لن تنتهي الحرب
كلنا نعلم أن الحرب ، لا زالت بين ( كَر وفر ) ( وشد وجذب ) تجاوزت العام الثاني ، وبدات عامها الثالث ، والموقف لازال ضبابياً ، دون ظهور ملامح في الأفاق ، تعطينا أملاً أن لاتطول ، وأمل أن تخرجنا بأقل قدر ممكن من الخسائر البشرية ، وإيقاف عجلة الحرب ، ولو إستقرأنا تاريخ الحروب لوجدنا أنها ، إما تنتهي بانتصار أحد الطرفين ، أو إنسحاب أحد الأطراف لعدم قدرته على الاستمرار ، أو بهدنة يتبعها قرارات سياسية ، تنهي الحرب .
هذه سيناريوهات الحروب المتعارف عليها ، والتي يحدثنا التاريخ عنها ..
عزيزي القاريء :
هناك عدة أسئلة ، قد تدور في ( أدمغتنا ) وما أن تلبث حتى ونجد لها إجابه ، سواءاً كانت الإجابة مقنعه ، أوغير مقنعة .. وفي المقابل ، قد نجد بعض الأسئلة ، التي تجعلنا ( نعصر الأفكار ، ونهرش الذاكرة ) وقد نصاب ( بصداع مزمن ) دون أن نجد لها إجابه ، مثل السؤال الذي فاجأني به ، أحد الأصدقاء ، قبل أيام ، حقيقة كان سؤال في قمة الاحراج ، سؤال أكبر مني ، أنا العبد الفقير الى الله ، بل أكبر منا جميعاً ، فلا أعتقد أن أحداً منا يعرف الاجابه عليه ..
وكان سؤله :
( متى ينتهي الحرب ) ؟ .
حاولت أن أستخلص من عصارة أفكاري ، ( لعل وعسى ) أن أحظى بإجابة مقنعة ، أوشبه مقنعة ، من خلال قرأتي لتلك الأحداث ، رغم أني غير متخصص بالسياسة ، ولا أحب الخوض ، أو حتى التفكير فيها ، فلها رجالها ..
ومع كل هذا الجهد ، لم أجد لصديقي ، غير هذا الجواب ..
( لن تنتهي الحرب )
جواب أصابه بدهشة ، ورعشة في جسمه ( حتى كادت عيناه تخرج من راْسه ) ..
وهو يردد ، كيف ، كيف ، كيف ؟
قلت له : نعم ( لن تنتهي الحرب ) وبيننا إخوة ، وأبناء من جلدتنا ، شعارهم ( الهياط والمهايطه ) ناسين ، أويتناسون ، غير ابهين ، بأعداد القتلى ، والجرحى ، والمعاقين الذين خلفتهم ، وستخلفهم الحرب وراءها دون رحمة ، أو شفقة ، هذا عدا عن اليتامى ، والارامل ، والثكالى ، ومهما كانت النتائج المتوقعة ، لن تمسح دمعة طفل ، فقد أباه في الحرب ، أو ابوين فقدا ابنهما ، أو أسرة فقدت عائلها..
فالحرب لا ترحم ، بكل مقاييس ( العقل ، والمنطق ، والواقع ) ولا أحد يريدها .
فمن المؤسف ، أن نجد ( صناع القرار ) يبذلون جهوداً كبيرة ، لحسم هذه الحرب ، ونرى إقدام ( جنودنا) الذين نذرو على أنفسهم ، إما ( النصر أو الشهادة ) مقبلين بصدورهم ، غير مدبرين ، دفاعاً عن ديننا ، ومقدساتنا ، ووطننا الغالي ، ونجد في المقابل ، من هوا ( نائم في العسل ) حياته ( هياط في هياط ) .
بالله عليك قل لي ، كيف ( ينتهي الحرب ) وهذا حال البعض ، إسراف ، وتبذير ، وتفاخر ، ومباهاه من غير حاجه ، بما أنعم الله عليهم . فقد شاهدنا ، وشاهد العالم ، من يغسل اليدين بدهن العود . وآخر يقوم بطلاء سيارته بالذهب . وغيره يقوم بتلبيس الناقه الذهب ، أوشراءها بالملايين ، ومن يفتح كيس الهيل بالسكين ، ومن يقوم بالمباهاه ، والبطر من اﻻغنياء ، حتى تبعهم بكل أسف ، بعض متوسطي ( الحال ) خصوصاً في حفلات الأعراس ، مجاراة ( لبعض السفهاء من الأغنياء ) ، وكأننا نسينا قوله تعالى:
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} (112) سورة النحل..
فلا تسألني ياصديقي ( متى ينتهي الحرب ) دام هذا حال بعضنا ، والذين وجدوا وبكل أسف ، أرضاً خصبة تروج لهم ذلك ، فمنا من يطبل لهم ، ومنا من يمجدهم ، تحت شعار ( ونعم والله كريم ) .
الزبدة :
علينا أن نتناصح فيما بيننا ، ونمقت ، بل نحارب وبكل ماؤتينا من قوة ، هذه السفاهه ، التي تسمى ( الهياط ) قبل أن نتسائل ( متى ينتهي الحرب ) وأن لانعطيهم مجالاً ، من خلال تداول مايقومون به عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ونتركها ( تموت بمهدها ) تلك ( السفاهات ) فإن العذاب يعم الناس بما يفعله هؤلاء ، ممن يطلق عليهم ( بالمهايطين ) . لعل الله يرحمنا ، ويديم علينا الأمن ، والامان ، ورغد العيش ، ويكفينا الحروب وشرها ، ويحفظ حكومتنا الرشيده ، ويعلي شأنها ..