سُلطان وقد كُنت عِبرة لنا
الحمد لله على ما اعطى والحمد لله على ما اخذ ونسال الله ان يمنحنا التوبة والقبول في حياتنا وبعد مماتنا وان ما حدث لاخونا وحبيبنا سلطان الطيب وسلطان الصدق وسلطان النقاء لهو عبرة لنا لنقتدي ونجعل الدنياء اخر ما نتمناه ونجعل الاخرة همنا واذ أهنىء الفقيد بتلك الكرامة التى حضى بها في حياته وفي مماته الذي نحسبه والله حسيبه ..
والحقيقة فقد كان الرجل طيب الجانب لا يحب الحسد ولا الضغينة ولا يحب الفتن والتطاول على احد كريم الاخلاق يمقتن التدخل في شئون غيره ويحب لغيره كما يحب لنفسه والجميع سواسية لديه رحمه الله ..
وقد منحه الله خير ميتة وكانت حياته خفيفة على الكل والجميع كما كانت وفاته ايضا خفيفة على الكل والجميع كما لمسناها حينما جهزنا لرحيله الى مثواه الاخير ..
فالحمد لله سبحانه وتعالى ما اعدله ووالله ان الانسان مهما اجتهد بالعبادات وبالغ فيها وقلبه ملىء بالحسد اوتجاهل الحق وقوله او اعانة الباطل فلن تنفعه صلاته وكل اعماله طالما لم يقابل الله بقلب سليم طاهر تجنب المجاملة ..
نعم فقد كان موت سلطان درسا لنا واثبت ان الطهارة في معاملة الاخرين والتغاضي عن الاساءة والبعد عن نقل الكلام بين الناس هي خير من كل الدنيا وارفع مكانة عند الله تعالى في الحياة والممات ..
فهنيئا له ونسال الله ان يميتنا فائزين بتلك الشهادة وبالرضا والقبول وبفرحة الله بمقدمنا ونحن فوق الاكتاف محمولين تستبشر الملائكة بنا كوننا نحب لغيرنا كما نحب لانفسنا ونسال الله ان يمنحنا الترفع عن الفتن والحسد والضغينة والكبر فانها والله المهلكة لصاحبها ولا تنفعه الصلاة وكثرة الزكاة ولا الصيام وكثرت الأموال ,في حين لم يكن قلبا طاهرا وروحا نقية لم تجرح مشاعرالارواح التى تعاملت معها ..
حقائق عن الفقيد لم يكن يريد ذكرها في حياته وكان لازاما علي ان اقولها من باب العبرة والاقتداء به .
كان سلطان خير مربي لبناته الخمس وانموذجا رائعاً لولى الامر الذي لم تلهه الدنيا وكان عدلا في حبه الذي نجح في توزيعيه على المحيطين به .
كان يتغافل عن كل اساءة ويتغافل عن كل ما لايعنيه .
كان يحسن لمن حوله ويتصدق بماله رغم قلة موارده ولم يكن ينسى المحتاجين وبشكل منظم كل شهر لا يكل ولا يمل وبكل سرية طوال حياته رحمه الله
والحقيقة لم نكن نعلم بما يقدمه لعون ورفع العوز عن من كان له عوناً الا بعد وفاته رحمه الله .
كان سلطان رحمه الله لا يملك الا ما يرد له من راتب لا يتجاوز الفان ريالا وكان هذا الراتب مقسما بينه واسرته وبين من كان يمد لهم يد العون في صمت وخفية عن أعين الناس واسماعهم ..
فلله دره رحمه الله قد بنى لنفسه قصورا ومملكة تستقبله فيها الخيرات تتراقص فرحا بلقائه ..
نعم تستقبله سريرته الطاهرة التى قدمها وهي بابهى حلة وقد اشتاقت له في صحائف الخير والعطاء والطيبة والوفاء لنفسه ولمن حوله .
خاتمة :
هل لنا بمثله في مجتمعنا وفي قبيلتنا ؟
هل سنكون اوفياء لانفسنا وله كما يتمنى أن نكون كما رغب وأن يكون ؟
هل لنا أن نراجع أنفسنا ونجعلها تُغرد بالحب والتضحيات لنحصد لبنات تلك الدار التى تنتظرنا؟ **
رحم الله حبيبنا سلطان وجميع امواتنا واموات الملسلمين اللهم امين