المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024

زائر

حقيقة القبيلي والخضيري موضوع سوف يغير نظرتك بحقائقه المهمه

الغربية-*جميله القحطاني:

 

هذا الموضوع (جديد وبانت فيه الكثير من خفايا النسب والتزاوج) وهو موضوع خطير وسبب نزاعات بين أفراد وعوائل المملكة العربية السعودية, وأدخلهم في الحرام, والموضوع هو تحريم تكافؤ النسب المزعوم بين القبيلي والخضيري.

من هو القبيلي ومن هو الخضيري؟

القبيلي هو من ينتمي إلى قبيلة ما من القبائل العربية المعروفة.

والخصيري, هو إما أن يكون أحد هذه الأمور:

1- شخص كان ينتمي إلى أحد تلك القبائل المعروفة, ولكنه ترك بعض عاداتهم في سبيل توفير لقمة العيش لأهله, فكان يصنع ويكسب لقمة عيشة من هذه الصناعة, وكانت القبيلة لا تريده أن يصنع, فإما أن يصبر على هذا الحال, أو يموت هو وأهله, أو يذهب لسرقة القوافل ويقطع الطرق. فكان الناس لا يزوجون هذا الشخص ولا يتزوجون من بناته. وكل من تزوج منهم أو زوجهم, جعلوه (خضيرياً أيضاً).

2- شخص من القبائل المعروفة, تزوج من أحد بنات هذه الأسر, أو زوج أحد بناته لهم. فأصبح في عرف الناس منهم.

3- شخص هاجر من بلدته بسبب الفقر والقحط التي كان بها, وارتحل إلى مناطق أخرى طلباً للرزق وبحثاً عن المرعى والكلأ لمواشيه, ومع مرور الوقت انقطعت صلته بعشيرته وبعد وفاته أتوا أبناءه ولم يكونوا يعلمون من هم أقاربهم البعيدين أو لم يكن باستطاعتهم زيارة أقاربهم البعيدين, ولكن في زمننا هذا نجد أن أغلب الأسر التي مرت بهذه الحالة بجد أنها تواصلت مع عشائرها بفض من الله والتقنية ووسائل الاتصال وتوفر سبل المواصلات. وعرفوا أصولهم بشكل أوضح, ولكن الناس لازالوا تحت مظلة عادات القدامى فأي شخص قد تزوج من أسرة خضيرية يعدونه كذلك.

ولسبب أنهم كانوا صناعاً, فقد استمروا بالصناعة لسنين طويلة, حتى أصبحوا في الوقت الحاضر من أثرياء المملكة العربية السعودية. وأصحاب مناصب رفيعة في الدولة بسبب تعليمهم. وبعضهم ممن كان يُطلق عليهم مصطلح خضيرية أصبحوا الآن من وجهاء الدولة بسبب تعليمهم حينما ارتحلوا من ديارهم القديمة لطلب لقمة العيش فطالت خطى بعضهم للدراسة, بل حتى ان بعضهم أصبح (معرّف للقبيلة) أو شيخ شملها, تماما كما حصل مع أسرة الثويني, التي أصبح أحد أفرادها الآن هو معرّف فخذ الوداعين لقبيلة الدواسر.

*

تحريف لحديث شريف, في السعودية وبعض دول الخليج !!

*

قال الرسول صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع, لمالها وحسبها وجمالها ولدينها, فاظفر بذات الدين تربت يداك)

*

يزعم الناس جهلاً على أن الحسب مقصود به النسب, وهذا خطأ والدليل هو: روى الترمذي عن سَمُرة قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحسب المال, والكرم والتقوى) أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم..

بالرجوع إلى معجم (لسان العرب) نجد أن كلمة الـ (حسب) معناها هو "المال, الفعل, الشرف في الاباء", وليس معناها الأصول القبلية كما يتوهم البعض.

وتعريف كلمة "الحسب" في القاموس المحيط هو : ما تعد بهن من مفاخر آبائك, أو المال, أو الدين, أو الكرم, أو الشرف في الفعل أو الفعال الصالح, أو الشرف الثابت في الآباء, أو البال, أو الحسب والكرم قد يكونان لمن لا آباء له شرفاء, والشرف والمجد لا يكونا إلا بهم. فنلاحظ عدم وجود حتى كلمة "نسب" أو "أصول" أو "عرق".

لنفترض أن المقصود بالحسب هو النسب والأصول القبلية, سيكون الرد كالتالي:

إذا كان المقصود بالحسب (هو الأصول القبلية) فأيضاً الناس لازالوا مخالفون للحديث, لأن الحديث يطلب النسب من الفتاة وليس من الشاب, (لحديث تنكح المرأة لأربع, لمالها وحسبها وجمالها ودينها, فاظفر بذات الدين تربت يداك)

أي أن الرجل له الحق بالسؤال حسب الفتاة وحسن عشرة أهلها, ولكن الناس الآن للأسف إذا تقدم لهم شاب فإنهم يسألونه عن نسبه قبل أي شيء .. والمفترض أنه هو الذي يسأل عن نسب الفتاة حتى وإن يكن نسب الشاب معروفاً (هذا في حالة إذا قلنا بأن معنى كلمة حسب أي نسب والواقع أن الحسب ليس معناه النسب), فالأصل في الشاب دينه وخلقه كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال (إن جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). لم يقل نسبه أو أي شيء آخر.

