المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024

هل سنعود للقذاره أكرمكم الله

لم يعد هناك أمراً ما ، إلا وقد علمه القاصي والداني ، الصغير والكبير الذكر والأنثى ، في ظل وجود التقنية الحديثة ، ومنها تلك الحملات القوية بمواقع التواصل الإجتماعي ، نشاهدها ونسمع عنها ، بشكل شبه يومي ، عن فساد المطاعم وما يحدث فيها من ممارسات أقل ما توصف به بأنها ( قذرة ومقززة ) مما قد يجعلنا نطرح العديد من الأسئلة حول هذه الظاهرة..
هل سنظل نأكل من المطاعم وكأننا لم نسمع شيئاً؟
وهل سيستمر الكثيرون في جلب الأكل من المطاعم المشهورة وغيرها رغم أن زوجاتهم يعشن معهم بالمنزل؟
وهل ستقبل الزوجات أنفسهن أن يأكلن أطعمة ثبت بالدليل القاطع أن كثير منها يتم تجهيزه في دورات المياه؟ أعزكم الله .
رغم العديد من الرسائل التي قد فضحت بعض المطاعم الكبيرة والمشهورة قبل الصغيرة ، وإن أغلبها قد ألغت مسألة النظافة من قاموسها وجعلت صحة الناس آخر إهتماماتها ، وأن العمال الذين يجهزون الأطعمة لا يعنيهم أبداً سلامة الناس ، وأنه أصبح من العادي والطبيعي بالنسبة لهم أن يخلطوا قذارتهم الشخصية مع الطعام الذي يعدونه ..
لماذا نجد الأغلبية العظمى لايزالون في التزاحم عليها سواءاً في رمضان أوغيره ..
أنا لا أقول نترك المطاعم ونهجرها ونقاطعها ، فربما قد يكن هذا مستحيل . ولكن لماذا لا نحاول أن نبحث عن الأفضل إذا كان ولابد من ذلك ، ولعلي أبتعد عن التعميم لأكن منصف ، فهناك سيّء يقابله ماهو أفضل ، نبحث عنها ونجعلها ( للظروف الطارئة ) فقط .
فبيوتنا ولله الحمد عامرة بالمطابخ التي قد تكن على أحدث طراز ، مكتظة بأواني الطبخ بجميع أنواعها ، والدليل على ذالك إننا نشاهد إزدحام النساء داخل محلات الأواني المنزلية ( هل سألنا أنفسنا أين تذهب تلك الأواني ) .
منذ عامين تقريباً صرحت وزارة الشؤون البلدية والقروية إن 43% تقريباً من عمال المطاعم والبوفيهات والمخابز لديهم حالات مرضية ، وأن الافتقار للنظافة في الأدوات المستخدمة لتحضير الطعام وطهيه هو أمر ثابت لديهم ، فضلاً عن عدم ارتداء معظمهم للقفازات أو تغطية شعر الرأس أثناء تحضير الطعام ، وإن ما يصابون به من أمراض يحمل مخاطر عدة لمستهلكي الأطعمة من بينها احتمال نقل الإصابة ( بالكبد الوبائي ) حمانا الله وإياكم ، وغيرها من الأمراض الخطيرة وحالات التسمم..
ربما نجد البعض يقولون إنهم يأكلون من المطاعم منذ نعومة أظفارهم ولم يحدث لهم آي شيء أبداً ، ولكن هل يعلم هؤلاء حالة أجسامهم من الداخل كيف حالها ، وهل يعلمون حجم الأمراض الكارثية التي يمكن لا قدر الله أن يواجهوا تبعاتها مع التقدم بالعمر ؟
نحمد الله سبحانه الذي قد بلغنا هذا الشهر المبارك شهر الصوم والخير والإحساس بالفقراء ..
فهل سيتحول إلى شهر المطاعم والتفنن في المأكولات رغم كل ما يُقال عن مشاكل المطاعم ، وسيتم تجاهله هذا الشهر في ظل ما تنشره المطاعم من إعلانات وعروض للإفطار والسحور ..
وهل ( سنعود للقذاره ) بعد هذا الشهر الكريم ، وهل سألنا أنفسنا عن أي صحة يمكن أن تأتي من التهام واثب لأطعمة تقود إلى مختلف أنواع المرض ؟

ختاماً :
إننا أيها العقلاء نؤذي أنفسنا بأنفسنا والكل منا يدرك ويعي نتائج هذا الخطر الذي بات يحاصرنا ، أسأل الله لي ولكم السلامة .
بواسطة :
 0  0  8.9K