قصة قصيرة (( في طريق الخيانة ))
الحياة رحلة بسيطة المظهر ، عبارة عن سنين معدودة لا تكثر في المتوسط عن 60 عام ، لكنها معقدة الجوهر ، تحمل الكثير من الأحاسيس التي نعيشها وكل إحساس يصاحبة مشاعر قد تكون قاسية ومؤلمة او تكون مريحة ورائعة ...
أنا أحد الشباب الذين لم يستطيعو تحمل الألم و القسوة بسبب احد المشاعر التي كان سببها إحساس
موجع ، لذا قررتُ الرحيل وترك المدينة التي قتلتني وأنا على قيد الحياة ..
قررت الرحيل تاركاً ًخلفي منزلي الجميل فوق تلةٍ خضراء ، تركت تلك الشرفة التي كثيراً ما جلست فيها لأحتسي قهوة الصباح واستمتع بالمنظر الخلاب أمام ، ذاك النهر الذي يصبُ في البحيرة العذبة ، وتلك المساحة الشاسعه المكسوة باللون الأخضر ، والأزهار الملونة و الفراشات المدللة ، تركت شوارع مدينتي الحجرية ، وذاك السوق الذي فيه كل شيء ، الأسماك ، الفواكهه ، الخضروات و جميع ما يحتاجه الناس ..
تركت ُ كل هذه الأشياء التي عشتُ معها طفولتي و شبابي بسبب ذاك العذاب الذي زرعته في قلبي تلك التي أحببتها و عشقتها و جعلتها في حياتي
كل شيء ..
في طريق الرحيل المؤلم ، كنتُ حاملاً حقيبة ظهر صغيرة ، توقفت قليلاً على ضفاف نهرٍ جميل ، كانت المياه في صافيه وعذبه ، كانت الصخور الملونة في قاعه ظاهره لترسم أحلى الصور ، كنت جالساً على إحدى الصخور ، أخرجتُ دفتر مذكراتي وبدائت بالكتابة ، كنت أتلذذ بطعم الهدوء كأنني أتلذذ بحساء حار أمام مدفئة منزلي في ليلةٍ شديدة البرودة ، وأنا في تلك اللحظات التي تصف ِ الذهن ، سمعت صوتا يقترب مني رويدا رويدا ، نظرت إلى إتجاه اليسار لم أجد شيئا ثم نظرت بإتجاه اليمين ، وكانت هناك فتاة فائقة الجمال ، كانت تقترب اكثر فأكثر حتى أصبحت أمامي ، نظرت إليّ
قالت .. من أنت ؟! يبدو أنك غريب
قلت .. نعم أنا غريب
قالت بتوتر تغلبه قوة .. إلى أين ذاهب ؟! أعتقد أنك لص من عصابة الجبل ؟!
قلت .. عصابة !!
ماذا تقوليين ؟! أنا لستُ لص ولا أعرف تلك العصابة !!
في تلك الأثناء ، أخرجت مسدساً ووجهته نحوي ..
وقالت إصمت ولا تتحرك ، إن كنت لست لصا فلما أنت هنا ؟!
قلت .. سيدتي أنا كنت ذاهباً الى المدينة المجاورة وتوقفت قليلا لأستريح .
قالت .. تحدث لماذا أنت هنا ولماذا تريد الذهاب لتلك المدينة ؟!
تحدث والا قتلتك .
قلت .. اهدائي ، أنا تركت مدينتي لأنني لا أريد البقاء فيها .
قالت .. لا تكذب
قلت .. لا أكذب ، اريد الهروب من الوجع والكذب والخيانه ..
قالت .. خيانه !!
قلت .. نعم ، خيانه لقد تعرضت للخيانة من تلك التي أحببتها ، عشقتها وهويتها ، كانت ملكي وكنت ملكها ، كنت ملكها وكانت ملكتي .
قالت .. وماذا حدث ؟!
قلت .. كنت أعشقها ، اردتُ الزواج بها ، قبل زواجنا طلبت مني ان اعطيها أجمل هدية ، فقررت إعطائها منزلي و مزرعتي بجوار المنزل ، و كتبت لها كل ما املك لها بإسمها ، وبعد ذلك قررت ان تبتعد عني ، تزوجت برجل ثري ، و طردتني من منزلي وأصبحت مشرداً ، وضائع ، لا أستطيع فعل شيء ، لا أملك سوى هذه النقود الذهبيه ، اريد السفر والبدء من جديد .
اخفت مسدسها وقالت .. لقد احزنتني يا سيدي ، هيا معي لنذهب الى المنزل ، سأعرفك على والدي .
نهضنا وكنا نسير بجوار النهر ، بعد مرور دقائق ونحن في الطريق ، سمعنا صوت خيول تاتي الينا ، نظرنا الى الخلف ، وصرخت الفتاة ، عصابة الجبل
كنتُ متعجباً ولا اعلم ماذا أصنع بدائت بالركض ، وهنا كانت الصدمة ، لم تركض الفتاة بل اشهرت سلاحها نحوي وقالت .. قف لا تتحرك .
قلت .. ماذا ؟! هيا نهرب من هذه العصابه .
قالت .. لن تستطيع الهروب ، قف ولا تتحرك والا قتلتك
في تلك الحظة وصلت الخيول ، ونزل منها رجال مسلحون ، اقترب احدهم يبدو انه زعيمهم ، و قال للفتاة
أحسنتي يا حبيبتي ، هل معه نقود او اي شي ثمين ؟!
اجابته .. وقالت نعم ، لديه نقود كثيرة ، واقتربت مني و اخذت النقود مني بالقوة .. وضربتني على رأسي و أغمى عليَّ ، ولم افق الا بعد ساعات ، وبعد ما افقتُ وانا لا املك شيئا ..
ندمتُ كثيراً ولكن لا ينفع الندم ، لم اتعلم من الخيانة الأولى أن النساء خائنات و الخيانة تجري بدمائهن ، وثقت بحبيبتي وبكل قوة خانتني ، و وثقت بتلك الفتاة و أيضا خانتني
..
..
..
#أناقة_رجُل