إضافة إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا وبشدة من مخالفته في ذلك, حيث وصف لنا أن الفتنة ستثار والفساد (الكبير) أيضاً سوف يشتعل, وغالباً الرسول ينهانا فقط عن أمر, ولكنه هنا نهاها عنه وحذرنا من العواقب أيضاً.

اختلاط النسب الحقيقي !! هذا هو:

يأنف (البعض) من تزويج ابنته لشخص لم يهتم بنسبه, حتى إن كان ذو دين وخلق ورجولة, فيرفضون أن يكون زوجاً لابنتهم. والسبب هو: يقول الأب (مانبي نخرب ونخلط نسبنا), مع أن هذا الشاب لو تزوج الفتاة وأنجب منها, فلن يضر قبيلة أبو البنت شيء, لأن نسب الولد لأبيه, كما قال صلى الله عليه وسلم.

ولكن!! نجد أن أب هذه الفتاة, يتزوج من خادمة أندونيسية أو فلبينية أو لبنانية مثلاً, ويزرق منها بأولاد, ويكبر الإبن ويقال له (ما اسمك؟) فيقول ( اسمي موهممد الأوتيبي) يعني محمد العتيبي "على سبيل المثال" .... هذا هو اختلاط النسب الحقيقي.

جعلتتم من أنفسكم (أفياش) كهرب, 110 و 220

لتفرقة أي مجتمع وتفكيكه (يجب تقسيمه ووضع أحزاب لتتنازع), فأمريكا أقوى دولة (قضت على العنصرية) ولماذا؟ لأنها لاتريد أن تتفكك. وأوروبا وحدت شملها لتكون قوية أمام العدو. ونحن للأسف نرى (عائلة واحدة) قد تحزبت وتفرقت إلى أحزاب, لأن فلان زوج بنته لفلان أو فلان تزوج بنت فلان. أتعلمون أن هنالك (أسرتين) في المملكة ... كانوا في يوم من الأيام (أسرة واحدة) .. ولكن لأن أحدهم (صنع) فطرد من الأسرة .. إلى الآن.

الصناع القدامى مكافحون, والصناع الحاليون ضعفاء !!

نعم هذا صحيح, لأن الذي كان يصنع قديما كان في مجتمع فقير جداً ومعدوم, وكانت الخيارات أمامه غير متاحة, فلا توجد وظائف ولا مدارس ولا سبل لكسب لقمة العيش, فكان الحل هو أن يصنع ويعمل ويكد, كما فعل الأنبياء.

وأما الآن .. نجد أن كثير من عيال القبائل (يصنعون مع أن فرص العمل تكاثرت, ومن لم يجد عملاً فبإمكانه أن يدرس وبالمجان) .. ورأيت كثيراً قبليون يعملون جميع المهن التي كانت ممنوعة قديماً , فنرى الطهاة والحلاقين والنجارين والفنيين ... بل أن المعهد التقني أغلبه قبائل.

فوالله إني لا أطعن بالصناعات الحالية, بل أشجعها لأنها مهن الأنبياء ومهن الرجال الأقوياء. إذن أنتم الآن أشد ضعفا من الصناع القدامى, لأنهم كانوا يعملون ولم يكن لديهم خيار .. أما أنتم فعملتم ذلك والخيارات والبدائل أمامكم كثيرة.

تنتابني الغيرة !!

عندما أرى فتاة تصل لمرحلة تحلم بأن تتزوج ولو بعامل نظافة, لأن ولي أمرها عضلها عن الزواج, لعذر قبلي قبيح. وعندما أرى أب يرفض الستر والعفاف لابنته, بسبب أنه ينتظر وينتظر (أي شخص قبلي) ليتزوجها. وعندما أرى (أشباه القضاة) يفرقون بين المرء وزوجه, لعدم تكافؤ النسب, ولم يفهموا ما معني تكافؤ النسب.

الناس مؤتمنون على أنسابهم !!

عبارة من ذهب, قالها الرسول صلى الله عليه وسلم, لأن النسب يؤخذ من نفس العشيرة والأهل. لا أحد يستطيع الانتماء لأي قبيلة يريدها, لأنه إن فعل ذلك فسيصبح ملعونا, كما جاء في الصحيح (لعن الله من انتسب إلى غير أبيه) وطبعاً لا أحد يريد أن يكون ملعوناً .. حتى إن زعم شخص من أسرة ما أنه ينتمي لقبيلة ما وهو يكذب .. فسيأتي شخص آخر من نفس الأسرة ويكذبه. وإذا تركنا المجال للناس (بأن يفتون بأنساب الآخرين) فستكون هذه فرصة لمن لديه (حقد قديم) أو كره دفين لأسرة ما, فسيقول عنها بأنها خضيرية بالتأكيد. وقد حصل هذا فعلاً منذ أكثر من 50 سنة للأسر التي قيل عنها أنها خضيرية, ولكن لم تكن هنالك وسائل إعلام حتى يبرئوا أنفسهم من هذه الإشاعات.

تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس!!

