خريجات علم النَّفْس المنسيات ....!

في توتير كان هنالك وسم خاص بخريجات علم النفس عَنْوَن بمثل عنوان هذا المقال ... المحزن أن نجد تخصّص علم النَّفْس والرعاية النفسية منسية . في هَذَا الوسم تم اختيار كَلِمَة منسيّات وَهِي كَلِمَة معبّرة ولها مدلولات مَن قِبل مجموعة من خريجات علم النفس لم يستطعن الحصول على فرص وظيفية وعرفوا أن تخصصهم غاب في ذاكرة النسْيان .

السؤال المٌهم هَل هنالك حاجة فعلية لمثل هَذَا التخصص في مؤسسات الدّولة الحكوميّة والقطاع الخاص ؟

*دعونا نبدأ بوزارة التعليم كمثال فالاحتياج فيها كبير جداً لدرجة أن الوزارة قامت بتحويل تخصصات تعليمية أخرى لممارسة دور الارشاد النفسي ، حالياً أبنائنا وبناتنا تخرجوا بَعْد تعب ونصّب ليصححوا هذا الاجتياح...! أقصد الاحتياج فلماذا لا يمكنون من عمل هُم الأحق والأجدر به والمؤهلون فيه ... أما أن وزارة التعليم ترى أن التخصص لا يمثل فرقاً أبداً ؟ لننتقل لوزارة خدمية أخرى لا تقل أهمية عَن وزارة التعليم وهي وزارة الصحة فأعداد المستشفيات ومراكز الرعاية الصحيّة الأولية في ازدياد والحاجة للأخصائي والأخصائية النفسية بَلَغ ذروته وَمَع ذَلِك قد تجد بَعْض المستشفيات العامّة والتخصصية غير النفسية تفتقر للحد الأدنى من أصحاب هَذَا التخصص* ، ايضاً مراكز الرعاية الصحيّة الأولية تأمن عمل الأخصائي النفسي من المستشفيات في أحسن الأحوال أن وجد ... أخيراً المستشفيات التخصصية المعنية بالصحة النفسيّة تعاني نقص شَدِيد في تقديم الخدمات النفسيّة التخصصية لعدم وجوّد العَدد الكافي مَن الأخصائيين والأخصائيات النفسيين حسب المعايير العالمية .

تخصّص علم النَّفْس تخصّص مهم جداً في شتّى المجالات وقد استعرضت الحاجة الماسة لهذا التخصص في وزارتين فَقَط وكونها خدمية بالمقام الأول ولأهميتهما البالغة. مهنة الأخصائي النفسي في كلّ دول العالم مهنه لا تعاني البطالة بل أنها من أكثر المهن طلباً في سوق العمل وتُدخل في أغلب المجالات مثل الشركات والمصانع وغيرها* .... فما الَّذِي يحدث لدينا .. ؟ وأين الخلل... ؟ وهل تُعتبر مهنة التوجيه والارشاد مهنة من الممكن أن يَقُوم بها أي معلم ؟ وهل أصبح دور الأخصائي النفسي بالمرافق الصحيّة والخدمات الّتي يقدّمه مَن تشخيص و علاج للاضطرابات النفسيّة وتقييم وتقويم دور مكمِّل فَقَط بحيث يسْتَطيع عدد محدود تقديمه بجودة عالية ؟

أخيراً لا أستطيع الحديث عن مهنة الأخصائي النفسي دون المرور على شريحة مهمه مَن شرائح المجتمع هي بحاجة ماسة لعمل الأخصائي النفسي وخدماته وهم أطفال التوحد فنحن بحاجة لمراكز تخصصيه تستوعب الزيادات الكبيرة في اعداد هذه الفئة وتقديم خدمات لهم ، وصدقوني إذا ما تم العمل على هذا المجال فَقَط في القطاعين العام والخاص لن يشكوا مختصين علم النَّفْس مَن البطالة ولن نجد من منسيّات يشتكون البطالة.

زبدة الكلام ( إنما خلق الإنسان ليعمل كما خلق الطير ليطير).