المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 4 مايو 2024
حصة بنت عبدالعزيز-الرياض
حصة بنت عبدالعزيز-الرياض

عن حصة بنت عبدالعزيز-الرياض

لهم عربدة الكلام
ولي لمعان آلصمت
حصة بنت عبدالعزيز كاتبة إعللامية سعودية

الإستهتار القاتل يكتب أرقاما بدماء الأبرياء

سوف أتكلم اليوم عن الاستهتار واللامبالاة في قيادة السيارات من بعض الشباب هداهم الله ، كم ذهبت أرواح بريئة بسببها حيث أن الأرقام في ازدياد نتيجة هذا الاستهتار ونتيجة هذه السرعة القاتلة .

كم من أم نزفت من عيناها دماً بعد أن جفت دموعها وهي تبكي فقيدها في ريعان شبابه وكانت ترى فيه الأمل والمستقبل الزاهر.

وكم من زوجة فقدت زوجها *إلى الأبد *تصارع الحياة دون معيل بأبناء صغار ، حيث قضى نحبه تحت إطار مركبة يقودها سائق فاقد المسئولية ، أفقدهم* الأمان *بعنفوانيه *وقضى على الفرحة والبسمة التي كانت تكسوهم بوجوده بينهم .

كل هذه الحالات وغيرها بسبب استهتار سائق متعجرف طائش متهور حليف السرعة القاتلة اعتبر الشارع ساحة للسباق وكأنه سيأخذ جائزة الأوسكار بقتله للأبرياء.

أوجه مقولتي هذه : لكل أم اكتساها الغرور في ابنها الصغير وأهدته سيارة* لتظهر ( ببرستيج ) عالي أمام صديقاتها، و لكل أب لا يعرف كيف يتصرف بماله *فيغدق على ولده المراهق المال الكثير *ويضعه بين يديه يستغله في أمور تُذهب العقل وعند القيادة لا يميز بين الإشارات ويحاول عبثا أن يستدل على الطريق الصحيح.

اتقوا الله في تصرفاتكم وحكموا عقولكم في هدايا أبنائكم فلا تهدوا لهم أداة قتل، وأستثني من لمس في ابنه عقلاً راجحاً متزناً وهدوءا وشعورا بالمسئولية فهنا يستحق* الأبن أغلى السيارات وأفخمها.

فكم من شاب اصبح الكرسي المتحرك صديقه الدائم طول حياته نتيجة استهتاره بتجاوز إشارة وافتخاره أمام أصدقائه وهو يتحايل ويتذاكى على الأجهزة المرورية

وكم من عائلة فقدت معيلها بسبب السرعة والتهور.

وكم من شاب في ريعان شبابه يخضع لعدة عمليات لإنقاذ حياته وقلب أمه يتفطر حرقة داعية الله عز وجل له بالشفاء وهي لا تدري بعد دخوله غرفة العمليات سيخرج لتقر عينها به أو لتتقبل العزاء فيه .

وكم من فاقد للوعي على سرير أبيض لسنوات عدة لا يعي من الحياة وجمالها ونعيمها شيئا بسبب الرعونة والحماقة وتفاهة العقول .

حكومتنا الرشيدة ووزارة الداخلية لم تقف مكتوفة الأيدي فقد سخرت جميع الإمكانات لكي تقضي على السرعة لتحافظ على حياة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطاهرة ، ولكن للأسف لم يردعهم رادع فأخذوا يتحايلون بطرق ذكية حتى ينفذون منها، ألم يعلمون إن ما عملته الوزارة لم يكن إلا* لمصلحتهم و للحفاظ على أرواحهم؟

الأرقام نُشرت وانبهرنا من ارتفاعها المتزايد، واللوحات الإرشادية تدعو للحد من السرعة ولكن للأسف كأنها مكتوبة لتجمل الطرق لا للحد من فقد الأنفس .

أيها الشباب المتعجرف ألا يكفي ما أزهق من أرواح ، ألا يكفي عدد المقعدين والمشلولين والغائبين عن الوعي، والأرامل فاقدات المعيل والأطفال الميتمين، ألا يكفي ألا يكفي ؟

والسؤال الذي يطرح نفسه؟

لماذا لا نقول للسرعة كفى، ونميز بعقولنا إن السرعة فيها هلاك للأسرة إذا لم نتعلم قوانينها ونردعها بثقافتنا القيادية والمحافظة على أرواحنا من أنفسنا .

لماذا لا نعتبر بالمقولة التي تقول : القيادة ( فن ) و ( ذوق ) و ( أخلاق ).

*
 0  0  8.2K