عبارة نسمعها كثيراً من أولائك الذين (يخافون) التزاوج مع بعض الأسر الأخرى. واتفق العلماء على بطلان هذا الحديث.

وأن هذا حديث غير صحيح, وحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. بل أن حتى قصة هذا الحديث (مع انه غير صحيح) أنه رجلاً أتاه مولود أسود اللون, فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكي شكه بزوجته وأن هذا ليس ولده. فقال له النبي بل هو ابنك وتخيروا لنطفكم فإن العرق دساس, أي أنه من المحتمل أن يحصل ذلك نتيجة لأن احد الأجداد القدامى كان أسمر اللون, فأتى الولد كذلك, حسب علم الوراثة والجينات الذي ينص على أن الصفة الوراثية (قد تخمد الجينات 50 سنة ثم تصحو فجأة في أحد الأبناء) .. ولا يخفى علينا جميعاً أن آدم عليه السلام أبو البشر كان أسوداً .. وأن معنى كلمة آدم باللغة أي الشخص الداكن اللون وشديد السواد.

المشايخ والعلماء هم ورثة الأنبياء, ولكن هل هذا حاصل بشكل واضح؟

للأسف "لا" والسبب أن الأنبياء كانوا صناعاً, مع أنهم من أشرف وأعرق القبائل, و(بعض) مشايخنا الآن للأسف يستحقرون الصناعات وأهل الصناعات, بل نجد أن (البعض) هداهم الله يسارعون في الفصل بين الزوجين لسبب أن أسرة الشاب أو الفتاة كانت في الماضي تصنع, أو أقل عراقة من الأخرى. ويرفضون بعض الشباب فقط لمجرد النسب.

ويفترض على العلماء والمشايخ أن يكونوا ورثة الأنبياء في كل شيء, وأن يكونوا القدوة بذلك وأن يكونوا صناعاً كالأنبياء, وألا يفرقوا بين الزوجين.

وهم ليسوا بأفضل من محمد صلى الله عليه وسلم القرشي الهاشمي الذي حارب هذا التعنصر بالتزويج وسنرى ذلك في آخر هذا الموضوع على شكل أرقام تسلسلية. فآدم كان (مزارعاً), ونوح كان (نجاراً) وإدريس كان (خياطاً), وإبراهيم عليه السلام كان (بزازاً في الأقمشة) – وإسماعيل عليه السلام كان (قناصاً), وداود كان (يصنع المكاتل وسلال الخوص) – وإسحاق كان (راعياً) – ويعقوب وشعيب وموسى (كانوا رعاة) أيضاً – وإلياس كان (نساجاً) – ومحمد رسول الله كان (راعياً ثم تاجراً ثم مجاهداً في سبيل الله).

اليهود يتعالون علينا بنسبهم .. هل هذا صحيح؟

نعم, لأن أم اليهود (سارة) كانت إمرأة حرة. بينما أم اسماعيل (هاجر) كانت جارية. ونسل القبائل من ذرية اسماعيل. ولكن تفاخر المسلمين بدينهم وتكاتفهم يكفيهم.

تذل بنتك وتحرمها الستر, لأجل عيون بعض الناس؟

للأسف .. هذا حاصل .. فالأب قد يرفض الكثير من المتقدمين لإبنته, لأنه (خائف) من كلام الناس. مع أنه لو أصيب بمكروه, لن يهتم لأمره الكثير من الناس. والبعض الآخر يروج لابنته أمام شيوخ القبائل والأسر القوية والغنية, طمعاً منه أن يأخذوها.

ما معنى (كفاءة النسب) أو التكافؤ بالنسب؟

أولاً .. الكلمة كانت أساساً هو عبارة (التكافؤ) بدون اضافة كلمة النسب .. والتكافؤ والكفاءة في اللغة: هي المساواة والمماثلة والمقصود بالتكافؤ, أي المساواة والمماثلة, وفي الزواج التكافؤ والتساوي يكون بالدين والعقل والصحة (فلا يزوج معاق بسليمة) والتكافؤ بالخلق (أي لا يتزوج زانٍ بعفيفة).

كما قال ابن القيم "رحمه الله" (اعتبار الدين في الكفاءة أصلاً وكمالاً, فلا تزوج مسلمة بكافر, ولا عفيفة بفاجر, ولايعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمراً وراء ذلك, فإنه حرم على المسلمة نكاح الزاني الخبيث, ولم يعتبر نسباً ولاصناعة ولاغنى ولاحرية, فيجوز للعبد القن نكاح الحرة النسيبة الغنية, إذا كان عفيفاً مسلماً, وجوّز لغير القرشيين نكاح القرشيات, ولغير الهاشميين نكاح الهاشميات, وللفقراء نكاح الموسرات) أ.هـ.

وأما الآن .. فأتت العنصرية, وحرفوه إلى (التكافؤ بالنسب) .. وتناسوا التكافؤ الحقيقي. حتى التكافؤ بالسن والعمر, كان دارجاً .. والآن للأسف نرى الزواج من القاصرات "الفتيات اللاتي أقل من 13 سنة" أصبح موضة.

شراء النسب .. شماعة يعلق البعض عليها أكاذيبه.

