مفتاح القلوب
لكل قلب مفتاح ، ولكن مدح الآخرين بماهو فيهم هو مفتاح لكل القلوب. حقاً فمن أرقى وأجمل مهارات فن الكلام أن تكون مبدعاً في تعويد نفسك على إكتشاف صواب الآخرين ومن ثمٓ مدحهم والثناء عليهم ،ولا تكن متصيداً منتبهاً إلى أخطائهم ،تنتظر زلاتهم لتقلل من شأنهم وخاصةً عندما يكون التوبيخ أمام جمع من الناس بقصد التنبيه والنصيحة، فتجعله يصد و يرد ويعترض على تلك النصيحة ولايتقبلها البته ،ويرفضها جملةً وتفصيلا، ليس تكبراً عليها أو لعدم إقتناعه بخطائه ،وإنما لأن الناصح المتصيد بالماء العكر عادة يسلك الطريق والأسلوب الخاطيء في إسداء تلك النصيحة . عفواً أيها الناصح المهاجم ،هل تعتقد أنك فعلت الصواب وسلكت الطريق الصحيح لمعالجة الخطأ؟! بالطبع كلا، أنت هنا أشبعت غرورك وأرضيت نفسك وظهرت أمام الجميع أنك المصلح الواعي وجعلت الآخر في وضع المذنب الذي لا يعي مايقول ومايفعل، فجعلته في موقف لايُحسد عليه. فيصبح رهن أمرين لاثالث لهما ،فقد يستجيب لك وهو على مضض ، فقط ليسكت صوت جلدك له أمام الجميع ، ولكنه سيعود لتصرفه الخاطيء مرة أخرى ، لأنه لم يتقبل طريقتك في النصح ، ولم يعطها أي إهتمام يُذكر ، أو أنه يثور لنفسه ولايرضخ لنصيحتك ويتطاول عليك ليرد جزء من كرامته المهدرة . أتريد أن تعرف كيف تتصرف في حالةً كهذه ؟. سأخبرك ،عليك أن تتأكد من مواطن الخطأ في حديثه ،أكظم غيظك ، تعامل مع الموقف بعقل لا بالعاطفة ،لا تدع ذلك الخطأ يؤثر في أقوالك وأفعالك ، إبتسم ،سلم،إسأل عن حاله وأحواله ،تودد إليه بعبارة لطيفة تمدحهه بها،ثم إستأذنه بأنك تود أن تقدم له نصيحة من منطلق المحبة في الله ، على أن يكون الحديث بينكما فقط فلا داعي لمعرفة الآخرين طالما الأمر لايمت لهم بصلة ،حينها ستجده يستمع لك ويسمع منك وقد يقبل بالنصح ويطبقه بلاتردد، وتكون حينها أصلحت الأمر وكسبت مكاناً في قلبه دون عناء . نعم فلنستخدم العبارات اللطيفة المهذبة الخلوقة في إصلاح خطأ ما ولنمدح كل ماهو جميل فيهم . فلنغدق عليهم المديح دون المبالغة فنحن بحاجة لبعض الكلمات التي ترطب مشاعرنا بود وصدق ، ولنقتصد في النقد الجارح الهادم . نحن بشر كتلة من المشاعر والأحاسيس لا تتعاملوا مع بعضكم البعض على أنكم من حجر ،فلنرفق ببعض ، فاليوم هو أخطأ وغداً تكون أنت المخطيء ،فأحرص على الرفق لتحصل عليه .