المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

حليــمة الموسى

هذا أنا .. لكنني لست أنا

في داخل كل إنسان نعرفه .. إنسان آخر لا نعرفه !!

حقيقة أبت عقولنا تقبلها ووضعها ضمن إطار علاقاتنا الشخصية . فلا عجب من تجاهلنا لها حينما أوكلنا مهمة القرار للقلب بدلاَ من العقل .. فتركنا له حرية التوغل في علاقاتنا وسلمناه دفه القيادة .. ننجذب الى الظاهر قبل الباطن و قد يكون ذلك بسبب الانطباعات الأولية و غالباَ ما يتم الحكم عليها إما بالاستمرار أو الانفصال . ربما يكون هذا الحكم جائر .. وربما يكون عادل .. فكيف لنا أن نتبين ذلك ؟ هناك من يقول بأن الأيام هي من تحكم .. وهناك من يقول بأن المواقف هي سيدة الأحكام .. و أنا اتفق معهم المواقف اليومية هي التي تطلعك على مكنون كل شخص و قبل ذلك .. تطلعك على مكنونك . لا أتحدث هنا عن من نخالط فحسب .. بل عن أنفسنا ومن نكون .. فبداخل كل شخص منا .. شخص أخر لا نعرفه ! هذه ليست فلسفة من نسج الخيال .. وليست بكذبة أبريل أو اساطير الأولين .. بل هي ظاهرة حقيقة متغلغلة بدواخلنا حتى و إن حاولنا إنكارها . حينما تخلو بنفسك و تعزل فكرك عن عالمك .. تبدأ باسترجاع ما حدث معك خلال يومك .. تقيم نفسك .. و تراجع ردة فعلك .. تبدأ محاسبة النفس جراء هذا الموقف .. كيف فعلت هذا و لما قلت هذا و غيرها من التساؤلات التي لا تجد لها إجابة.. قد تضحك ضحكة ساخرة و قد تزفر زفرة بائسة لكنك بنهاية المطاف ستهمس لنفسك بهذه الحروف : هذا ليس أنا !! من كان يصدق بأن داخله شخص آخر لا يعرفه و لا يكتشفه الا بعد فوات الأوان! كم من الكلمات التي تفوهت بها دون قصد ؟ وكم ردة فعلت صدرت دون وعي منك ؟ و بعد أن تصحو من غيبوبتك القصيرة و تبدا باسترجاع الأحداث وكأنها حادثة طويلة تفاجئك بحقيقة رد فعلك لا تكاد تصدق بأنه أنت. أحداث عدة تصدمك وتدخلك مرحلة اللاوعي لكنها بالمقابل .. تستنطق الشخص الذي بداخلك لوهلة قصيرة ثم يعود لصمته المطبق تاركاَ لك كل علامات التعجب و الاستفهام و التي تجمعها بعبارة واحدة هذا ليس أنا. مواقف الحياة مألوفة لنا .. ربما يكون القلب هو سيد الموقف .. فالعقل قد عمي عن رؤية ما يجول حوله لكن ردة الفعل وحدها قد تكون غير متوقعة حتى من نفسك فتضعك في حيرة من أمرك لا تعرف من تكون !

فإن تعجبنا من أنفسنا .. فلا لوم على الأخرين .

 0  0  7.7K