لا لرهبة الإمتحان
يعتبر إعلان حالة الطوارئ فجأة في البيت لأن الامتحانات على الأبواب، وما يصاحبها من قلق وتوتر خوفاً على مستقبل الأبناء، شيء مرفوض لأن هذه المشاعر السلبية تنتقل إلى الأبناء وتؤثر على درجة تركيزهم، وتعطي نتيجة عكسية. وللأسف نحن نُعطي الامتحانات عادة في مجتمعاتنا أكثر من حجمها، فالبعض يعتبرها نهاية طريق امتد لسنوات عديدة، والبعض ينظر إليها وكأنها نقطة تحديد المصير وكأنّ من يفشل في الامتحان سيلقى حتفه، هذه الطريقة في التفكير فرضت نمطاً معيناً من التفكير يتمثّل في الطريقة التي يتعامل بها الأشخاص المحيطين بالممتحن ، ممايُعرض الطالب لضغوط إما داخليّة أو خارجيّة أو كلاهما معاً، فتجعله مشتّت التركيز مشوشاً، وتزداد هذه الضغوط عليه عندما يتمّ التعويل عليه بشكل كبير جداً من عائلته المقربة. إن التوتّر الناتج عن الامتحانات من الأمور السلبيّة التي تسللت إلى النفوس في مجتمعاتنا، لهذا فقد كان من الضروريّ على كلّ المحيطين بالطالب كعائلته وأصدقائه أن يخفّفوا من وقع تأثير الامتحانات على نفسيته، وذلك برفع الثقة بالنفس مما يساعد على تخطّي الإحساس بالتوتر النفسي. فالإنسان يجب عليه أن يثق في قدراته وإمكانياته، وليعلم أنّ الدراسة الجيدة والراحة قبل موعد الامتحان مع النفسيّة الهادئة الواثقة بقدراتها تجعل الإنسان يحرز نتائج أفضل عند أدائه لامتحانه. بينما التوتر، وضعف الثقة بالنفس، والسماع لآراء الأشخاص الآخرين فكلّ هذا مدعاة للفشل أثناء الامتحان حتى لو كان الطالب من أذكى الناس وأكثرهم اجتهاداً. لذا يجب أن ينظر الطالب إلى الامتحان على أنّه فترة زمنية بسيطة تأتي من أجل التأكّد من مدى فهمه للمادة التي يمتحن فيها، فهذا النوع من أنواع التفكير سيساعد دون أدنى شك على إحراز تقدم ملحوظ في النتائج. فالإنسان يتعلّم ويدرس ويذاكر أولاً وأخيراً حتى يكتسب معلومات جديدة، وليس ليرضي من حوله بالحصول على الشهادات ، فالعلم غاية من غايات الحياة، هدفها الوصول لأعلا الدرجات لمستقبل أفضل وحياة أكرم لذلك المتعلم . كذلك عليناالابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة مشاعر التوتر والقلق في نفس الطالب ، وذلك من خلال الابتعاد عن النقاشات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي تزيد من حدة التوتر، وتعمل على تدمير الروح المعنوية العالية قبل الامتحان، خاصّة مع أولئك الأشخاص المستفزين الذين يعملون على إحباط من حولهم وادّعاء أنّهم يمتلكون ثقة عالية بأنفسهم، وأنّهم يفهمون المادة أكثر من غيرهم. كما ينبغي أن يبدأ الطالب الذي سيتقدّم لأداء امتحان ما بالدراسة قبل موعد الامتحان بفترة زمنية جيدة منعاً لحدوث أي إرباك أثناء المذاكرة قد ينتج عنه إحساس بالتوتر. وعليه الالتزام التام بالمنهج الدراسي المقرر، وعدم التوسّع في معلومات إضافيّة ليس لها داعٍ، لأنهاستعمل على تشتيت الذهن وعدم التمكن من المادة الأصلية والأساسية التي سيمتحن بها، ونحن نبحث عن صفاء الذهن لا تشتيته . علينا جميعاً أن نعمل على تهيئة الجو المناسب للمذاكرة وآداء الإمتحان بكل يسر وسهولة، بترغيب دون ترهيب وبالتشجيع والرعاية والإهتمام وتقديم مزيد من الحب والتقدير ، فالإمتحان شأنه شأن أي عمل إن أحسنّا إتقانة حصدنا النجاح والفلاح ، وهذا ماننشده ، ولن ننسى أن التوفيق بيد الله مع الأخذ بالأسباب .