دَاري ياجًــاري
جَعل الله سبحانه وتعالى للجار حُقوقاً شرعية على جيرانه، فإذا التزم المسلمون بهذه الحقوق، سادت بينهم روح الأُلفة والمحبة والتسامح، والتي تصبغ المجتمع بصبغةٍ إسلامية تميزه عن غيره من المجتمعاتالأخرى.
والإسلام جملة بنظامه، يضمن لحمة المجتمع الإسلامي، وتَراحمه، وشرع الحقوق والواجبات بين المجتمع الإسلامي بتكويناته المتعددة في البيت، والأسرة، والحي، والبلد، والمدينة، والدولة بأسرها، حرصاً على المجتمع، وكل ما من شأنه أن يَضمن سعادته وتَطوّره، وذلك في حال التزام كل فردٍ من أفراد المجتمع بما عليه من حقوقٍ للآخرين، فمتى التزم كل إنسانٍ بواجباته، وأداها على الوجه الصحيح يتحقق سبب من أهم أسباب السعادة على صعيد الفرد والمجتمع.
من هذا المنطلق فالجار له حقوق كثيرة لا تُعد ولا تحصى أكبرها حفضه في ماله وعٍرضه وإحترام خصوصياته والابتعاد عن إيذائه بل تحمل زلاته وتجاوزها
وهذا ما نصت عليه التوجيهات الالهية الكريمة وتعليمات رسول الهدى صلى الله عليه وسلم واقترن الايمان بتلك الاعمال التى يجب أن نتبعها ليكتم ايماننا بالله سبحانه وتعالى .
تطرق برنامج كلام تويتر على*قناة " 22 " الرياضية والتى استضافتنى *ليلة أمس وجرى الحديث حول ظاهرة الجيرة في زمن التجافي والقطيعة والتى خُلقت لها الكثير من التبريرات التى *لم اقتنع بها اطلاقاً ولن تكون عائقا دون تأدية ذلك الواجب المقدس الذي حث عليه الدين الاسلامي *بكل قواه وحرص الله تعالى في كتابه الكريم على وجوب الالتزام بما وجه به سبحانه وتعالى حيث قال جل وعلى : في سورة النساء (اوَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ...)
الحقيقة إن الاعذار التى خُلقت ماهي الا من ظرب الخيال والمسلم لايثنيه أي معوقات إطلاقاً السؤال عن جاره واحواله وتفقد أحواله ومواصلته في كل المناسبات ومن حسن أيمانه بربه حتما ستكون تلك المهمة سهلة المنال *لا تقف دونها تلك المعوقات التى صنعناها بأنفسنا .
رب أخ لم تلده أمك والجار اولى بتلك الاخوة الربانية التى شرعها الله بين خلقه وحث على إحترامها وقرنها بالايمان به وبرسوله وجعهلها مُقدسة لا تُدنسها الاهواء الغير مبرره اطلاقاً والزمن لم يتغيير فلا نُحمله كُل سلبياتنا ..
أنا لست مقتنعاً أن تثنيني كمسلم رؤية جارى والاطمئنان عليه والتعرف عليه مهما كانت نواياه او ضنونه ولنكن كما ينبغي فلربما يوماً يصبح أخاً وقريبا يحمل عنك الهموم ويبعد عنك الشرور بل وقد يكون خير قريب يتألم بألمك ويأن بأنيك ويحمي عرضك وانت بالمقابل وفوق كل ذلك الحصول على رضاء الله تعالى وتغمرنا رحماته ورضاه سبحانه وتعالى .
لنتخلى عن تلك الافكار والضنون ولنكن كما ينبغي *ونبادر بنية العبادةوطاعة الله بأداء أوامره والابتعاد عن نواهيه وليكتمل عقد الايمان والعبادة فلا ينفع مالا ولا بنون حينما نلقى الله وقد فقدنا العذر لنلتمس منه سبحانه وتعالى المغفرة وحينها لا ينفع أيضًا الندم .
ولتكن تلك الاحاديث والايات نبراساُ نستضىء بها دروبنا نحو الخلاص *من تلك الاوهام الشيطانية التى تسعى الى ابعادنا *من تلك التعاليم التى تخرجنا من إطار الايمان الحقيقي *الذي أكده وماجاء في الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (واللهِ لا يؤمنُ، والله لا يؤمنُ، والله لا يؤمنُ قيل: من يا رسولَ اللهِ؟ قال: الذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه قالوا يا رسولَ اللهِ وما بوائقُه؟ قال: شرُّه...
*فأسأل الله أن نكون جميعاً في هذا المستوى الرفيع: و*إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم, فسعوهم بأخلاقكم.
وهنا نختصر ما ذكر : أن*من علامة قربك من الله: أن من حولك يحبونك، ومن علامة بعدك عن الله: أن من حولك يبغضونك.