نرى بعض الجهلاء يزعم أن الأسرة الفلانية اشترت نسبها بمبلغ 200 ألف ريال وعشرين سيارة لاند كروزر مثلا. عجباً !! هل عرفتم كل هذه التفاصيل, ولم تعرفوا من هو الشيخ ومن هو الكاتب؟ والأعجب أنكم تهجمتهم على هذه الأسرة ولفقتم عليها الكذبة, ولكنكم لم تتهجموا على الشيخ الذي باعهم النسب؟ لماذا لم تذهبوا إليه وتحاكموه؟ لماذا لم تشهروا به كما شهرتم بهذه الأسرة؟ لماذا لم تجتمعوا على طرده من منصبه؟ الجواب هو.. لأنكم أصلا كذبتم بحق هذه الأسرة.. وفي الحقيقة هي لم تشتري نسبها, بل أثبتته بقرائن ودلائل شرعية.

ما معنى حديث (دعوها فإنها منتنة)؟

هي أمر واضح من الرسول صلى الله عليه وسلم لنا كمسلمين أن نترك العصبية القبلية (وحرّمها), وزجرنا ونهانا عنها ووصفها بأنها منتنة وعفنة.

ما معنى قوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ؟

أي أن جميع البشر يرجعون لقبائل معينة (ولا يوجد بشر ليس له قبيلة), وأن سبب جعله لنا قبائل هو لأجل التعارف والتواصل ولكي يعرف الولد من هو أبيه ولتشتد أواصر المجتمع ولكي تحصر المواريث وليصل الرجل أقاربة وأرحامه وغير ذلك.

وفي آخر الآية أوضح الله لنا حقيقة مهمة (لأنه يعلم بأن البعض سيقع بها) وهي بقوله (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) أي أن التعالي والتفاخر بالأنساب أمر ليس له من الكرامة من شيء. بل التقوى هي المعيار فقط, وأما النسب فلا ينظر إليه الله, حتى أنه سيمنع النسب عندما يبعث البشر إلى الجنة, حيث قال (فلا أنساب بينكم).

وقال المفسرون أيضاً: (الشيخ الشدي في إحدى خطب الجمعة) قال: جعلناكم شعوباً وقبائل لتتعارفوا لا لتتفاخروا ، فقد حسمت هذه الآية موضوع التفاخر بتأصيل ثلاث ركائز. الأولى: أن أصل خلق الناس جميعاً واحد. الثاني: أن ما يحتج به الناس بانتسابهم إلى شعب كذا أو قبيلة كذا مما لم يأذن به الله لأجل التفاخر، وإنما أذن به لأجل التعارف فحسب ، لما يترتب عليه من حقوق وواجبات. الثالث: أن التفاخر والتفاضل والتقدم إنما هو لأهل التقوى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ [الحجرات:13].. تذكر أخي الكريم أن كل الروابط سوى الدين يمكن أن توجد ثم تنقطع، هذا نبي الله نوح تنقطع بينه وبين ولده الروابط لأنه كافر، تأمل قوله تعالى : { ونادى نوح ربه فـقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ، قال يا نـوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح } [ هود : 45-46]

ما معنى قوله تعالى (ولا تنابزوا بالألقاب)؟

أي أنه سبحانه يحرم علينا أن نعاير ألقاب بعضنا البعض, وهذا الآن للأسف حاصل, فنرى التنابز واضح (يا خضيري, يا صانع, يا عبد ... إلخ)

ما معنى قولة تعالى (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية)

أي أن الله يذم أهم الحمية لغير الدين, والحمية القبلية الآن طغت على الدين وأصبح الرجل لا يزوج ابنته أو العكس, ووصف الله الذين جعلوا الحمية لغير الله بـ الذين كفروا.

في عام 1430هـ لا يوجد من لا يعرف نسبه وأصله .. هل هذا صحيح؟

نعم صحيح, وذلك بفضل الله ثم بفضل وسائل الاتصالات الحديثة, كالجوالات والهاتف والانترنت وفحص الحمض النووي, الذي جعل الكثير يتصل مع أقاربه في شتى بقاع المملكة وتقارب أبناء العمومة من بعد شتات. وتقاربوا من بعد ما فرقهم الفقر وفرقتهم الحروب والفتن. بل أن الأسر التي قيل عنها أنها خضيرية, تملك وثائق قديمة أقوى من غالبية الأسر القبلية التي لم تنتقل من منطقتها. والسبب الآخر, أنه مع مرور الوقت, أصبح هنالك تقارب في النسب بين الأسر القبلية والغير قبلية رغم عنهم (بشكل غير مباشر) فنرى أن الأسر تقاربت مع الأسر الأخرى. ولا أبالغ إن قلت أن 99% من أسر المملكة تتقارب مع بعضها البعض بشكل غير مباشر.

الحلقة الثانية

هل كان في زمن الأنبياء وعهد الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة مثل هذه الأمور (الصناع وعدم التزويج وغير ذلك) ؟؟

نعم, فحينما كان العالم فوضوياً قبل الإسلام, والجاهلية كانت هي المسيطرة ... وانتشرت سمات الجاهلية مثل (وأد البنات وهن حيات – عبادة الأوثان والأصنام – بيع وشراء النساء – بيع وشراء الرجال كعبيد – امتهان الصناعات واستحقار المهن).

