إسقاط الولاية جهل في القوانين, أم ضغط مجتمع
زاد الحديث في الآونة الأخيرة عن مطالبات لإسقاط الولاية في الأنظمة القضائية والحياة الإدارية ؛ ولكن انقسم الفريق المستمع لتلك المطالب الى نوعين الأول , استقبل طلبات أسقاط الولاية برحابة صدر وأحب المبدأ , الطرف الأخر اعتبره تطرف فكري وتعدي على ما سنه الله عز وجل في الشرع .
لكن على حدة هذه المنازعات بين المطالبين, تقف لوهلة بينهم لتجد رأسك يمتلك سؤال واحد
هل المطالبة به تتوجه للقضاء والمعاملات الإدارية أم تتوجه للمجتمع ؟
ولن أضع الدين في سؤالي لأن الجميع وعلى حدٍ سواء يعلم أين يكون حكم الولاية واجب شرعاً *؛ لذلك من وجهة نظري البسيطة , لم تتوجه *مطالبات إسقاط الولاية للمجال الإداري والقضائي فقط لقد كانت بشكل أكبر تتوجه للمجتمع فنظرت المجتمع حتمت أمور وسنتها فالعرف صعب تقبل تغيره في يوم وليلة .
حين يكرر البعض من الفتيات تلك المقولات , تجد في داخلها نظرة مجتمع يريدون تغيرها , ولأنني مِن مَن يؤمنون إيمان تام أنّ المجتمع حين يملك ثقافة يصعب تغيريها في يوم وليلة ,لما يملك من قوة في ضبط المجتمع , فثقافة المجتمع لا تقبل الانحياز عنها بصورة محايدة , وهذا ليس فقط في حضارة واحدة ولا أقصد الحضارة الإسلامية إنما العربية , ولكن جميع الحضارات لها ذلك النفوذ .
العرف العربي تجاه المرأة ليس ينظر بدونيه لها , لكن يعتبر عرفاً مسيطر , ولأن العالم العربي كبير نوعاً ما فلسنا جميعاً اعتدلنا مع تلك النظرة ,فهناك من الدول التي ابتدأت المرأة في عملها وكان لها استقلالية أكبر في الفترة الزمنية, ولكن *المطالبات تعتبر غريبة بالنسبة للمجتمع السعودي فاستقلالية المرأة السعودية متأخرة جداً مقارنة لدول العربية الأخرى فما بالك حين نقارن في الحضارات الاخرى في مستوى الاستقلالية للمرأة , فاستقلالية المرأة المهنية هي من تجبرها لتلك المطالبات ولأن المطالبات تعتبر لعرف فسوف تحصد القليل من الأزمنة معها لتكون واقع , فافي السابق كانت الحياة التعليمة للفتيات ليس لها تلك الضرورة , وحين تتم مقارنتها في الحياة الحالية ستجد النقيض , فزمان يمضي في كل ليلة تاركاً خلفة أربعة وعشرين ساعة لينتهي بدون تغير , لكن البشر تختلف من زمان لزمان فتتغير معتقداتها