المعرفة أم الشخصية للجدارة الوظيفة
الجدارة الوظيفية مفهوم لم يتمّ استيعابه حتّى الآن قَد تَكُون المؤسّسات غيّر الحكوميّة والتي تعتمد الربحية هِي مَن يتبناه نظرياً وعملياً ومفهوم الجدارة الوظيفية*يعني مجموعة السمات والمؤهلات الشخصيّة والعلمية والعملية والتي تمكّن الموظف مَن تحقيق معدّلات أداء متميّزة وقياسية, تفوق المعدلات العادية. فَمَن خلال الملاحظة لأكثر الوزارات الحكوميّة تغيّر للقيادات عكفت وزارة الصحة في الفترة الأخيرة علَى محاولة تحسين وخلق نظام جديد عادل لاختيار القيادات الشابة ومَن يحمِّلون تأهيل علمي لتحقيق الجدارة الوظيفية فَكَانَت هناك خطوات سريعة نَحْو التغيّر والتحسين فشهدنا نظام الأختبارات لمدراء المراكز الصحيّة والتي كَانت نتائجة صادمة حَيْث فشل ما يقرب 80% في إجتياز هذا الأختبار فَكَانَت المشكّلة الّتي تحتاج لتدخل لتحسين الوضع حَيْث كَانت الاختيارات في السّابق عشوائيّة وأغلب القياديين ليس لديهم الحد الأدنى للتأهيل العلمي فكان الحل الأمثل البحث عَن المختصّين بمجال الإدارة الصحيّة فُهم مؤهلين علمياً ،وَلَكِن في اعتقادي أن وزارة الصحة صحّحت خطأ العشوائية في الإختيار بخطأ الحلول السريعة ولن أُعمِّم هَذَا الْكَلام فهناك مَن هُم مميزين وممتازين في الأداء وهُناك من كان أستلامه زمام القيادة كارثه عُظْمَى فلماذا كان هَذَا التباين على الرغمِ من الوزارة حرصت علَى المؤهلين في *المجال الإداري ؟ هنالك عامل مٌهم و حجر زاوية في مفهوم الجدارة الوظيفية وَهُو سمات شخصيّة القائد فالتأهيل العلمي لوحدة لمن يشغل وظيفة قيادية جزَّء من اجزاء الجدارة الوظيفية وَهُو ما تساوى فِيه الجميع وَلَكِن الأختلاف الرئيسي كان في قُدرة من يشغل المناصب القياديّة علَى تطبيق النظام وتطبيق روح النّظام والقدرة علَى التّحليل والحُكم علَى المواقف الإدارية ومَن ثُم إتخاذ القرارات ، أن القائد الَّذِي يفتقد للمبادرة والتطوير والابتكار وإتخاذ القرارات إلا بَعْد الرّجوع لمن هُم أعلا في الهرم القيادي للحصول علَى الدّعم والموافقة . لا يمتلك السمات الشخصيّة للقائد ولِذَلِك بالتأكيد يفتقد للجدارة الوظيفية .
لذلك من المٌهم والضروري أن تنتهج وزارة الصحة وجميع المرافق الحكوميّة نهج المؤسّسات الخاصّة القائمة علَى الربحية في إختيار القيادات وأن تعتمد أسلوب الجدارة الوظيفية بكافة عناصره كالمعرفة العلميّة والصفات الشخصيّة ففي السّابق كَانت الكرزما موجوده وغابت المعرّفة العلميّة والآن حضرت المعرّفة العلميّة وغابت كرزمة القائد .
أخيراً مازالت وزارة الصحة تُحاول غلق هَذَا الملف بخطوات متسارعة وقد كان أحد الحلول المطروحة التدريب وزيادة المعرّفة عبّر إلحاق القيادييْن بدورات تدريبية لزيادة الحصيلة المعرّفية ويبقى السّؤال الأهم هل الحصيلة العلميّة كافية لحل المشكّلة بدون الوقوف علَى سمات الشخصيّة ؟
زبدة الْكَلام (القيادة هِي مزيج من الاستراتيجية والشخصية،و لو كان عليك أن تتخلَّى عَن أحدهما،فتخل عَن الاستراتيجية)*نورمان شوارزكوف