أرسل الله الأنبياء لإزالة تلك المعتقدات, وجعلهم ينتمون لقبائل وفي نفس الوقت جعلهم صناعاً, وأصحاب صناعات وحرف, فآدم كان مزارعاً, ونوح كان نجاراً وإدريس كان خياطاً, وإبراهيم عليه السلام كان بزازاً في الأقمشة – وإسماعيل عليه السلام كان قناصاً, وداود كان يصنع المكاتل وسلال الخوص – وإسحاق كان راعياً – ويعقوب وشعيب وموسى كانوا رعاة أيضاً – وإلياس كان نساجاً – ومحمد رسول الله كان راعياً ثم تاجراً ثم مجاهداً في سبيل الله)

حتى الصحابة رضوان الله عليهم كانوا كذلك, فأبو بكر كان تاجراً للأقمشة – وعمر بن الخطاب دلالاً – وعثمان بن عفان تاجراً – وعلي كان عاملاً – وعبد الرحمن بن عوف كان تاجراً – والزبير بن العوام كان خياطاً – وسعد بن أبي وقاص كان نبالاً أي يصنع النبال – وعمرو بن العاص كان جزاراً) والهدف من جعلهم صناعاً هو لإزالة أفكار عدم التزاوج مع الصناع, ولإزالة استحقار الصناع, وتم بحمد الله تحقيق ذلك وتم نشر الإسلام, إلى أن أرسل الله خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم, القرشي الهاشمي, حيث اصطفاه الله من أقوى قبائل العرب (قريش) وجعله تحارب تلك الأفكار والمعتقدات ..

هل منع النبي عليه الصلاة والسلام التزاوج بين الصناع ومجهولي النسب (و) بين القبليون العارفون بأنسابهم؟

لا, لم يمنع ذلك, بل أمرنا به, وأمرنا إلى عدم فعل عكس ذلك, فقال (إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ), أي أمرنا بالتزويج, حيث أن الأمر منه يقتضي تحريم مادونه + حذرنا من مخالفته, وفي هذا نهي صريح. وفي أكثر من مرة قام بأفعال وأمثلة للتزويج لنقتدي به, ولم يثبت عنه أو عن صحابته أنه قد تم منع التزاوج بين القبلي وغير القبلي, والدليل على ذلك أنه:

1- زوّج ضباعه الهاشمية الشريفة بن الزبير بن عبد المطلب, من المقداد بن عمرو "الذي عرف باسم المقداد بن الأسود لما كان مولى قبل أن يعتق.

2- زوّج زهرة بن عبد الرحمن بن عوف, لبلال بن رباح الحبشي المولى.

3- زوّج أبو حذيفة "سالم" لهند بنت الوليد بن عتبة, وكان سالم "مولى" لإمرأة من الأنصار, وفي ذلك حديث صحيح.

4- في الحديث الذي رواه الرسول صلى الله عليه وسلم, قال (يا بني بياضة, أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه) وكان أبو هند حجاماً, ومولى عند قبيلة بني بياضة, وفي ذلك حديث صحيح رواه أبو داور والحاكم بسند جيد.

5- أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر فاطمة بنت قيس أن تنكح أسامة بن زيد "الذي كان مولى وخادم" فنكحها بأمره, وفي ذلك حديث متفق عليه. وفاطمة قرشية فهرية أخت الضحاك بن قيس, وهي من المهاجرات الأُول وكانت ذات جمال وفضل وكمال.

6- قال ابن مسعود لأخته ( أنشدك الله أن تتزوجي مسلماً, وإن كان أحمراً رومياً أو أسوداً حبشياً).

7- قد صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قد عرض ابنته حفصة على سلمان الفارسي "الغير عربي".

8- أن الرسول صلى الله عليه وسلم زوج "جليبيب" من إحدى بنات الأنصار ذات النسب والجاه, وكان جليبيب فقيراً معدوماً لا مال ولا جاه ولا نسب, وقد استشهد في احدى المعارك وقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمسح على وجهه (قتلت سبعة ثم قتلت؟، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك)

9- قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع "الحطيئة" الشاعر الذي نشأ دعيا لايعرف له نسب, فعاش مظلوماً فقيراً, فجعل يقتات على الشعر, فكان الشاعر المخضرم الذي عرف عنه شدة الهجاء, فقد هجى الزبرقان, واشتكى الزبرقان لعمر وتم حبس الحطيئة واستعطفه بأبيات حتى أفرج عنه وقال له: فإياك والمقذع من القول فقال الحطيئة: وما المقذع؟ قال عمر: أن تخاير بين الناس فتقول فلان خير من فلان وآل فلان خير من آل فلان (وفي هذا دليل على أنه حتى عمر كان يحارب العنصرية والتفاضل بين الناس).

