المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024

عادات أم مسلمات

يٌحكى أن طَبِيب متميزاً في عمَلُه ويُشار إليه بالبنان ولا يقبل غيّر عدد محدود جداً من الاطباء للتدريب مَعَه وهذا العَدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وجميعهم مَن المتميزين ، وفِي *يوم وعندما كان يدرب طلابه على طريقة الكشف عن أحد الأمراض سألة أحد المتدربين لماذا عندما تفحص المريض تطلب منه الوقوف ولا تستخدم سرير الكشف ؟ رد الطبيب الماهر هكذا هي الطريقة للتشخيص ، ولكن هذا السؤال اثار تفكير الطبيب فقام بالاتّصال علَى الطبيب الَّذِي درّبه وسألة ذَات السّؤال فَقَال لهٌ هَكَذَا تعلمت الكشف من البروفيسور وَلَكِن سوف أتصل عَلَيْه لأعرف السبب ... وعندما كلمه قال لهٌ أنا أفحص *بهذه الطريقة نظراً لعدم وجوّد سرير كشف أثناء فترة تدريبك ففي تِلْك الفترة كَانت العيادة تخضع لترميم *وتجهيز !! .

هنالك عادات نتناقلها أو نأخذها مَن غيّر تفكير وتحليل وَمَع الزّمن تتحوَّل مَن كونها عادة إلى مُسلّمة ومعتقد لا يقبل الجدال ، لعلنا لو تأملنا حياتنا لوجدنا الكثير مَن العادات الّتي أصبحَت مسلمات نؤمن بها مَن غيّر تحقيق وتمحيص فَقَط لأن العادة جرّت علَى ذَلِك .

هَل سألنا أنفسنا لماذا حفلات الزواج لا تَكُون بالصباح ؟ لماذا العزاء يتحوّل إلى موائد ويخرج عَن كونِه مواساة لأصحاب المصاب ؟ لِماذا تحوّلنا مَن أن نعيش اللحظة إلى توثيق اللحظة عبّر برامج التواصل الاجتماعي (سناب شات) وغيره من البرامج ؟ لِماذا أصبحَت التجمعات العائليّة والتواصل فيها أجساد فقط..! *لانشغالنا بمواقع التواصل الاجتماعي الإفتراضية عن التواصل الحقيقي؟

أخيراً أن يُوجد لدينا مخ فَهُو شيء نتشارك *فِيه مع *أغلب الكائنات الحيّة وَلَكِن العقل هُو ما تفرد به الإنسان عَن سائر الخلائق . لذلك لنمنح عُقولنا فرصتها في تحليل ونقد السلوك بدلاً مَن أخذ العادات كمسلمات لا تقبّل الجدال .

زبدة الْكَلام (أعمق خطايا العقل الإنساني أن يعتقد شيئاً دُون أدلة.)*توماس هنري

 
بواسطة :
 0  0  9.9K