المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
مصلح الخديدي
مصلح الخديدي

ياروح مابعدك روح

* نحن في هذه الدنيا نركض ونتسابق ، نخسر الروح و يمرض الجسد ، تشقى الأنفس وهي تلهث وراء حطام الدنيا ومفاتنها ، وفي نهاية اليوم الكل يحسب أرباحه وخسائره . لم يسلم من ذلك أحداً منا . ( وتحبون المال حباً جما ) كل له محبوبه ومطلوبه تناسى في سبيله روحه الجميلة ، و نفسه الصافية ، وجسده اللين . توتر بعد توتر ، تعقيد إثر تعقيد ، أزمات مالية ، وحوادث مأساوية ، وأخبار مفزعة ، ومقاطع مرعبة . أصوات و مناظر مخيفة ، شقاق ونفاق وسوء أخلاق ، وغياهب من اللهيب الإجتماعي ، مدارس و دوامات ، وإختبارات ، وإجتماعات ، ومشاريع ، ومناسبات ، وأسواق ، ومولات . زحام شوارع ومخالفات . وذاكرة الروح يومياً تزيد بمخلفات التقنية وكَبد العيش . إنسان اليوم قد تحول لآلة إلكترونية ، نسي عظامه ، ولحمه ، وعصبه ، وروحه الشفافة الرقيقة . عزيزي القاريء : إننا نسابق الوقت ويسبقنا إستعجال دائم ، وقلق مستمر . تعلمناه وعلمناه لغيرنا . إنه روتين الإضطراب اليومي ( إن سعيكم لشتى ) . عزيزي القاريء : لقد نسينا حقوق أنفسنا ، نسينا سلامنا الداخلي ، تجاهلنا إحتياجات أرواحنا ، غفلنا عن لحظات السكون ، وأحلام التأمل ، ونظرات الصفاء ، نفر من أرواحنا وهي ألصق ما يكون بنا ، إلى أبعد الأشياء . إلى لا شيئ ، فقط للهروب من إلحاحات النفس المستمرة . التي تنشد بعض الاستجمام ، وقليلاً من الراحة ، تطالبنا بانعكاس النظرات إلى دواخلنا ، وعندما نصر على تجاهلها وقطع كل إتصال بها تبدأ أجسادنا بالألم وصحتنا بالسقم ، كل ذلك نصرةً للروح المجروحة ، والشقية لشقاء صاحبها ( ولنفسك عليك حق ) . عزيزي القاريء : لقد زادت أشغالنا ، وزادت أمراضنا ، وكثرة مستشفياتنا . يضيع الوقت ، والعمر ، والمال . في طلب التشخيص الصحيح ويعجز الطبيب . لأنه كذلك نسي الروح وجاء يعالج الجسم . عزيزي القاريء : كيف تحس أروحنا بالإنسجام وهي ضحية القمع منا ، والخوف والهلع . فعلى جنبات الطرق نجد كل يوم صرعى الحوادث ، وعلى رسائل الجوال قصص الحزن ، وعلى واجهات التلفزة نشرات الدماء ، والأشلاء . ثم ننام لنرى خيالات جميلة . عزيزي القاريء : هناك عدد من الأسئله تحتاج منك الإجابة عليها . هل تأملت روحك ؟ هل اعتنيت بها ؟ أتحب روحك وتريد رقيها ؟ إننا مهما حاولنا أن نعرف عن الروح نظل غير مدركين لها ( قل الروح من أمر ربي وما أتيتم من العلم إلا قليلا ) . عزيزي القاريء : عد بروحك لخالقها ومولاها ، عد بها لجو المناجاة ، وللصلاة الخاشعة ، وللتلاوة المتدبرة ، وللبر وللصدقة ، وللعطف ، وللخير . عزيزي القاريء : روحك فطرية المنشأ ، تحب الطبيعة بأجراسها ، تحب خَضار الأشجار ، وألوان الثمار . تحب النسائم المهاجرة من أبعد سحب الكون وأرفع مقام للسكون . لماذا لا تأخذها هناك . عزيزي القاري ء : روحك تهوى رياضة معينة ، تهوى كلمات الشعر ، تهوى أقلام الكتابة ، تهوى ريشة الرسم ، تهوى بندقية الصيد ، تهوى الأمواج ، تهوى النشيد وترديد موسيقى الأوزان . فلماذا لا تأخذهاهناك . عزيزي القاريء : تأكد أن روحك هي مصدر جمالك ، وصحتك ، وعافيتك . فلماذا لاسافر بها ، بعيداً عن البغض ، والحسد ، والحقد ، و الجشع ، والطمع ، والندم ، و التحسر . إحجز لها مقعداً في صفوف المتفائلين ، وخذ نفساً عميقاً لا تبقي مكاناً في صدرك للسلبية . وإعترف ( لنفسك ) بتقصيرك بالجوانب الروحية . عزيزي القاريء : مارس رياضة محببة وعلم من حولك إن أردت ، كيف يعتنون بأرواحهم كما يعتنون ببطونهم ، ومظاهرهم . ختاماً : لقد أثقلت عليك بكثرة ( عزيزي القاريء ) لان روحك عزيزة فياروح مابعدك روح .
بواسطة : مصلح الخديدي
 0  0  19.8K