحولت نفوساً بائسة ، امتنع عن الهم والغم ( ولوية البوز ) ولا تجعل من الرسمية هماً لك فهي من الطرق التي تؤدي إلى الفشل ، كن عفوياً بسيطاً رجلاً يألفه الناس جميعاً بتلك الابتسامة ، فلا تعطيها لناس معينة وتخبئها عن آخرين ابتسم للجميع للفقير والغني للصغير والكبير للأعمى والمبصر فهي تصل باﻹحساس .وتبقى الإبتسامة اكثر الهدايا جمالا لن تنسى أبداً .
ختاماً :
أيها العابس تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( البر حسن الخلق ) وقوله عليه الصلاة والسلام: ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) .
بواسطة : مصلح الخديدي
 0  0  16.5K