بندر ..ضحية إهمالكم

*د صباح أبوزنادة:

 

*** يتميَّز الإسلام بعدد من الأمور باعتباره الدين الخاتم الذي أنزل لإتمام مكارم الأخلاق، واستكمال المنظومة القيميَّة التي تحكم الإنسان في حياته على مختلف المستويات، الخاصة والعامة.

** ومن بين أهم القضايا التي تُعرض في الإسلام، هي قضيَّة المسؤولية والمحاسبة و الشفافية. فقررت الشريعة الإسلامية مبدأ المسؤولية الشاملة في المجتمع الإسلامي وحملت كل فرد فيه مجموعة من المسؤوليات التي تتفق وموقعه وقدراته، وذلك في الدنيا والآخرة. وقد ذكر الرسول في حديث " كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته"* مجموعة من المسؤوليات الخاصة لبعض من افراد المجتمع شملت الحاكم والرجل والمرأة والعامل، وأشار إليها بلفظ "راعٍ". وبين لنا الرسول أن كل عامل مؤتمن على العمل الذي يقوم به، ومطالب بحسن إدارته والسعي في تحقيق صلاحه فقال الرسول: “إنً الله يُحب إذا عًمِل أحدكم عملاً أن يتقنه" ، بالإضافة *يتوجب على الفرد المسلم تقديم النصح والتوجيه لكل ما من شأنه أن يمس مصلحة العمل، وأي إهمال أو تقصير للعامل في أمانته وإخلاصه في العمل يستوجب المسائلة والمحاسبة في الدنيا والآخرة.

** وفي العصر الحديث ظهرت قواعد جديدة لإدارة العمل الدولي، والعلاقات ما بين الأمم الإنسانيَّة، فظهر إلى العالم مصطلح جديد، هو مصطلح الحكم الرشيد ” Good governance”، وهي المعايير المثالية فالعمل العام. ومن أهم معايير الحكم الرشيد ذلك المتعلق بعنصر الشفافية والمحاسبة بناء على معايير المسؤوليَّة الدستوريَّة والقانونيَّة، واحترام حقوق الإنسان لأي شخص في وظيفة عامة، من أصغر مسؤول، الى أكبرهم.

* فعند تطبيق الشريعة الاسلامية و الحكم الرشيد على قضية الممرض بندر التي اطلت علينا الاسبوع الماضي هنا نقف سويا وننادي بصوت عالي ونقول: يا معالي الوزير وجميع الوكلاء المعنين بالوزارة، يا مدير الشئون الصحية بجدة، يا مديرة التمريض بالشئون الصحية بجدة، يا مدير مستشفى الملك عبد العزيز بجدة، يا مديرة التمريض مستشفى الملك عبد العزيز بجدة .. بندر ..ضحية .. إهمالكم.. فهل انتم على قدر المسؤولية لتصحيح الأخطاء؟ نريد ان نسمع الاجابة من خلال تغير الاوضاع الراهنة.

     

* استشارية تمريض ، مؤسسة المجلس العلمي للتمريض.

مشرفة حملة تنظيم التمريض السعودي