المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024

وسائل التواصل الاجتماعي والعصر الجاهلي

يشهد العالم اليوم تطوّراً هائلاً في عمليّات نقل البيانات والمعلومات، وتبادل النّصوص والوسائط بجودةٍ عالية وبوقت قصير. و مما لا شك فيه أن الاتصالات وتقنية المعلومات أصبحت محوراً رئيسياً من محاور التنمية في مجالاتها المختلفة، وركيزة أساسية في قياس تطور الأمم وتقدمها. ولقد ساهمت الاتصالات الحديثة في عمل نقلة نوعية كبيرة على مستوى العالم، فتعددت الايجابيات التي تفيد الانسان في كل المجالات التقنية منها والاجتماعية وهي الاهم في عالم البشرية ، و بالرغم مما توصل اليه العلم والتطور الهائل في هذه التقنية . الا أننا وجدنا بان الكثير من الناس لا يجيدون استخدام هذه التقنية ويحولون هذه الايجابيات الى سلبيات ، بل ويدمرون بها شعوب كبيرة من نواح عدة منها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . على سبيل المثال : تم تداول خبر يخص حساب المواطن الذي اطلقته الدولة لدعم المواطنين لمواكبة التغيرات التي طرأت مؤخرا على اسعار الطاقة على وسائل التواصل الاجتماعي وهذا نص الخبر : كشف وزير المالية محمد الجدعان أن حساب المواطن سيتحرك حسب السعر، فإذا نزلت أسعار الطاقة، لم يعد هناك حساب مواطن، وإذا زادت الأسعار سيكون هناك حساب مواطن، مشيراً إلى أن دعم حساب المواطن مرتبط بأسعار الطاقة تحركاً نزولاً وطلوعاً، وبحسب أسعار الطاقة كالبنزين والكهرباء وخلافه، فإذا زادت سيزيد وإذا انخفضت سينخفض الدعم. ‎مؤكداً في ذات السياق*بأن استمرارية دعم “حساب المواطن”، مرتبطة بأسعار الطاقة، إذ إن الهدف من حساب المواطن هو ردم الفجوة بين سعر اليوم للطاقة والأسعار الجديد. وبانتشار الخبر في برنامج ( whatsapp ) بدأ كل يدلي بدلوه في هذا الموضوع ، منهم من اكد بأن وزير المالية قد غير كلامه وان حساب المواطن سيقفل بعد فترة دون سبب حقيقي وان الدولة قد تنهار اقتصاديا، ومنهم من كتب بان حساب المواطن مجرد كلام لا يمت الحقيقة بصلة .. دون الرجوع الى الخبر ومطالعة تحليل اصحاب الاختصاص سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وقراءة نص الخبر كاملا الذي يأكد بانه من البديهي في حال نزول اسعار الطاقة الى ما كانت عليه فلن يكون هناك حاجة لحساب المواطن ، ومن هنا بدأ الجاهل يقوم بعمل المحلل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ، بل ويضيف على هذا الخبر ما يتماشى مع جهله وسذاجته ، والادهى من ذلك أن هذه العدوة انتقلت الى الكثير ممن يرتادون وسائل التواصل الاجتماعي لتصبح وبائا قاتلا كفيل بأن يدمر مجتمع بأكمله . ختاما .. ارجو ممن يقرأ هذا الموضوع بأن يأخذه بعين العقل لا بعين الاختيال والتفاخر فيما لا يفقهه فيكون عنصرا اساسيا في تدمير المجتمع وهدم التقنيات وتحويلها الى نغمة بعد ان كانت نعمة . تويتر : alfehaid6
بواسطة :
 0  0  9.2K