المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 10 مايو 2024

حقيقة "داعش" الوحش الذي التهم الثورة السورية

كتب/*ريم الحرمي

**

“الدولة الإسلامية في العراق والشام” التي باتت تُعرف اختصارًا بـ “داعش” هي تنظيم مسلح يتبع جماعة تنظيم القاعدة والذي أسسه داعشالأردني أبو مصعب الزرقاوي بعد الغزو الأمريكي للعراق والذي كان ينطلي تحت شعار مقاومة الاحتلال، ثم تطور بعد الثورة السورية ليطال سوريا كذلك، ويضم هذا التنظيم أفرادًا مقاتلين من جنسيات مختلفة عربية وغيرها، وهدف هذه الجماعة الجهادية هو إقامة ما يسمونه “دولة الخلافة الإسلامية”.

جماعة “داعش” ظهرت في عام ٢٠١٣ في سوريا، وهي أبعد كل البعد عن أهداف الثورة السورية أو الثوار السوريين الذين ابتدأوا ثورتهم بثورة غير مسلحة، وانتهى بهم المطاف إلى تأسيس الجيش السوري الحر وأصبحت المعارضة السورية معارضة مسلحة تواجه النظام السوري وقوات جيش الأسد، إلى هنا والأمور كانت على ما يرام في هذا النطاق، حيث إن اعترف المجتمع الدولي بالمعارضة السورية وأضفوا عليهم صفة الشرعية فهم يمثلون شريحة كبيرة من المعارضين للنظام السوري، لكن تغيرت هذه الصورة وتبدلت المعادلة بدخول داعش على خط الثورة السورية، وأصبح اليوم المشهد السوري معقدًا أكثر من أي وقت مضى.

الثورة السورية اليوم تتمزق وتتقطع أشلاؤها على أيدي المقاتلين في تنظيم داعش، فزاد الحمل الملقى على أكتاف الشعب السوري الذي لم يعد يحارب نظام الأسد فحسب بل يحارب تنظيم داعش معه، الذي يتحدث بالإسلام والأيدولوجيات الأصولية الدينية وهو أبعد ما يكون عن الإسلام أو حتى الإنسانية، فالبشاعة التي تتعامل بها داعش وعمليات القتل وقطع الرؤوس وغيرها من المشاهد التي نراها أو نتفادى رؤيتها نظرًا لوحشيتها ودمويتها، أعطت الغطاء والشرعية لبشار الأسد لمقاتلة ما يسميه الجماعات المتطرفة التي يحاربها والتي بنظره تشمل الثوار السوريين والمعارضين للنظام السوري، وبالتالي فأصبحت داعش التي دخلت عرضًا على الثورة السورية همًا آخر من هموم الثوار السوريين.

إن تنظيم داعش الوحشي سرق بفكره المتطرف الكثير من الشباب الذين غرر بهم تحت اسم الدين وتحت اسم “الدولة الإسلامية” التي يسعى داعش لتأسيسها، فأكثر من جاؤوا للدخول إلى هذا التنظيم والقتال هم أناس مهمشون في مجتمعاتهم التي قدموا منها، يعانون من الفقر والبطالة ومشاكل اقتصادية جمة، وأكثرهم شباب صغار زج بهم الى معركة لا علاقة لهم بها ولا يعون خفاياها وأهدافها أو مآربها، فضحكت عليهم داعش والجماعات المتطرفة المماثلة تحت اسم خدمة الدين، بينما في الحقيقة هي محاولة لتشويه الدين وتدمير الثورة السورية التي أصبحت مدمرة بسبب الدعم الذي يتلقاه الأسد من جماعات ودول مثل حزب الله وإيران، بالإضافة الى تخاذل المجتمع الدولي الذي ساهم صمته في تنامي الجماعات الأصولية الجهادية المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة.

كذلك فاتضح مع الأيام أن داعش تعمل في صف بشار الأسد ومن يدعمه في إبطال الثورة السورية وتصفية الثوار السوريين، فداعش ركبت قطار الثورة السورية لتحول مساره إلى الطريق الذي اختارته هي وهو نفق مظلم تريد أن تجر داعش السوريين إليه، هذه الطريق التي تريد في نهاية المطاف أن تصل بالسوريين إلى أكاذيب إقامة الدولة الإسلامية، وهي بعيدة كل البعد عما يريده الشعب السوري الذي قام بالثورة لأسباب لا تمت بالأيدولوجيات المتطرفة والأصولية التي تنادي بها داعش، وبالتالي فداعش ومن يواليها ومن يردد أكاذيبها بأنها تريد أن تتخلص من النظام السوري الحالي، فلم تأت بإصلاح اقتصادي ولا نظام اجتماعي أو حتى تعاملت بأسس إنسانية مع الواقع الصعب الذي يعيش فيه السوريون، بل إنها أزمت وفاقمت الأمور أكثر مما هي عليه.

يبدو أنه منذ ظهور داعش وهي تعمل على تحقيق أجندة الأسد، وإرغام السوريين إلى العودة إلى نظامه البائد، فهي قامت بمساهمات جليلة للنظام السوري من أهمها محاولة اغتيال أفراد وقيادات من المعارضة السورية والجيش السوري الحر والذي لم يستطع النظام التمكن منهم، فقامت داعش بتصفيتهم بالنيابة عن نظام الأسد، كذلك فإن داعش تحاول السيطرة على المناطق التي تمكن الثوار السوريون من تخليصها من نظام الأسد وحوّلت داعش تلك المناطق الى ثكنات قتال وحرب رفعت فيها رايتها وحولتها الى معترك مذهبي متطرف، وحققت ما لم يحلم الأسد به من جهة ومن جهة أخرى فإنها أعطت الضوء الأخضر للأسد لاستخدام براميله المتفجرة لمحاربة ما يسميهم بالإرهابيين، لكن بالطبع هؤلاء الإرهابيون لا تندرج تحت قائمتهم داعش، فداعش أصبحت الورقة التي يستخدمها النظام السوري لسحق كل مظاهر الثورة السورية ومن فيها.

وها هي داعش من جهة تزيد من نشاطاتها الإرهابية المتطرفة ومن جهة أخرى يرمي نظام الأسد براميله المتفجرة على السوريين ليوهمهم أنه يحارب الإرهاب، وما بين الإرهابين إرهاب الأسد وإرهاب داعش يعيش السوريون وتعيش الثورة السورية في إرهاب وخطر يحدق بهم أكثر من أي فترة مضت في مسيرة الثورة السورية، ويبقى السؤال من سيقضي على من أولاً؟.

بواسطة :
 0  0  11.4K