10-أن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع الناس في أيام التشريق ليلقي عليهم خطاباً مهماً ليمنعهم من العنصرية القبلية, وأوضح لهم أن أباهم واحد (وهو آدم عليه السلام), وعندما انتهى من خطابة أبرى ذمته أمام الله وأشهد الله على ذلك (وهذا دليل على أن الموضوع يهمه) ثم أمر الحاضرين بإبلاغ الغائبين (من شدة حرصه) عليه الصلاة والسلام. نص الحديث (‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد الجريري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي نضرة ‏ ‏حدثني ‏ ‏من ‏سمع خطبة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في وسط ‏ ‏أيام التشريق ‏ ‏فقال يا أيها الناس ألا ‏ ‏إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا ‏ ‏لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت قالوا بلغ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم قال أي يوم هذا قالوا يوم حرام ثم قال أي شهر هذا قالوا شهر حرام قال ثم قال أي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم قال ولا أدري قال ‏ ‏أو أعراضكم أم لا ‏ ‏كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أبلغت قالوا بلغ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ليبلغ الشاهد الغائب)

عصبية جاهلية (ثم) إسلام (ثم) مستشرقون في نجد وإعادة الجاهلية (ثم) نصف إسلام !

ورد في القرآن الكريم والسنّة الشريفة آيات وأحاديث كثيرة كما ذكرنا، والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس هي إحدى الأسس التي قامت عليها الدعوة الإسلاميّة، فساوى الرسول ً بين عبيد مكة وأشرافها، وأغنيائها وفقرائها، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وبين العرب ومواليهم من الأحباش والفرس والروم، ودروس السيرة النبوية في ذلك كثيرة، ويكفي حديث (سلمان منّا آل البيت).

وغيرها من الأحداث .. إلى أن أصبح الناس سواسية وقوت شوكتهم, وعاشوا عصر صدر الإسلام (أنقى وأقوى عصر في تاريخ الإسلام) العصر الذي كان فيه المسلمون هم أسياد العالم.

توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ... ومرت السنين, ومئات السنين, وأتى عصرنا (عصر الدولة السعودية), وكان الإسلام يتجدد به, إلى أن أتى المستشرقون الانجليز الغرب بإعادة زرع فكرة (نبذ الصناعات), فكانوا يوهمون أبناء القبائل بأن الصناعات لا تليق بهم, بعد أن رؤية الصناعات النجدية التي كانت قوية في الأثاث والأسلحة وغيرها. وفعلاً .. انتصروا في تحقيق ذلك .. فنبذ البدوي الصناعة, وأصبح الناس لا يعرفون كيف يجدون لقمة العيش, والذي يصنع ليكسب ويطعم أهله فإنه يطرد من القبيلة ولا يزوج, لا هو ولا أهله.

ونسي الناس قول الخالق عز وجل (عندما أمرنا بالصناعة) حينما قال (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ...) الآية.

ونسي الناس قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تزاوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة). ولم يحدد شروط في الزواج غير الدين والخلق فقط لاغير (بالنسبة للشاب) ولم يحدد غير الأربع صفات التي سيتم ذكرها (بالنسبة للمرأة).

بعض فتاوى هيئة كبار العلماء في التعصب القبلي:

س:*ينتشر في اوساط سكان نجد قَصْر الزواج على ناس, وتحريمه على ناس آخرين, حيث ان هناك تفرقة, هذا حرفي, وهذا صانع, او خضيري, فهل قَصْر هذا الزواج على فئة دون فئة يقرّه الشرع؟ وهل ما يعمله الكثير من الناس من هذه العصبية القبلية يُقرّه الشرع؟ او هو من الجاهلية؟ ومالمقياس بين الناس؟ ثم هل الأنبياء لم يعملوا بحرفة, مثل النجارة التي بنكرها ويحتقرها بعض مواطني نجد؟ وماسبب هذه التفرقة؟ ارجوا الإجابة بالاستدلال على هذا الموضوع بالأدلة من الكتاب والسنة, وارجوا أن تؤكدوا على هذه الناحية, لأنها تسعر بين المواطنين, وبخاصة في القرى, وانا أريد الجواب الكافي, لأني خطيب جمعة, وأريد إيضاح هذه الملابسات على ضوء جوابكم, وفقكم الله, وأرجوا أن تكتب كتيباً لإيضاح هذا الموضوع.

ج:*اختلفت العلماء فيما تُعتبر فيه الكفاءة في النكاح, والصحيح : أنها في الدين فقط, لقوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وبهذا قال أنس بن مالك, وهو منقول عن عمر, وابن مسعود, من الصحابة رضي الله عنهم, ومنقول أيضاً عن محمد بن سيرين, وعمر بن عبد العزيز, رحمهما الله. ويدل لذلك أيضاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم زوّج زيد بن حارثة مولاه, زينب بنت حجش, وهي قرشية, وأمها هاشمية. وزوّج فاطمة بنت قيس وهي قرشية, من أسامة بن زيد, وهو وأبوه من موالي النبي صلى الله عليه وسلم, وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس, وكان قرشياً ممن شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم, تبنى سالماً وأنكحه ابنة أخيه الوليد بن عتبة بن ربيعة, وهو مولى لإمرأة من الأنصار, رواه البخاري والنسائي وأبو داود. وعن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي, عن أمة, قالت: رأيت أخت عبدالرحمن بن عوف تحت بلال, ومن المعلوم أن عبدالرحمن قرشي وبلال حبشي وعتيق لأبي بكر, وبذلك يتبين أنه لاحرج في الشرع أن يتزوج قبليٌّ: من العجم والموالي ومن يسمى عند بعض الناس خضيرياً, وكذا العكس. "فتوى للجنة الدائمة للبحوث والإفتاء"

