في وزارة الصحة لقد غاب الجزر ..!

جميعنا نستخدم أسلوب الجزرة والعصا أو الثواب والعقاب وَهُو أسلوبي تربوي ناجح بل يُعتبر أحد أهم أدوات تغيّر السلوك الإنساني وَهُو من أقدم وأنجح الطرق ونلاحظ دائما أن الثواب يتقدّم العقاب والترغيب يأتي قبل الترهيب ويسبقها كلّها النظام والذي على أساسه يأتي أسلوب الجزرة والعصا بعد هذه المقدمة البسيطة أحببت أن اصل فيها لدور الجهات الرقابية بوازرة الصحة فلا أحد يُغفل دورها و الَذي في اعتقادي انها تَقُوم بجزء مَنه وَهُو الجزء الخاص بالعصا أو العقاب فقاعدة الثواب والعقاب أو الجزرة والعصا لا تطبق ولم أرها أو أسمع بها إلا في شق واحد فقط ... العقاب والعقاب فَقَط ، لست ضدّ العقوبات والأنظمة ولكني مع تطبيق كامل الأنظمة، فالانتقائية في النظام جعلت أول ما يتبادر للذهن عِند ذكر الجهات الرقابية العقاب ولا شيء غير العقاب لم أتذكر علَى مدى عشرون عام مَضَت أنني سَمِعْت مجرد سماع عن جهة رقابية كإدارة المتابعة أو الرقابة الداخليّة أنها أوصت بمنح علاوة استثنائية لموظف علماً بأن لائحة الحقوق والمزايا المالية للموظفين نصت في مادتها الثالثة علَى ذَلِك وجعلت لهٌ ضوابط وشروط في اعتقادي أنه مَن غيّر المستحيل تحقيقها فالموظف المواظب على عملة وإنتاجيته توازي خمس موظفين مَن أصحاب "أهم الشيء الحضور والرواتب " يستحق هذه العلاوة ... والموظف الّذي يكشف تلاعب وهدر مالي وفساد يستحق هذه العلاوة ... والطبيب الَّذِي يُساهم في إنقاذ حَيَاة النَّاس ويمضى جُل وقتهٌ بين العيادات وغرف المرضى والعمليات يستحق هذه العلاوة.
لقد ترسخت لدي بعض العاملين بهذه الإدارات الرقابية أن دورهم هو تصيّد الأخطاء والهفوات فَقَط. إنني لَا ألقي باللوم علَى هؤلآء الموظفين فُهم في أحسن الأحوال أطلعوا علَى لوائح تأديبية فَقَط وتدربوا علَى ذَلِك . لم يتعلموا أن يقفون على الإيجابيات ويذكرونها في تقاريرهم ويوصون بتعزيزها إلا ما ندر وحتى وأن فعل ذَلِك الموظف وكان ملم بهذه الجوانب فإن تِلْك الإدارات تهمل هذه الملاحظات وفي الغالب الرؤساء والمسؤولين لا يُلقون لها بالاً حتّى تفقد هذه الملاحظات قيمتها لدى كاتبها فيتجاهلها في المستقبل ويصبح بطريقه أو أخرى يركّز على السلبيات فَقَط . ولأجل أن أكون منصفاً فهنالك نوّع واحد مَن الثواب و يندرج تحت بند البدلات وهو بدل التميّز والذي يتطلّب من الموظف إكمال بنود وأوراق ومَن ثمّ لجان للحصول عَلَيْه وبهذه الطريقة أصبح الموظف هُو من يقدر نفسَه ... على عكَس العلاوة الاستثنائية و التي يُقدر فيها المسؤول مجهودات الموظّفين.
أخيراً غياب الجزرة واستمرار العصا سوف يسبب بالتأكيد خلل علَى مستويات عديدة هذا الخلل بالتأكيد سوف يؤثر في سلوك المنظمة .
أن التعزيز للسلوكيات المرغوبة كفله النظام وَلَكِن الخلل في التطبيق، لذلك رساله ابعثها لِكُل مسؤول إذا غاب التعزيز المادي فلا تجعل التعزيز المعنوي يغيب .
زبدة الْكَلام ( ما لا يدرك كله لا يُترك جله )