ويبقى الوطن
يقول عبد الرحمن الكواكبي "كما أنه ليس من مصلحة الوصي أن يَبِلغ الأيتام رشدهم كذلك فانه ليس من غرض المستبد أن يتنور العامة بالعلم"
وهذا حقيقة ما يحدث عندنا في الوطن العربي ومن ضمنها الجنوب على وجه الخصوص نرى شعوبا تحاصر في قوت يومها ويوكل تعليمها لمن يخرّج مجاميع من الأغبياء إلا من رحم ربي،
يشغلون العامة بقضايا جانبية لا تعنيهم ولا علاقة لها بتحسين مستوى معيشتهم حتى تشكل توجه عام لدى كثير من الناس أن الوطن ومصلحته مختزلة في فلان وعلان وفي الحزب الفلاني والمكون الفلاني والتوجه الفكري المحدد وبهذا ضمن المستبد بقائه وحصل على ما يظنه صمام أمان لديمومته فوق رقاب الناس.
نحن في الجنوب أصحاب قضية عادلة أشد من اصطلى بنارها هم عامة الناس و أكثر من خسر فيها من روحه و صحته و ماله ومستوى معيشته هم الشعب خرج كثير من الناس حين بلغ بهم الضيق حد الانفجار يبحثون عن حقوق سلبت و يطالبون بإقامة دولة نظام وقانون ينعمون فيها بخيرات بلادهم لكن ٍما حدث صار عكس ذلك تماما فبعد أن خرج الحراك للضوء على أيدي ثلة من الشجعان الوطنيين وبعد أن تحمل أولئك الأشخاص تبعات إشهار الحراك بدأت الأحلام الوردية تداعب خيالات الكثير من المتسلقين فبدأوا يخرجون من صياصيهم هذا بتصريح وذاك ببيان وتركوا الخروج يتولاه البسطاء الحالمين بغد أفضل يواجهون الاعتقالات والقمع والقتل والملاحقة .
اليوم وقد أصبحت قضيتنا يتم تداولها في المحافل الدولية خرج إلينا ألف قائد وألف زعيم وألف ألف ممن ينسب لنفسه وفصيله الوطنية وله حق السيادة وما على البقية إلا أن يكونوا أتباعا يخرجهم للثناء عليه والنشيد باسمه نحن لا نعادي أحد ولا يجب أن تحتدم بيننا الصراعات الداخلية يكفينا ما عشناه من عقود من الزمن يكفي الناس عذاب ودفع تكاليف الصراعات المناطقية ذات الابعاد الشخصية.
اننا في أمس الحاجة أن نضع ميثاق شرف يمضي عليه الجنوبيين مع أنفسهم نبتعد فيه عن التخوين وبث العنصرية وروح العداء بين افراد الشعب تحت ذرائع سياسية وأيدلوجية وفكرية وأن نتخطى حكم الجنرالات وقدامى السياسيين والحكام والمسئولين افسحوا المجال للشباب المتعلم استعينوا بالخبرات والقدرات الجنوبية قبل أن تخرجوا الناس تهتف لأشخاص اشحنوا عقولهم بالعلم وأنيروا حياتهم بخدمات تجعل منهم شعبا مستنيرا،
اجعلوا الناس ترى انجازاتكم أولا ولو تحت مظلة الشرعية لا تدخلونا دائرة صراعات والبلد لم تتعافى بعد والمتربصين كثر.
خمسون عاما من الاقتتال والضياع والإقصاء واجتثاث المخالف ماذا أنتجت لنا سوى الضياع بين الأمم والتخلف وانشاء جيل متمترس خلف رؤيته للأمور وحول فكرته ومصلحته ماذا انتجت لنا سنوات الصراع سوى أجيال لا تفقه ادب الاختلاف ولا تتقبل الاخر حتى على مستوى المواطن العادي والاسرة الواحدة، تشربت في سلوكياتنا التعنت والقدح والسب واشتم لكل من يختلف معك.
خمسون عاما لا شيدنا مدنا ولا بنينا حضارة
ولا انتجنا شيئا ذا قيمة وها نحن نعيد عجلة التاريخ للوراء.
لا تزايدوا على وطنية أحد ولا تخونوا من خالف الرأي الدارج فلكل رؤيته للأمر ولا مصالح شخصية لمن يصدح بالحق سوى خوفه على جيل قادم سيتجرع وباء جيلين أو ثلاثة قبله فما ذنبهم؟
دعونا نجمع كلمتنا ونفتح صفحات جديدة مشرقة لمستقبل قادم ادفنوا كل العداوات المصطنعة أوقفوا آلات الاعلام التي تبث سموم الفرقة وتصنع الأكاذيب وتعمل على اضعاف الجميع بضرب كل جهة بالأخرى دعونا نعيش ما تبقى لنا في وطن آمن واتركوا لأولادنا واحفادنا وطنا يغنيهم عن الاغتراب في بلاد الغير.
