لم أنوي الصيام جهراً
أستهل المستقبلون الشهر الكريم بإرسال نياتهم إلكترونياً بعبارة " اللهم إني نويت صيام رمضان ..... "
وددت بأن أمسك بتلك النية وأقوم بتأديبها بقول رسولها الذي نهاها عن خروجها من قلب صاحبها : [ أيها الناس، كلكم يناجي ربه ، فلا يجهرن بعضكم على بعض ] .
قليلاً من التفكير !*
إن قصدت ذلك تذكيراً ، فهناك الكثير من مفردات التبليغ التي تغني عن إخراج النية من قلبك وتسليمها لغيرك ، فتلك النية بكل تأكيد خرجت من مسلم وستصل لمسلم ليس بحاجة لتذكيره بفرضه ، بقدر ماهو بحاجة إلى تذكيرة بآداب الصوم والسنن أو الأدعية أو ما شئت بإرساله وتذكيره به .
أحتفظ بنية الصيام كما تحتفظ بنية الصلاة ، فإخراجها بدعة ، فلا تأمرن من تصلهم بدعتك أن يقوموا بنشرها أو إلزامهم بأن يوحدوها معك !
أكان الصيام عهد وميثاق بين البشر ؟
هي أولاً وأخيراً بينك وبين الله ، فكم من متلفظ بها لم يصم شهره أو بعضه ، وكم من قام بكتمانها أتم صيامه بأمر ربه !
إخراجها دوماً مُتعب لو أعتدت عليه ، فسيلزمك تجديدها كل ليلة ، وعند كل سحر وفطر ، وغير تلك التحديثات ، سيشترط عليك إرسالها لكل من خطر ببالك وأن تفرض عليه توزيعها بإسم الأجر كما فعلت في بادي الشهر ، لكن بما أن دينك يسر لك بكتمانها فلا تُلقي بنفسك لتلك المصاعب ، ربما لو نسيت شخص أن ترسل له أو جهلت إن وصلته نيتك ، سيصيبك من الهم مايصيبك وكأنك سهوت عن نسك الثواب والعقاب ، فلا تكلف نفسك ما لا طاقة لك به ، ولو علم الله بذلك خيراً لأمرك ببذل ذلك وما أنت بفاعل .
وأخيراً :
أحبسها وأجعل القلب موطنها الذي ترتع فيه بطيبها وخبثها ، فقد خلقت فيه وستموت فيه ، فهي منه وإليه ، فلا تغربها عن وطنها فتفسد وتكون من الضالين ، ولا تجعل أحداً يطلع عليها .
فسائر عملك لك إلا صيامك فهو لله وهو الذي يجزيك عليه .
وكل رمضان والقاريء بخير خالياً من كل بدعة وضلالة .
بواسطة :
زائر
01-07-2014 12:33 صباحاً
0
0
14.6K