رؤى أم أحلام ... كلاهُما يعطّل السّير للأمام...!
لست أعنون هَذَا المقال بأسماء النساء ولَكِن في هَذَا المقال لهم النصيب الأكبر فُهم مَن يُؤْمِن كثيراً بتفسير الرؤى والأحلام وقد تجد الواحدة منهن تحمّل بجوالها أرقام عشرات المفسِّرين . لن أميل كلّ الميل فالرجال أيضاً لهم نصيب مَن ذَلِك، فعلياً لا أملك إحصائية للموضوع وَلَكِن الملاحظة تدٌل علَى ذَلِك وحتّى ظُهُور إحصائيات تأكد أو تنفى سنترك ذَلِك الجدل لنسأل لِماذا إكتسبت الأحلام والرؤى كلّ هذه الأهميّة فأصبح النَّاس وقبل أن يغسلوا وجوههم يبحثون عَن رقْم أحد المفسِّرين ؟
لَقَد كان لنبي اللَّه يوسف عَلَيْه السّلام رؤيا وقد عبّر لصاحبي السّجن رؤيتهما وكَذَلِك للملك وأخيراً فسر رؤياه وهذا حَق لا خِلاف فِيه وَلَكِن يوسف عَلَيْه السّلام مَن بيت نبوّة وَهُو أحد أنبياء الله ، لذلك كَانت رؤيته حَق ونبوءة .
*وبعد ذَلِك كَانت كُتب تفسير الأحلام و الّتي لقيت رواجاً كَبِير وبقيت مراجع مثل كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين وكتّاب تعطير الأنام للنابلسي ، *ثُم أتت حقبة جديدة عززت مَن التعلّق بالحلم وَهِي نظرية التّحليل النفسي لسجموند فرويد والتي كان مَن ركائزها تفسير الْحُلْم وعزوه لصراعات داخليّة ومكبوتات لا تظهر إلا بغياب الوعي والنوم وألّف كتاب أسماه تفسير الأحلام .
*قَد تعجبون إذا ما علمتم أن تفسير الأحلام ليس حكراً علَى ثقفتنا فَقَط ففي بِلَاد مثّل أمريكا واليابان والهند وفي أحد إستطلاعات الرأي أقر المشاركين أن الأحلام تكشَّف عَن رغبات اللاوعي . وفِي نظرية أخرى حاولت تفسير الأحلام مَن الناحية البيولوجية قَالَت أن الأنسان خلال النّوم يمرّ بفترات تُسمى في الطبّ حركة العين السريعة وتظهر كل 90 دقيقة تقريباً وفيها تحدث تغيّرات في النواقل العصبيّة ( وهي خلايا بالدماغ تنقّل المواد الكيميائيّة ) مما ينتج عَنْه ظُهُور خَلِيْط *للمعلومات العشوائية والّتي لا ترمز لأي شئ.
بين هذه النظرية وَتِلْك و الّتي فتحت الباب علَى مصراعيه لظهور المدعين بالتفسير ومَن يستغل النَّاس ليجني*أرباح لا عدد لها يَجِد الأنسان نفسَه حائراً ويسأل هل للحلم رموز وإشارات تتنبأ بالمستقبل ؟ حتّى الآن لا يُوجد ما يثبتها أو ينفيها وَلَكِن لدينا منهج أسّسه سيّد الخلق صَل الله عَلَيْه وَسَلَّمَ لِماذا تُرك وتعلقنا بحلم ..*عَن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه سمع النبيّ صَل الله عَلَيْه وَسَلَّم يَقُول : (إذا رآى أحدكم رؤيا يحبّها فإنما هِي مَن اللَّه تعالى فليحمد اللَّه عليها وليحدث بها، وفي رواية: فلا يُحدث بها إلا مَن يحب، وإذا رأى غيّر ذَلِك مما يكره فإنما هي مَن الشيطان فليستعذ مَن شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
أخيراً بدلاً مَن صرف الأموال لتفسير الرؤى واللجوء لكتب التّفسير لِكَي تتنبأ لنا بمستقبل أو لتُحدِّد لنا الخيرات ، ربما كان الأهم والأفضل العملِ والاستخارة والاستشارة بدلاً مَن أن نشغلنا أذهاننا بأمور في علم الله وَحده ونعطل سيرينا ونرهن أيّامنا بحلم .
زبدة الْكَلام ( لا تُحاول نقل الأحلام ،كْي لا تتعثر الأقدام ).