المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 4 مايو 2024

الغنى في حُسن التدبير!

الإنسان أسير رغباته, تطمعه أن الدنيا لا تفنى, وأن كثير أمواله لا يضرها لو أنفق منها دون حساب...
إن كثيراً من الأزمات المالية التي يعانيها كثير من الناس في مجتمعنا ليس مرجعها قلة الدخل ولكن سوء إدارته.
ولقد عاشرت قوماً يعيشون بدخل يقترب من العدم، فلا يعجزهم عسر الحال عن تدبير شؤون معيشتهم، والادخار ولو قليلا قليلا من أجل قادم الأيام.
وأعرف قوماً يعانون الديون والإفلاس ويعيشون أيام ما قبل الراتب في شظف من العيش، رغم أن رواتبهم مرتفعة، وكثير من أكلاف الحياة والتزاماتها مرفوعة عنهم.
وابحث عن السبب؛ تجد قوماً يبعثرون أموالهم في كمالياتٍ لا يزيدهم وجودها إلا "إفلاساً، أو سمنة، أو مظاهر زائفة".
وتجد قوماً لا يخططون لدخلهم: من أين يرد، وفيم يذهب؟!
وتجد قوماً يصنعون لأنفسهم حاجات وهمية يقنعون أنفسهم بها؛ ثمّ ينفقون المال الطائل عليها.
وتجد قوماً يقتني الواحد منهم من الملابس، والأحذية، والنظارات، والعطور، والأقلام، ما يكفيه ويكفي عشرة مثله، وكل واحد منها باهظ الثمن، من "ماركة" ذائعة الصيت.
وتجد قوماً جلّ طعامهم في المطاعم الباهظة الثمن، يسفحون على نصب بطونهم الآلاف من الريالات في كل شهر.
وتجد قوماً يمتلكون من السيارات أكثر مما يحتاجون.
وتجد قوماً يسافرون بغباء، لم يبحثوا قط عن الفرص الحقيقية التي تجعل سفرهم أرخص إلى النصف أو أقل من النصف.
وتجد قوماً يهدرون من "مقاضي البيت" ثلثها أو أكثر، يشترون كل شهر أكثر مما يحتاجون، ويطبخون كل يوم أكثر مما يكفيهم، ثم الفائض يلقونه في مكبات النفايات.
وتجد من يفعل ذلك كله، ثم يقول: إن راتبه لا يكفيه.
عوذاً بالله من كفر النعمة، وقلة التدبير، وسوء الرأي.
بواسطة :
 0  0  9.2K