المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
مصلح الخديدي
مصلح الخديدي

يامن شرى له من حلاله عله

بطبيعة الحال أن كل شاغل يشغل الإنسان ويصرفه عن القدرة على تصريف أموره ويعوقه عن تحقيق مصالحه فهو ( عله ) والعله عادة تحصل دون إختيار وتفرض نفسها في واقع المجتمع ولا غرابه فالحياة مليئة بالمشكلات والمنغصات ، فكم من ( علة ) لم تكن مفروضة علينا ولا هي نتيجة لطبيعة السير في الحياة المعتادة . ولكن قد يستغرب البعض وجود هذه العلل في مجتمعنا وبالأخص في هذا الزمن والتي أتت طوعاً لاختيارنا مدفوعة المال مقدماً لجلبها ، فقد نتسابق لنشتريها وعندما تصبح ( غصة ) في حلوقنا نردد المثل الشعبي ( يامن شرى له من حلاله عله ) . ومن تلك العلل مايحدث في بيئتنا الاجتماعية عندما تسوقنا الحاجه ، لاستقدام السائق الذي لا يعرف أصلاً إدارة المفتاح فضلاً عن معرفة قيادة السيارة حيث تمضي الأيام في تعليمه والصبر عليه ، صبر أيوب ، صبراً قد لا يفعله أحداً منا مع أولاده ، يتحمل الكثير من الخسائر المادية والقلق ، وإذا نفذ الصبر رددنا هذا المثل الشعبي ( يا من شرى له من حلاله علة ) وكذالك نستقدم الخادمة وقد تحملنا كل ما تطلبه مكاتب الاستقدام التي تلهث وراء المال ونهب الجيوب ليتم الاستقدام بعد مماطلة وتمديد المدة وفوات الكثير من الوقت واستنفاذ الصبر ، وياليتها تأتي مكتملة وافية بالعهود والعقود ، بل العكس هو الصحيح ، بعدها تبدأ رحلة المعاناة التي لا تنتهي ، وما علينا إلا ترديد المثل نفسه لعله يخفف من ألم ومرارة الواقع. وكل ذالك قد يكون حرصناً منا على تسارع خطواتنا للحاق بركب من سبقنا. قد يكن من باب المباهاة ( مافيه حد أحسن من حد ) أو لحاجة ماسة تستوجب ذالك ، ومهما تعددت الأسباب فالمصيبة واحدة .. وكل ذالك قد يهون كل هذا مع مايمارسه ضعاف النفوس ممن همهم الوحيد جمع المال والوطن والمواطن آخر إهتماماتهم ، يستقدمون عمالة بلا خبرات أوحتى مؤهلات ، يتركون كالأنعام السائبة في الشوارع وعلى قارعة الطريق شعارهم ( بتاع كله ) تتنقل من مجال إلى مجال آخر مختلف مابين الكهرباء والسباكة والبلاط والدهانات وكافة الأعمال الأخرى حتى التجارية بكافة أشكالها. . والبعض قد يمارس التستر على هذه العماله وكل الأعمال تدار من وراء ظهره تحت إسمه لا يعلم عنها شيئاً غير حفنة من المال يعني ( ماله من الشاة إلا طرف إذنها ) لايهمه وطنه أومجتمعه بل همه نفسه ، رغم أن الضرر سيلحقه ويلحق مستقبل أولاده والأجيال القادمة وإن علم بذالك فلا حياة لمن تنادي . وعندما ينكشف أمرهم أمام الجهات المعنية وتتم محاسبتهم يرددون ذالك المثل . لقد أصبحت وبكل أسف نسبة كبيرة من بيئتنا الاجتماعية و بنيتنا التحتية معرضة لتجارب من ليس لديه علم ولا خبرة أكيدة ولا تأهيلاً ونحن من جلبناهم أوتسترنا عليهم . فلماذا نتنهد الصعداء ونردد هذا المثل الشعبي : يا من شرى له من حلاله علّة ونحن السبب. ختاماً : إن لم يكن لدينا حس وطني وإنتماء حقيقي لوطننا ومستقبل أجيالنا القادمة والتقيد بالانظمة والقوانين فلن نتخلص من هذا المثل .
بواسطة : مصلح الخديدي
 0  0  9.8K