المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024

علاقات الاخوة هي رمز الوفاء

كثير منا من يتهاون في العلاقات الاسرية وخاصة الراوابط الاسرية . وقد لا يلقي لها اهتماما لانشغاله في الدنيا الفانية.
في إحدى المناسبات التقيت زميل قديم لم أره منذ سنوات،
وقد اعتدت دوما على رؤيته مع أخيه.
ولكن هذه المرة كان وحده. فسألته عن أخيه سؤالي كان بسيطاً دون ابعاد
ولم أكن أعلم أني أنكأ جرحا غائرا في داخله وحقيقة مرة في دواخلنا....!!!

أجاب.بني بألم : كان أخي
واليوم لم يعد كذلك هو مجرد شخص غريب لا أعرفه!

لم أستغرب إجابته،
ففي الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهور على السطح بشكل مقلق وهي
"تأزم العلاقات بين الإخوان والأخوات"!

ــ الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون .. هي دم يجري في عروقك، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه!

ــ فإن زرتني زرتك .. وإن أعطيتني أعطيتك .. وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك .. فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات!

فمن الضروري أن تضع خطوطا حمراء لزوجتك ( او لزوجكِ) و لأبنائك وبناتك حين يكبروا ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك وأخواتك .. فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات او الازواج و الأبناء والبنات وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض. لذلك لا تسمح لهم او لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد، إلا إن كنت ترغب مستقبلا في رؤية المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم!

ــ روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك .. باشتياقك له .. بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك .. بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه .. أن تسنده قبل أن يسقط .. أن تكون عكازه قبل أن يقول "آه" .. الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية .. ولا أوراقا مرسومة في شجرة العائلة .. ولا أرقاما هاتفية مسجلة في هاتفك..

هي تاريخ مر عليه وعليك .. حملتكما الرحم نفسها ، وأرضعكما الصدر نفسه، وعشتما في البيت نفسه وأكلتما من الصحن نفسه وشربتما من الكأس نفسها واحتفظتما بالذكريات نفسها، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك، وحتى لو حاولت ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها!

فإياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل اي شئ في هذه الدنيا فكل شئ يمكن تعويضه الا الأخوه
ورحم الله تلك الاعربية التي قالت لمعاوية لما خيرها بالعفو عن زاحد من ثلاثة زوجها وابنها واخيها حين اختارت اخيها وقالت عند سؤالها الزوج موجود بالسوق والابن مولود والاخ مفقود فعفى عنهم جميعا لحكمتها. فالخوة لا تقدر بثمن ولا تعادل بمال. حفظ الله اخواني واخواتي واخواني الذين لم تلدهم امي . فما اجمل الاخوة والاخوان. وآخر دعونا ان الحمدلله رب العالمين
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين .
بواسطة :
 0  0  8.4K