مَاذَا يقول النَّاس عني؟*
لن أعرض عليكم في هذه المقالة دراسات وأبحاث علمية على الرّغم من وجوّد الكثير مِنْهَا والتي تبيّن أننا نهتم ونبالغ في تقدير ما يقولُه النَّاس عنا ونعطيه اهتماماً كبيراً سواءً كان ما يقولونه سالباً أو إيجاباً . وهذا سوف يؤثّر بالتأكيد على صحتنا النفسيّة ويزيد من العبء علينا وقد يغيّر من سلوكياتنا ويجعلنا نعيش الحَيَاة علَى *ردود فعل لما يُقال عنا ونتيه ونخسر أنفسنا لنجد أننا نعيش حياة ليست لنا لم نخطط لها .
إذاً هل نُهمل تماماً اراء النَّاس ؟ أعتقد أن هذا الخيار ايضاً سيجعلنا ننفرد بالرأي حتّى وأن كان خطأ ولا يسمح لنا بمراجعة ذواتنا وتفحص أفكارنا وسلوكياتنا ولكن الجيد أن نستمع للنقد أو توجيه أو الإطراء ونفكر فِيه ونتأمله ومن ثم نمضي لما أردنا . من الصعب والعسير جداً أن نرهن حياتنا بالنّاس فمنهم من يحبك ويرى حتّى عيوبك مزايا وهُناك من ينتظر منك الزلل لينال مِنْك ويمطرك بوابل من الهجماتِ .
أعلم تماماً مدى صعوبة الأمر ولكن علينا أولاً الثقة بالله ثم بأنفسنا ومن ثم توقّع أن لكل عمل نعمله مؤيد ومعارض فطبيعة البشر الإختلاف ، ومن طبيعة البشر الخطأ فَلَيْس الخطأ الا طريق نعرف به الصواب *.
من المٌهم أن لا نقف كثيراً عِند ما يقولُه النَّاس وما يعتقدون ولا نزن أنفسنا بانطباعاتهم وأفكارهم عنا وإلا سوف نحيد عن جادّة الطريق ونجد أنفسنا مثل سَفِينَة تفقد ربانها لتتخطفها الأمواج *وتضل وجهتها. لا تَجْعَل ما يُقال عَنك من مَدح وإطراء يصيبك بالغرور ولا تسمح لكل مهبط ومثبط النيل من عزيمتك وركز على أهدافك .
لَقَد كان لنا في رَسُول الله صَل الله عَلَيْه وسلم خير قدوة فقد كذّب واتُهم بالجنون وقيل عَنْه شَاعِر فهل ترك *إبلاغ الرسالة وإيصال الدين رَغْم كل ما قيل ؟
أخيراً مَاذَا يَقُول النَّاس عني ؟ سؤال شاهدتهٌ يغيّر حياة الكثيرين ويقودهم لفعل ما لا يُريدون إرضاء للناس وعلى الرّغم من مسايرتهم للناس إلا أن ما يقولُه النَّاس يستمر بأشكال وطرق أخرى جعلت الشخص يفقد نفسَه ويحطم ذاته ويسير نَحْو الاضطراب النفسي .
وزبدة الْكَلام ( إرضاء النَّاس غاية لا تُدرك ).