المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 29 أبريل 2024
فوز العواد
فوز العواد

أحمد الله أنْ خذل دعوتي واستنفر النّاس إلى معارضتي

مقولة لأحد أبرز رواد حركة تحرير المرأة في العصر الحديث (قاسم محمد أمين) والذي عاد من فرنسا بعد أن قضى فيها سنوات من حياته، اطّلع خلالها على ما أنتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع أدبية واجتماعية،وسياسية ، فراقت له الحرية التي ينعم بها أصحاب الثورة الفرنسية آنذاك ، والتي تسمح لكل كاتب أن يقول مايشاء فيما يشاء وكيف يشاء !؟..
أصدر كتابه " "تحرير المرأة" ونشره عام 1899، وقد ترجمه الإنجليز-،أثناء وجودهم في مصر - إلى الإنجليزية، ونشروه في الهند والمستعمرات الإسلامية. تحدث فيه عن (حرية المرأة ) وزعم فيه أن الحجاب ليس من الإسلام ، و أن الدعوة إلى التحرر ليست خروجاً عن الدين (تشابهت قلوبهم وتوارد خواطرهم) ؛ داعيا إلى تحرير المرأة ، وخروجها وممارسة شؤون حياتها في المجتمع ..
وقد أثيرت حول هذا الكتاب ضجة وعاصفة من الاحتجاجات ، والنقد في مصر ، وربطت أفكاره بالاستعمار الإنجليزي . ولكنّ قاسما لم يتزعزع أمام نقد النقاد ، وثورة الثائرين بل واصل دعوته بالرد على ناقديه فأصدر كتابه "المرأة الجديدة" عام 1901 ، وهو كتاب يتضمن أفكار الكتاب الأول نفسها، مدعما أقواله بأقوال الغربيين ، ومطالبا فيه بإقامة تشريع يكفل للمرأة حريتها المكبلة بالدين ونحو ذلك ..
ولكنّه ندم على تلك الدعوات التي أطلقها بحق المرأة وتراجع عنها لاحقا ، حيث نشرت جريدة " الطاهر " عام 1906 .اعترافات له قال فيها :
" لقد كنت أدعو المصريين- قبل الآن -إلى إقتفاء أثر الترك بل الإفرنج في ( تحرير نسائهم ) وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق الحجاب ،وإشراك المرأة في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم ، ولكنّي أدركت الآن خطر هذه الدعوة! بما اختبرته من أخلاق الناس ، فلقد تتبعت خطوات النساء من أحياء العاصمة والإسكندرية ؛ لأعرف درجة إحترام الناس لهن ، وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات ، فرأيت من فساد أخلاق الرجال ، وأخلاقهن -بكل أسف- ما جعلني أحمد الله أن خذل دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتي … رأيتهم مامرت بهم إمرأة أو فتاة إلا تطاولوا عليها بألسنة البذاءة , وما وجدت زحاماً فمرت بهم إمرأة إلا تعرضوا لها بالأيدي والألسن ".
............
إن مشروع حريّة المرأة كان ومازال هو موضوع العصر ، وأبرز قضاياه التي لازالت بضاعة المفلسين من التغريبين ومن على شاكلتهم : في محاولة لتصوير المرأة المسلمة خاصة بالمرأة الضعيفة مسلوبة الحقوق والواجبات .

وذلك مقارنة بمثيلتها في الغرب ونسي أصحاب هذه الحملة المسعورة أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي كفل للمرأة حقوقها ، وحررها من عبودية الجاهلية الأولى ، فأمرها بما يصونها، ويحفظ كرامتها، ويحميها من الذئاب المفترسة، والأعين الغادرة، والأيدي القذرة ؛ فأمرها بالحجاب والستر، والبعد عن التبرج (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) وعن كل ما يُؤدّي إلى فتنتها .

كالاختلاط بالرجال الأجانب ونحوه ، مما يفسد أخلاقها ، ويمس عقيدتها ، كما فرض لها حق التملك، ، والبيع، والشراء، وسائر العقود، و حق التعلم، والتعليم، بما لا يخالف دينها، وأوجب على الزوج النفقة عليها، وإحسان معاشرتها، والحذر من ظلمها، والنهي عن الإساءة إليها.

مما تعرفه المرأة المسلمة .. نعم كوني حرة ! ولكن في ضوء دينك وما تمليه عليك عقيدتك ، وليس كما يريده أعداؤك وأعداء الفضيلة في تحسين المرأة الغربية ، ونسوا أو تناسوا عن عمد وقصد أن يظهروا الوجه المظلم لهذا الرمز الغربي (رمز الحرية ) وما يقع عليها من ظلم وانتهاك (تحرش وخيانات زوجية ومخدرات ... *مما أثبتته الدراسات الغربية نفسها، وشهد به شاهد من أهلها ، والحق ماشهدت به الأعداء !

*

*
بواسطة : فوز العواد
 0  0  8.0K