س:*مارأيكم فيمن يفضل الزواج من كتابية, عن أن يتزوج بمسلمة غير قبيلية, معللاً ذلك بأن الزواج من المسلمة غير القبيلية سوف يعرضة لمشاكل اجتماعية, لأنها في نظره ليس لها أصل؟

*

ج:*أرى أنه أخطأ, قال الله عز وجل (ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم). مسألة الخضيري والقبيلي هذي لا أصل لها, فيجوز أن يتزوج الخضيري من القبيلية, والقبيلي من الخضيرية, ويصح النكاح, والنبى صلى الله عليه وسلم اعتبر شيئين لاثالث لهما, قال (إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) "فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله"

بالإضافة إلى فتوى العلماء والمشايخ في إنكار ذلك, مثل الشيخ محمد العريفي والشيخ خالد بن عبدالله المصلح والشيخ سلمان العودة والشيخ عائض القرني, وغيرهم.

يستدل الناس أحيانا بأن الرسول افتخر بنسبه فيجب علينا أن نفتخر بنسبنا, (أنا النبي لا كذب, أنا ابن عبد المطلب).

أولاً الرد عبر نقاط: 1- أنه صلى الله عليه وسلم بدأ و افتخر بكونه نبياً اصطفاه الله من بين الخلق ليكون كذلك, فقال: أنا النبي.

2- بعد ذلك افتخر بصفة حميدة, وهي بأنه صادق ولايكذب, وكما عرف عنه "الصادق الأمين" فافتخر النبي صلى الله عليه وسلم بصفة الصدق التي يمتاز بها.

3- ثم أخيراً, وفي آخر مقاله, قال أنا ابن عبدالمطلب (قالها بآخر كلامه دليل على أنه شيء غير مهم كما يعقتد البعض, ودليل على أن الدين والخلق والصدق أولى من النسب), وأنه أيضاً قالها بموضع حرب لتخويف العدو ... إلخ.

4- لو أنه يدعوا إلى العصبية فعلاً, لما قال هذه الأحاديث التي تذم العصبية, ونذكر منها:

قال صلى الله عليه وسلم (دعوها فإنها منتنة) أي اتركوها "يقصد بذلك العصبية القبلية" قال صلى الله عليه وسلم (إن الله أوحى إلىّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ, ولا يفخر أحد على أحد) قال صلى الله عليه وسلم (ليس منا من دعا إلى عصبية, وليس منا من قاتل على عصبية, وليس منا من مات على عصبية) وللأسف نرى الآن أشخاصا يتقاتلون ويذهبون للمحاكم للتفريق بين المرء وزوجه. والرسول صلى الله عليه وسلم قال عنهم ليسوا منا, أي أنهم ليسوا مسلمين. قال صلى الله عليه وسلم (ومن قاتل تحت راية عميّة, يَغْضَبُ لِعَصَبةٍ, او يدعوا إلى عَصَبةٍ, فَقُتِل, فقِتلةٌ جاهلية) أي لم يمت على الإسلام أي أنه لم يدخل الجنة. قال صلى الله عليه وسلم (ألا لافضل لعربي على أعجمي, ولا لعجمي على عربي, ولا أحمر على أسود, ولا لأسود على أحمر, إلا بالتقوى) قال صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم ,أو ليكونن أهون على من العجلان التي تدفع بأنفها النتن) قال صلى الله عليه وسلم ( المسلمون تتكافأ دماؤهم, ويسعى بذمتهم أدناهم) أي: تتساوى, فيكون دم الوضيع كدم الرفيع.

شاعر المليون حصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. إليكم القصة:

قال ابن اسحاق ( مر شاس بن قيس – وكان شيخاً قد عسا "أي أسنّ وكبر في السن" عظيم الكفر, شديد الضغن على المسلمين, شديد الحسد لهم – على نفر من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج, في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه, فغاظ ما رأى من أُلفتهم, وجماعتهم, وصلاح ذات بينهم على الإسلام, بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية, فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد, لا والله مالنا معهم اذا اجتمع ملؤهم بها من قرار. فأمر شاباً من اليهود كان معهم, فقال: اعمد إليهم, فاجلس معهم, ثم اذكر يوم بعاث "وهو موضع بالمدينة اقتتلت فيه الأوس والخزرج في الجاهلية وكان الظفر فيه للخزرج", وماكان قبله, وأنشدهم بعض ما كانوا تقالوا فيه من الأشعار, ففعل. فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا, وتفاخروا, حتى تواثب رجلان من الحيّين على الرّكَب, فتقاولا, ثم قال احدهما لصاحبه: إن شئتم رددناها الآن جذعة, فغضب الفريقان جميعاً, وقالوا: قد فعلنا, موعدكم الظاهرة – والظاهرة الحرّة- السلاح السلاح, فخرجوا إليها, فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, فخرج إليهم فيمن معه من اصحابه المهاجرين, حتى جاءهم فقال: ( يا معشر المسلمين الله الله, أبِدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام, وأكرمكم به, وقطع به عنكم أمر الجاهلية, واستنقذكم به من الكفر وألّف بين قلوبكم ؟؟) فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان, وكيد من عدوهم, فبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً, ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين).

