كُن قُدوة ولاتًكن نِقمة
قال الله تعالى مادحاً المؤمنين (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا* تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم).
وعنالنبي صلى الله عليه وسلم* قال: "من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها".
والايات كثيرة تتحدث عن تلك الخصال التى يتحلى بهاالمؤمن في حياته ليجنى ثمارها بعد مماته .
وهنا يجب على المسلم أن يكون مدار الحب والبغض عنده هو الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يحب لله، وأن يبغض من أجل الله، وأن يعادي من عادى الله، وأن يوالي من والى الله،* فبذلك تُنال ولاية الله تعالى كما قال ابن عباس رضي الله عنه، وهذا من أكبر العلامات الدالة على إيمان العبد.
هنا اوجه كلمتى لذوى العقول واخصهم بها لانهم حتما سيعون نتائح تلك الموروثات التى نورثها لابنائنا من بعدناغير الاموال والممتلكات .
إن شر ما نورثهم هي تلك العداوات التى تضل خامدة تحت القش ما أن تهدأ *حتى تظهر نيرانها وتحرق المحيطين بها وتشعل مجتمعهم بالأحقاد والفتنة التى لا تنخمد ؟!
إذا يا أحبتى يجب علينا أن نبتعد عن الاساءة ونتجاهل إساءة الغير الينا ونحتفظ بها لانفسنا والبعد كل البعد عن ربط وإشراك أبنائنا فيها مهما كان حجمها وقعاً على النفس .
حتى لا يقعوا في وحولها متوارثين تلك الاحقاد والعداوات جيلا بعد جيل ,ونتحمل وزرها في غياهب القبور وعالم الأخرة الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة حتى بعد الممات بعد أن سننا في الحياة سُنن يتداولها ألأجيال من بعدنا في وقت لا ينفع الندم وهيهات*يعيدنا الله الى الدنيا لنصلح ما افسدناه وقد كُنا في فُسحة من أمرنا وقد ضاعت الأماني وأغلقت*صُحف التقييم وفُتحت صُحف النتائج التى تَستقبل كُل ثِمار ما زرعناه في دنيا الفناء لنتعذب بها في دار البقاء.
الواقع مرير عند البعض وخصوصاً ضِعاف النُفوس الذين عجزوا ويعجزون بالسيطرة عليها وكبح جماحها وربط رسنها في المحن والملمات والتعرض للإساءة بل والتعرض للأخرين للإساءة بمجرد أننا قد تملكتنا الغيرة والحسد وجنينا منها البغضاء بيننا .
هي الحقيقة فلا نحاول الهروب منها خصوصا ًولازلنا ننعم بالحياة ونملك التغيير لنسعد ويسعد بها الورثة من بعدنا فلا حاجة لنا أن نورثهم مشاكلنا وخلافاتنا ولنكن لهم قدوة يتوارثونها بعيدأ عن الثارات والأحقاد البغيضة.
بل ولنحتفظ بمشاكلنا في نفوسنا وأن نسعى للعفو والمغفرة لمن أساء و نجتهد في التماس العذر لهم مرات ومرات ولندع الخلق للخالق فمن أساء فقد أساء لنفسه ومن أحسن فله الحسنى .
عم لنترفع عن تلك السفاسف مهما كبرت وننظر الى ذك اليوم الذي لاينفع فيه مالا ولا بنون الا من أتى الى الله بقلب سليم .
هو القلب السليم الذي تَرفع صاحبه وعلا وجعل العفو عند المقدرة نبراساً يتوج به بين يديى الله حينما ينادي على الملاء " والعافون عن الناس" ومن عفى واصلح فأجره على الله .
ما اسمى تلك الانفس التى تعفوا ,وما اسمى*تلك الانفس التى تترفع عن الاحقاد والغيرة والحسد ,وما أسمى تلك الأنفس التى تُعطي بلا مقابل , وماسمى تلك الانفس التى لاتغفوا وبهاحقد او ضغينة على أحد , وما اسمى تلك الانفس التى لا تلتف للإنتقام والتطاول على ألأخرين .
وما أسمى تلك ألأنفس التى تحملها أجساد تتقي لهيب النار وعذاب ألأخرة وتسمو الى السعة في* القبر راجية لقاء الله في يوم الإحتفال الكبير بالجنان حينما تخلوا نفوسنا من الأحقاد والظلمات تجاة الأخرين , منعمة ترجوا رضاء ربها وقد نجت من تسلط المظلوم وأصحاب الحقوق وقد تركها الله سبحانه وتعالى لهم ليقتصوا منا مظالمهم وحقوقهم والفوز ببضع حسنات جمعناها في دار الفناء وضننا أنها ستنجينا من عذاب اليم .
لنكن قدوة ونبتعد عن الاحقاد وإبتلاء الأخرين ونحرص على أن لا نورثها للأبناء من بعدنا ولنعفوا ونتجاهل ونسموا بأنفسنا فالدنيا محطة قطار ستنتهي وستنهار كل الاماني أمام وداع أخيرلانملك حق العودة للوراء خطوة واحدة .
خاتمة :
هناك مثل عربي يقول :
تحت الرغوة اللبن الصريح .
ومعناه أن تزييف الحقائق وتغييب الوعي على الأمة لا يستمر طويلا ..
لأن الحق حق وإن لم ينفذ ، والباطل باطل وإن نفذ ..
وهكذا سنة الحياة .