البيت الحجازي في رمضان

أسيد سندي:

 

يجيك الخبر طائر بعد المغرب في آخر ليلة بشعبان يقلولك في الراديو تم رؤية هلال رمضان وعليه فإن غداً أول أيام الشهر المبارك..

تقوم الدربكة في البيت،والأم تصيح على بناتها،يابنت قومي كنسي وتقول للتانية قومي غسلي والتالته رتّبي،عشان اذا جاهم ضيف يكون البيت جاهز،ويطلعلك سيد البيت ينادي أولاده ياواد إنت هو قوموا ادخلوا بيت الما(دورة المياه) واتوضوا وامشوا معايا عالحرم نصلي العشاء والتروايح،وياخدهم ويمشي الحرم ويلاقي العمده وجيرانه ويبلغهم التهاني بالشهر المبارك ، والواد عبدو الكهربائي يرص عقود اللمبات والفوانيس في الحارة ترحيب بالشهر المبارك،وأبو حمزة يجهز بسطته عشان البليلة وهداك جالس يبيع طراطيع،وكل واحد يزيط حالو،ونرجع لست البيت تكلم جاراتها يسوا سحورهم سوى،ويجهزوا كل شئ بالكتير عالساعه اثنين يجيك المسحراتي يصيح في الحارة سحور سحور! ويقوموا أهل الحارة يتسحروا ويصلوا وترهم،وياخدولهم غمضة عين،ويقوم سيد البيت عالفجرية ويصلي ويجلس في الحرم يقرأ القرآن ألين الضحوية،ويرجع بيته يصحي عياله،هدا يجبله الطحينية والتاني يرسله يجيب زمزم ،وماتجي الظهرية الا والطلبات جاهزه ،وتجيك ست البيت تصحي بناتها تقلهم يلا قوامٍ على المركّب(المطبخ) خلينا نجهز الفطور ،وهذي تجيب الدقيق والتانية تفرد عجينة والتالته تطقطق مفرومة والأم جالسة تزبط شوربة الحب وماتجيك العصرية إلا والسبوسة واللقيمات وصحن اللحوح جاهز بس بعد الصلاة يخبزوا ويخلصوا ،ولازم تحسب الأم حساب جارتها أم فلان والتانية أم علاّن،تقلك بلكن ماقدروا يسوا شئ اليوم،ويجيك سيد البيت معاه أكياس السوبيا والفول والشُريك ويمدها لأولاده يجهزوها يبخروا الفول ويحطوا السوبيا في الجك ،ومايرمي الحرم مدفع الأدان إلا وسفرتهم جاهزة ماشاءالله ..

(حكاية من أحد كبار السن )

كل عام وأنتم بخير الله ييلغنا وييلغكم رمضان.