الخوف والذعر من كلام الناس, كيف ذلك؟

ذلك بأنه يوجد من يقر بأن الأعراف القبلية تخالف تعاليم الدين "وبخاصة في مسألة الزواج" ومع ذلك تجده ينقاد لها خوفاَ من قومه, وتجنباً للمشكلات الأسرية التي ستواجهه "حسب قول بعضهم" ولهؤلاء نقول ما قال الله (وتخشى الناس والله أحق أن تخشه).

وبعضهم يقلد أباءه وأجداده, وهم يعلم أنهم على إثم. ونقول له كما قال الله تعالى ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لايعقلون شيئاً ولا يهتدون)

حادثة منصور التيماني وفاطمة العزاز !!

كلنا يعرف القصة "أخوان الزوجة بعد وفاة أبوهم, طالبوا بالتفريق لعدم تكافؤ النسب وذلك بعد إنجابهم الأولاد وبعد موافقة صريحة من ولي أمرها" والغريب في الموضوع أن المشايخ بالمملكة منذ أكثر من 70 سنة وهم يتكلمون عن الأمور الصغيرة (مع أنها فعلاً مهمة) كالعباءة عالكتف او عالرأس, وعن قيادة المرأة ... إلخ. وتركوا الأمور الموجودة بكثرة في مجتمعنا مثل تكافؤ النسب الذي هدم بيوتاً وفرق بين العوائل, أين قول الله (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). بعد أن أمضت "فاطمة العزاز" في دار الحماية أكثر من أربع سنوات مع طفلها سليمان الذي كان في أشهره الأولى من عمره وقبلها كانت في السجن بعد أن خيرت بين العودة مع أهلها والرضا بحكم المحكمة الذي فرق بينها وبين زوجها أو دخولها السجن الا أنها اختارت السجن لإيمانها القوي وقوة صبرها الذي تفاءلت به خيرا بعد ان قدمت على استثناء وطعن في حكم التفريق بينها وبين زوجها وبالفعل جاء نتيجة صبرها وتحملها هو أنها الآن عادت إلى أسرتها بين أطفالها لتبدأ حياة جديدة بعد فراق دام أكثر من 4 سنوات, والفضل بعد الله يعود لخادم الحرمين الشريفين الذي أزعجتوه بهذه الأمور التي لايقرها الشرع, وبفضل المحامي أحمد السديري وبفضل زوجها منصور التيماني, الذي ثابت عنه أنه من قبيلة شمر, وبلسان شيخ من شيوخ شمر

وأقسم بالله العلي العظيم أني لا أعرف هذين الأسرتين ولا تربطني بهما أي علاقة, ولم أرى بحياتي أي فرد منهم, ولكن الحق يجب أن يقال.

الحلقة الثالثة

قال تعالى (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون)

سبحان الله, كأن الآية تحاكي الواقع عندما يمشي الأبناء على معتقدات وعادات آبائكم وهو لايعرفون حكمها أو أساسها, كالتفريق بين الزوجين, والإسراف في الذبائح لعزائم يصل عدد مدعويها إلى 1 أو 2, وإذا قام كبير العائلة عن مائدة الطعام لايحوز لأحد أن يأكل بعد ذلك, وعدم رؤية الزوج لوجه زوجته حتى بعد الزواج, وغيرها الكثير الكثييير من العادات (المحرمة) التي لازالت تُتّبع إلى الآن.

فقر – غلاء الأسعار – عنوسة – فساد – قلة الأمطار بل شحّها – غبار وعج – قلة البركة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم), صدقت يا رب العالمين

أخيراً .. لا تعتقدوا أني مناصر للأسر التي صنعت وكافحت فأصبحت بنظر البعض خضيرية.. بل أقسم بالله العلي العظيم بأني قبلي 100% ومن أسرة متشددة قبلياً, وجميع مصاهراتنا مع أسر قبلية أصيلة, وقد بدأت التحدث مع بعض الأقارب, ووجد من بعضهم التجاوب (مع أنهم قلّه) ولكن بإذن الله في تزايد. أنا سأقول الحق وقد قلته الآن, والساكت عن الحق شيطان أخرس, شيخ قبيلتي لن يفيدني .. فقد أصبت بحادث مروري, هل تدخل شيخ قبيلتي أو تحمد على سلامتي؟ لا لا أريد في يوم من الأيام أن أذهب لخطبة فتاة ما, ويقول لي شيخ القبيلة (لا) هذي ماتناسبنا. لأني (حر) ابن (حر) ولست منقاداً لأوامر قبيلة, بل لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

لنفهم معنى القبيلة الحقيقي (اجتماع على البر والتقوى) ولنتحد, وانشروا الموضوع كي تعم الفائدة لشعبنا المظلوم. ولنطبق شرع الله ورسوله ونطبق ماتسعى اليه حكومتنا الرشيدة في محاربة العنصرية المقيتة.

المصدر*http://sh-sder.com/t41584/

 
بواسطة : زائر
 0  0  854.0K