إن لم تكن دعوة للدعارة فماهي؟
كم هو مخجل ومؤلم ، وكم هو أمر يندى له الجبين وتقشعر منه الأبدان ، وكم هو أمراً جلل جالباً لغضب وسخط الرب سبحانه وتعالى قبل كل شيء ، عندما نشاهد ونقرأ عن ( الدعوة للدعارة ) وإسمح لي بهذه العبارة لأنها الحقيقة المره فإن لم تكن كذالك فماذا تكن ؟
نجدها على طرقنا خاصة ( السريعة) ..
نعم لقد بات واقع مرير وظاهرة سلوكية لا أعتقد أن هناك من ينكر وجودها أويجهلها إطلاقاً ..
فما أن يتوقف المرء ( المسافر ) ليأخذ قسطاً للراحة من عناء السفر ، أولأجل قضاء حاجته ، ليعاود إكمال سفره للوجة التي يقصدها ، إلا ويجد كتابات مع كل الأسف الشديد كتابات فاضحة وخادشة للحياء والمرؤة والإنسانية واضحة للعيان ، في داخل دورات المياه ( أكرمكم الله ) على الجدران وعلى الأبواب من الداخل ، عبارة عن عروض لأرقام هواتف وجوالات وإيميلات بشكل علني ، تعتبر دعاية لدعارة واضحة وجريئة والعياذ بالله ، وكتابات لا استطيع سردها لبشاعتها ووضاعتها ، ووقاحتها ، وصوراً مشينة . وذلك إحتراماً وتقديراً لك عزيزي القاريء ، وهي أيضاً تعتبر ( دعوة إلى ممارسة الزنا ) وإشاعة الرذيله في المجتمع ، فنجد البعض منها مكتوب وقد حدد بها الكثيرمن الجنسيات المختلفة كل وله سعره ومزاجه ( بحسب طلب الزبون ) , والبعض الآخر فقد عرض لأرقام أولاد ( صغار السن ) رقم فلان وعمره كذا ( دعوة للواط ) , كل هذا في أماكن غير طاهرة ، أماكن النجاسات , حيث يعتقد ويظن من قاموا بهذه الأفعال المشينه وبترويجها وإعلانها في هذه الأماكن النجسة مثلهم بأنهم قد روجوا بضاعتهم وتسهلت أعمالهم المنافية والمخلة والمحرمة أصلاً ، ويعتقدون أيضاً إنه لم ولن يتم كشفهم أو كشفها أبداً من المسؤلين عن هذه الأماكن رغم أنها مكشوفة بالفعل ، خاصة وأنها قد كتبت ونشرت وباتت بشكل واضح للعيان على أبواب وجدران دورات المياة ..
لقد أصبحت دعوة واضحة وصريحة ( لممارسة المنكر ) , ودعوة أيضاً إلى الزنا واللواط والتي هي من الفجور والفسوق والعصيان .
عزيزي القاريء :
لعلنا نتساءل ..
أين دور الأسرة في إرشاد ونصح أبنائهم ؟
أين دور المدرسة فالتوعية لطلابها ؟
أين دورالمسؤلين عن هذه الأماكن من أهل الخير والصلاح ورجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
أين دور خطباء وأئمة المساجد ؟
أين دور كل هؤلاء من كل تلك الإعلانات والترويجات الواضحة والصريحة والمكتوبة أمام أعينهم ؟ ليضعوا لها ولكل من يقف خلفها حداً حتى يتم القضاء عليها تماماً ..
عزيزي القاريء :
إن مثل هذه الأعمال والسلوكيات المحرمة والتي تغضب الله عز وجل أولاً , وثانياً تعتبر باباً مفتوحاً للوقوع في المحرمات ، وأخيراً ربما تكون سبب لإنتشار بعض الأمراض الخطيرة كأمراض السيلان أو الإيدز وغيرها خاصة عندما يشاهدها بعض الشباب المراهقون أو من الأطفال ( صغار السن ) لأنهم الشريحة المستهدفة في المجتمع .. عزيزي القاريء :
قبل أن أختم هذا المقال تذكر قول الرسول الكريم صل الله عليه وسلم حيث قال :
( كلكم راع وكل راع مسؤل عن رعيته ) .
يجب علينا أن نعمل جاهدين على تظافر الجهود كلاً حسب دوره ومجاله في الحياة ، لأنقل هناك مسؤلين فانت وأنا مسؤلين حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) ودرجة التغيير تتفاوت ولكنها لاتستوجب الترك أبداً فالحجة قائمة على الجميع .
ختاماً:
اللهم أصلح شبابنا واهدهم وأكفنا شر الأشرار .