ضياع الابناء في الوقت بدل الضائع
العد التنازلي قد بدأ .. و الأسر الأن بحالة استنفار قصوى أجواء البيت تتغير , و الأنظمة تتبدل تحت وطأة شبح الاختبارات , فترى الآباء و الأمهات بأقصى حالات الحرص و الاهتمام اللا مثيل له فنرى أساليبب مختلفة من التشجيع و التوجيه و المساعدة على الاستذكار.. وقد يلجأ الآباء للشدة و الذي قد يصحبه الحرمان من أدوات الترفيه التي كان الطالب قد إعتاد عليها , فيقع تحت ضغط مهول من القلق والخوف والحرمان . في الصباح الباكر .. يحرص الآباء كل الحرص على إيصال أبنائهم إلى المدراس و التأكد من دخولهم *قاعات الاختبار ظناَ منهم بأن هذه هي الخطوة الأخيرة من سيناريو المسئولية الأبوية .. فـ أداء الاختبار هو الأهم !!! لكن*المصيبة و الكارثة تكمن فيما بعد الاختبار . كثير من الآباء من يغفل او قد يتغافل عن متابعة ابنه بعد انتهاء الاختبار .. فنجد غالبية الطلبة ينتظرون الساعة والساعتين في الشارع حتى يأتي من يقلهم !! تلك الدقائق كفيلة بضياع الأبناء .. فـ الطالب بعد خروجه من قاعة الاختبار يكون أشبه بطائر سجين غفل صاحبه عن اغلاق باب القفص فأنتهز الفرصة و حلق سريعاَ لا يدري أي طريق سيسلك و أي وجهة هو قاصدها فالمهم هنا هو الطيران و الشعور بالحرية و التخلص من ضغط البيت والمدرسة ولو لدقائق معدودة* وهنا يكمن الخطر*فيجد أمامه شتى أساليب الضياع .. فترى العجب العجاب*فهناك من يستقل سيارة شخص غريب كان قد أبهره بالتفحيط وتبدأ مرحلة الاستعراض دون الاكتراث بأرواح الصغار*وهناك من يجد فيهم الزبون البريء الذي يستغل ضعفه فيبدأ بترويج وصفاته الخاصة مدعياَ بأنها تقوي الذاكرة وتساعد على الحفظ . ومنهم من قد يستغل أسلوب ( البلطجة ) فيبدأ بـ افتعال المشاجرات لإثبات قوته دون المبالاة بما قد يسببه من أضرار .. وهناك من قد يتبع أسلوب الانتقام من المدرسة فتراه يلحق الضرر بسيارة مديره ويفتخر بذلك أمام زملاءه ... وما خفي كان أدهى و أعظم من أساليب الضياع التي تحدث خلال تلك الدقائق و التي اسميتها( الوقت بدل الضائع ) فهي كفيلة بضياعهم فيما آبائهم الأكارم غارقون بغفلتهم و تجاهلهم بحجة العمل وعدم التفرغ !! أيضاَ المسئولية لا تقع فقط على عاتق الآباء .. فـ للمدرسة ومنسوبيها نصيب الأسد و هي التي من المفترض أن تسن قرار يمنع خروج الطالب من المدرسة دون حضور او إبلاغ ولي امره لا سيما المرحلة الابتدائية ,, ايضا لا ننسى دور الإرشاد الطلابي بتوعية الطلبة بخطورة هذه الدقائق و توجيههم التوجيه الصحيح .. فعقول الصغار تربة خصبه تزرع بها ما تشاء . فما بين البيت و المدرسة يكمن حفظ الطلبة وضياعهم فكلاهما يتحملان نفس المسئولية في تنشئة جيل المستقبل .