أنا وفلذة كبدي

تتعب أيدينا ونحن نهدهد لهم ..وتجف ألسنتنا في سرد حكايات ..وترتيل آيات ..وما أن تغفى عيونهم حتى تشتاق قلوبنا لأصواتهم ..لضحكاتهم ..بل حتى لضجيجهم ومشاغباتهم ..

نعد الايام والليالي لنسير وإياهم أولى الخطوات الى الروضة ..
وما إن تغادر بهم المعلمة ..حتى نشعر انها غادرت بقطعة من قلوبنا ..نتظاهر بالشجاعة أمام كلمة" بدي ماما " ونخفي دموعا" سبقت دموعهم ..ونحن نعلم أنه من الآن وصاعدا" أحدا"ما غيرنا سيعلمهم ..ويلقنهم دروس الحياة ..
وصديقا ما غيرنا سيشاركهم ..ألعابهم ..خطواتهم ..اسرارهم وشقاواتهم ..

تتجافى جنوبنا عن مضاجعها ..
هل انزاح عنه الغطاء ...أكان نافعا ذاك الدواء
وهل حفظ كلمات الاملاء ..
أكان جيدا" ذاك الصديق ..أم أنه أغواه وضل به الطريق ..

وتمضي صفحات الأيام ولا صفحة كأختها ..
فهذي الضفائر الطائشة سيغطيها الحجاب ..
وذاك الخد الأمرد سيخشوشن بلحية ..
وتلك اللدغة اللذيذة سيحل محلها صوت رخيم ..

وفي نهاية المطاف نضع أيديهم بأيدي رفاق دربهم ليكملو معهم الطريق ..يشاركونهم أحزانهم أفراحهم ..عثراتهم ونجاحاتهم ...لنصبح ضيوفا" في بيوتهم وليصبحو ضيوفا"في بيوتنا ...صورا"على جدراننا..أصواتا" بعيدة في هواتف ذكية ...ونسمي كل ذلك فرحتنا بهم ..أسعد الله قلوب أبنائنا وأبعد عنهم كل مكروه ....!!!!