خاتمة شعرية : للشاعر التونسي مازن الشريف
أنا مواطن وحائر أنتظر منكم جواب
منزلي في كل شارع في كل ركن وكل باب
وأكتفي بصبري وصمتي
وثروتي حفنة تراب
ما أخاف الفقر لكن كل خوفي من الضباب
ومن غياب الوعي عنكم كم أخاف من الغياب
*
[email protected]
*
وهذا حقيقة ما يحدث عندنا في الوطن العربي ومن ضمنها الجنوب على وجه الخصوص نرى شعوبا تحاصر في قوت يومها ويوكل تعليمها لمن يخرّج مجاميع من الأغبياء إلا من رحم ربي،
يشغلون العامة بقضايا جانبية لا تعنيهم ولا علاقة لها بتحسين مستوى معيشتهم حتى تشكل توجه عام لدى كثير من الناس أن الوطن ومصلحته مختزلة في فلان وعلان وفي الحزب الفلاني والمكون الفلاني والتوجه الفكري المحدد وبهذا ضمن المستبد بقائه وحصل على ما يظنه صمام أمان لديمومته فوق رقاب الناس.
نحن في الجنوب أصحاب قضية عادلة أشد من اصطلى بنارها هم عامة الناس و أكثر من خسر فيها من روحه و صحته و ماله ومستوى معيشته هم الشعب خرج كثير من الناس حين بلغ بهم الضيق حد الانفجار يبحثون عن حقوق سلبت و يطالبون بإقامة دولة نظام وقانون ينعمون فيها بخيرات بلادهم لكن ٍما حدث صار عكس ذلك تماما فبعد أن خرج الحراك للضوء على أيدي ثلة من الشجعان الوطنيين وبعد أن تحمل أولئك الأشخاص تبعات إشهار الحراك بدأت الأحلام الوردية تداعب خيالات الكثير من المتسلقين فبدأوا يخرجون من صياصيهم هذا بتصريح وذاك ببيان وتركوا الخروج يتولاه البسطاء الحالمين بغد أفضل يواجهون الاعتقالات والقمع والقتل والملاحقة .
اليوم وقد أصبحت قضيتنا يتم تداولها في المحافل الدولية خرج إلينا ألف قائد وألف زعيم وألف ألف ممن ينسب لنفسه وفصيله الوطنية وله حق السيادة وما على البقية إلا أن يكونوا أتباعا يخرجهم للثناء عليه والنشيد باسمه نحن لا نعادي أحد ولا يجب أن تحتدم بيننا الصراعات الداخلية يكفينا ما عشناه من عقود من الزمن يكفي الناس عذاب ودفع تكاليف الصراعات المناطقية ذات الابعاد الشخصية.
اننا في أمس الحاجة أن نضع ميثاق شرف يمضي عليه الجنوبيين مع أنفسهم نبتعد فيه عن التخوين وبث العنصرية وروح العداء بين افراد الشعب تحت ذرائع سياسية وأيدلوجية وفكرية وأن نتخطى حكم الجنرالات وقدامى السياسيين والحكام والمسئولين افسحوا المجال للشباب المتعلم استعينوا بالخبرات والقدرات الجنوبية قبل أن تخرجوا الناس تهتف لأشخاص اشحنوا عقولهم بالعلم وأنيروا حياتهم بخدمات تجعل منهم شعبا مستنيرا،
اجعلوا الناس ترى انجازاتكم أولا ولو تحت مظلة الشرعية لا تدخلونا دائرة صراعات والبلد لم تتعافى بعد والمتربصين كثر.
خمسون عاما من الاقتتال والضياع والإقصاء واجتثاث المخالف ماذا أنتجت لنا سوى الضياع بين الأمم والتخلف وانشاء جيل متمترس خلف رؤيته للأمور وحول فكرته ومصلحته ماذا انتجت لنا سنوات الصراع سوى أجيال لا تفقه ادب الاختلاف ولا تتقبل الاخر حتى على مستوى المواطن العادي والاسرة الواحدة، تشربت في سلوكياتنا التعنت والقدح والسب واشتم لكل من يختلف معك.
خمسون عاما لا شيدنا مدنا ولا بنينا حضارة
ولا انتجنا شيئا ذا قيمة وها نحن نعيد عجلة التاريخ للوراء.
لا تزايدوا على وطنية أحد ولا تخونوا من خالف الرأي الدارج فلكل رؤيته للأمر ولا مصالح شخصية لمن يصدح بالحق سوى خوفه على جيل قادم سيتجرع وباء جيلين أو ثلاثة قبله فما ذنبهم؟
دعونا نجمع كلمتنا ونفتح صفحات جديدة مشرقة لمستقبل قادم ادفنوا كل العداوات المصطنعة أوقفوا آلات الاعلام التي تبث سموم الفرقة وتصنع الأكاذيب وتعمل على اضعاف الجميع بضرب كل جهة بالأخرى دعونا نعيش ما تبقى لنا في وطن آمن واتركوا لأولادنا واحفادنا وطنا يغنيهم عن الاغتراب في بلاد الغير.
خاتمة شعرية : للشاعر التونسي مازن الشريف
أنا مواطن وحائر أنتظر منكم جواب
منزلي في كل شارع في كل ركن وكل باب
وأكتفي بصبري وصمتي
وثروتي حفنة تراب
ما أخاف الفقر لكن كل خوفي من الضباب
ومن غياب الوعي عنكم كم أخاف من الغياب
*
[email protected]
*