الحمار وحل المشكلات
وأنا أتصفح أحد الكُتب وقّعت علَى قصّة في التراث العربي وَهِي قصّة لحمارين كان صاحباهما تاجر فحمل علَى الحمار الأول مِلح والآخر أواني وقدور وأرسلهما وفي منتصف الطّريق أجهد الحمار الأول فالمح ثقيل جداً بينما كان الحمار الثّاني يسيّر بخفه ورشاقة فحمولته خفيف وبينما هما يسيران إذا ببركة فيها ماء قرّر الحمار الأول النزول للبركة لعلهٌ يستعيد نشاطه وبالفعل نَزَل لبركة المَاء وعندما خَرَج وجد أن التعب والإجهاد *زال وأستعاد نشاطه وَذَلِك بالطّبع لأن الحمل خف بذوبان الملح فَلَمَّا رأى ذلك الحمار الثّاني هرع للنزول للبركة ولكنّه عندما خرج كان بالكاد يقف وَذَلِك لكون الأواني والقدور امتلأت بالماء وزاد وزن حمولته .
دائماً ما يَكُون في الْقَصَص فوائد لتقريب المعاني وإلا فإن البشر أعلى قدراً ومكانة ، ولعلّ أهم فائدة أن المشكلات الّتي نواجهها في الحياة وأن ظهرت واحدة وتشابهت في نوعها ومحتواه الا أن هنالك تفاصيل تجعل الحلول الممكنة والمفيدة* لشخص مستحيلة وغيّر مفيدة للأخر ، لذلك لا يجب أن نأخذ الحلول المقولبة ونعمل عليها دون دراية ودراسة وتحليل للمشكلة والحل ، فَلَو أن الطبيب عالج جميع الأمراض *بعلاج واحد لتحسن البعض وزاد مَرَض البعض ومات البعض الآخر.
أخيراً إذا ما واجهتنا مُشكلة مَن المٌهم تحديدها ومَن ثم إيراد جَمِيع الحلول الممكنة وغيّر الممكنة وكتابتها ومَن ثم تصفيتها واختيار الممكن منها وبعد ذَلِك إختيار أنسب ثلاثة حلول والعمل علَى تقيمها واختيار أفضلها مَن جَمِيع النواحي الوقت ، الجهد ، الإمكانية ...الخ ثم التوّكل علَى الله و العمل على تنفيذه كما خططت له .
زبدة الْكَلام (*ليس الأمر أني عبقري .. كل ما هنالك أني أُجَاهِد مَع المشاكل لفترة أطوِّل. - ألبرت أينشتاين*).