لله درُك من رَجُل
قال تعالى {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (22) سورة النور
ما أجمل العفو عند المقدرة
شدنى موقف ذالك الرجل والذي يستحق أن أرفع له عقالي وأنحنى له إحتراماً أحد مواطنى هذا البلد العملاق بأُمته وقيادته ,*المواطن السعوي من محافظة بيشة الشيخ الكريم " سعد آل المنصور الشهراني " الذي عفا عن قاتل اثنين من أبنائه لوجه الله وبدون أي مقابل، وذلك رغبة في الأجر من الله وابتغاء مرضاته، مسجلا بذلك أرقى نماذج الصفح والتسامح.
هي الحقيقة التى ابكتنى وتناثرت دموعي و أنتشت روحي*فرحاً تمازج بسماء وطن الحرمين وطن الكرام ووطن الرجال أينما حلوا .
فقد كان موقفه الكريم وبتلك النفس القوية وهو يُسقط كُل أسوار الأنتقام والتشفي .! بكل إيمان تحفه الشهامة والرجولة !!
إن من أعظم الأخلاق رفع العفو عند المقدرة فهذه عبادة مهجورة, وهي من صفات الله وأسمائه الحسنى فهو سبحانه العفو القدير أي يعفو بعد مقدرته على الأخذ بالذنب، والعقوبة على المعصية، فالعفو بدون مقدرة قد يكون عجزاً وقهراً.
ولكن العفو مع المقدرة والانتقام فلا شك أنه صفة عظيمة لله فيها الكمال، فهو سبحانه يحب العفو، ويحب أن يرى عبده يعفو عن الناس..
بل هي السعادة في الحلم والصبر على الآخرين والسعادة الحقيقية هي تحمل الأذى من الآخرين والعفو عنهم مع المقدرة والحلم والصبر عليهم وأخذهم من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة.
قال تعالى”خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ” (لأعراف:199) ويقول “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ” (الشورى: *الآية40
فهنيئا لك يا سيدي وتاج راسي سيد الموقف الشيخ الصلب القوى بالله " سعد الشهراني " فقد ضَربت أروع التضحيات والوفاء والنبل *من أجل رضاء الله وقد أحييت الناس جميعاً بعفوك ونبلك .
فا لله درهاتلك*النفسُ الطاهرة التي تقَهر سجَّانَها وتنتصر على شغف الانتقام والتشفى *هي الشهامة والمروءة التى يصنعها أهل الرِيادة والصَّلاح.
قال لإمام ابن القيم رحمه الله *:
يا ابن آدم .. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا هو, وإنك تحب أن يغفرها لك الله, فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده, وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده, فإنما الجزاء من جنس العمل، تعفو هنا يعفو هناك, تنتقم هنا ينتقم هناك.
اللهم اكتب له العتق من النار*وأجبره في ابنائة* ،واجعل ماأصابه رِفعة وأجراً والحمد لله على كل حال حسبناالله ونعم الوكيل .