عدالة لا مُسَاواة
بمناسبة اليوم العلمي للمراة كثيرة هي الكلمات التي أطلقت وكثيرة هي الطروحات التي سمعناها على مر تاريخ نضالها من أجل الحصول على المساواة ،ولكن من وجهة نظري أظن أن ما تحتاجه المرأة لتحقق توازنها وتلعب دورها في المجتمع ليس المساواة بل العدالة .
خاضت المرأة معاركها المناهضة للرجل والمجتمع والقوانين من أجل تحقيق المساواة .
ومما لا شك فيه أنّها حققت انجازات منها ما يحسب لها ومنها ما هوضدها .لعلها تاهت في دهاليز الحرية المطلقة ،وظنت أن الشكل هو دليل تمدنها وحضارتها وتمييزها،فاخفقت الى حد ما، لأن القوانين لم تنصفها حقا، بل كانت بمثابة المُسكن لثورتها.
وبعد فترات من الصراعات من أجل ان تستقل وتشعر بقيمتها الإنسانية ، لم تحصل الا على شكل جديد من الاستغلال، فنزول المرأة الى سوق العمل، رتب عليها مسؤوليات جمة، وسجنها في دائرة، أوسع من جدران المنزل، هي دائرة المسؤولية،الحياة صعبة ومتطلبة ولكن رويدا رويدا ،لم تعد تساعد الرجل، بل باتت تقوم بمهام الرجل، فطحنتها الحياة العصرية واخذت من أنوثتها ومن أمومتها ،اختلط الحابل بالنابل، وتضاربت الأدوار ،وفي مكان آخر ما زالت المرأة غير محمية من العنف والطلاق التعسفي والإستغلال، أحيانا من الزوج وأحيانا أخرى من أرباب العمل، فأي مساواة هذه، وبأي عيد نحتفل ،طالما لم تحصل المرأة على قوانين تحميها وتقف الى جانبها .
يا معشر الرجال لا نريد المساواة معكم ، فلن نتنازل عن كرم الله سبحانه وتعالى معنا ولا عن وصية الرسول عليه الصلاة والسلام لكم بنا ولا عن قوله:" ما أكرمهن الا الكريم وما أهانهن الا اللئيم " ولا عن قيمة الأم ودورها وتقديرها.
في يوم المرأة العالمي ما نطلبه كعربيات هو العدالة في التعامل معنا. العدالة أهم من المساواة في رأي لأننا رغم كل المساحات التي وصلنا اليها ،من تعليم وعمل وحرية في القول وفي ابداء الرأي نحن لا نشعر بالإنصاف بل نشعر بالغبن والاضطهاد ..
فهل تمنحونا عدالتكم وتأخذون عبء المساواة ..