المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
الدكتور عبدالقادر الجهني
الدكتور عبدالقادر الجهني

الإيذاء النفسي للأطفال نسب تثير الرعب..!

بيّنت التقارير الخاصّة بإحصاءات السجل الوطني لحالات إيذاء وإهمال الأطفال، عَن تصدّر الوالدين في إيقاع الأذى النفسي علَى الأطفال بنسبة فاقت الـ 80%، وَذَلِك بِحَسَب البيانات المسجلة عَن المعتدين بالسجل الوطني لعام2016م .

وهذه النسبة بالتأكيد مرعبة بكل ما تحمّله الكلمَة هَذَا إذا ما علّمنا أن هنالك حالات أَكْثَر بكثير لم تصل ولم يتعرّف عليها .

مَن المؤكّد أننا نحرص كلّ الحرص علَى تربية ابنائنا ونريد لهم الأفضل دائماً فَمَا الَّذِي يجعلنا نعنفهم نفسياً ونقتل إبداعاتهم ونحبط انطلاقاتهم ؟ سوف نتحدّث عَن الأسرة العادية *والأخطاء الّتي تجعلها تهز ثِقَة الأطفال وتزعزع كيانهم النفسي بِغَيْر قصد بل بهدف نبيل هُو أننا نربيهم ونعدهم للمجتمع .

لعل أهم الأسباب الّتي تجعل الوالدين يستخدمون أساليب غيّر تربوية مثّل الشتم والسخرية وأحياناً العِقَاب البدني هُو توقّع الكثير مَن الطفل أو مقارنتهم بغيرهم مَن الأطفال ورغبة الوالدين أن يحقّق الطفل التفوّق دائماً دراسياً وأن يَكُون سلوكه مثالي في كلّ الأوقات وإذا ما أخطأ الطفل عنف بدانياً أو نفسياً ، كثيرة هي*أنواع الإيذاء النفسي مثّل رفض الوالدين الاعتراف بقيمة الطفل ومكانته و احتياجاته *وهو الاهمال وعدم مراعاة ان هناك فوارق فرديّة بين الأطفال، هناك ايضاً التخويف والإرهاب اللفظي بحيث يُهاجم الطفل لفظياً بواسطة أحد الوالدين علَى سلوك ما مما يثير الْخَوْف والرعب وقد يؤدَّى إلى اعتقاد الطفل أن الأسرة مَكَان غير آمن ومَن الممكن أن يُعمم الطفل هذه الفكرة علَى المجتمع، هناك ايضاً العزل وَهُو منع الطفل مَن اكتساب الخبرات الإجتماعية كتكوين الصداقات خوفاً عَلَيْه وَذَلِك يشعره بالوحدة والإهمال فيضطرب نتيجة كلّ تِلْك التصرفات نموه الإجتماعي ويفشل في اكتساب المهارات الإجتماعية ، ناهيكم عَن تعلم الطفل لهذه السلوكيات وممارساتها مَع إخوته أو أقرانه بالمدرسة .لا يقتصر الضرر فيما ذُكر فالأذى النفسي يؤثّر علَى قدرات الطفل الذهنية والسلوكية والانفعالية وقد يَصِل بالطفل لِبَعْض الاضطرابات النفسيّة مثل القلق والاكتئاب وغيرها .

نَحْن بحاجة فعلية لبرامج توعية وتثقيف تُعنى بالتربية والصحَّة النفسيّة وَهُو ما يَقُوم به البعض مشكورين عبر حساباتهم بالتواصل الإجتماعي ففي تويتر مثلاً نجد حِسَاب علم النَّفْس لطفلك أحد الحسابات المميّزة والمهتمة بالتوعية والتثقيف علَى أَساس علمي وبلغة سهله ومبسطة لطرق وفنيات علم النَّفْس الحديثة في التّربية ، وَلَكِن وجوّد مثّل هذه الإحصائية تجعلنا نطمع ببرامج حكومية وعَمِل مؤسسي وَاسِع للتوعية والإهتمام بالتربية والصحَّة النفسيّة للأطفال .

أخيراً فعن الْحارِثِ بنِ ربْعي -رضي الله عنه قال رسول الله صَل اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم*(إِنِّي لأَقُومُ إِلَى الصَّلاةِ وَأُرِيدُ أَنْ أُطَوِّل فِيها فَأَسْمعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجوَّز فِي صلاتِي كراهية أن أشق علَى أمتي) بهذا السلوك النبوي يجب أن تبدأ التوعية والتثقيف.

زبدة الْكَلام (سيرى أطفالك كلّ ما أنت عَلَيْه مَن خلال طريقتك في العَيْش وليس مَن خلال ما تقوله*فأنت القدوة)

*
 0  0  7.5K