الطلاق عصا نارية أم رصاصة رحمة

الطلاق أبغض الحلال عند الله والعصا النارية التي يجلد بها بعض الضعفاء ظهور النساء بقصد الفكاك من العلاقة الزوجية ظنا منهم أنهم المسيطرون لأن الله جعل بإيديهم تلك الكلمات الثلاث ..إن الزواج رباط مقدس بين المرأة والرجل لايجوز الإخلال به إلا في مراحل متقدمة من خلل العلاقة الزوجية وعندما تغلق أبواب الحلول ونوافذ النقاش ليكون حسرة على الطرفين*وفرصة للالتقاء بطرف جديد ويغني الله كلا من سعته .. لكن ما نسمعه ونقرؤه بين الفينة والأخرى يدل على أن الطلاق أصبح أسرع الحلول لافتراق*شركاء الحياة ومنه ضياع بعض الأبناء إن وجدوا .. يقول أحد القضاة في مدينة الرياض إن رجلا طلق امرأته من أجل خبز ..فقد حضر الزوج*ذات ظهيرة إلى منزله مرهقا لتسأله الزوجة : أين الخبز ؟ فقال : نسيت*إحضاره .. فبدأت تنعته ببعض كلمات التقصير والتهاون في مسؤوليته تجاه*الأسرة وما أحسنت صنعا فزوجها مرهق ومتعب من عمله ولو غضت الطرف*لما أحدث عدم وجود الخبز مصيبة .. فاحتد النقاش وعلا الصوت فألقى عليها كلمة الطلاق ثلاثا .. أتنتهي علاقة زوجية من أجل خبز ؟!! والقصص كثيرة بل إن نسب الطلاق في السعودية في سنوات تفوق نسبة نصف*نسبة الزواج في العام نفسه .. إن غياب الحوار المفيد وعدم تعقل أحد الطرفين*في حياة الأسر يكون مأساة تجلب الفراق .. ومن الأزواج من يرى أن الطلاق*عصا نارية يجلد بها ظهر المرأة ثم يبتسم وكأنه حقق بطولة وانتصارا .. ونسي أن الطلاق تشريع سماوي وضع في يد الرجل بما وهبه الله من عقل وحكمة وحسن تصرف فالأنثى وإن كانت عاقلة إلا أن جانب العاطفة فيها*أقوى ولذا نزعت منها العصمة .. إن التافة من يطلق لأتفه الأسباب والتي*تعد من أبسط مايحدث في كل بيت والعاقل من يدير حياته بشكل يحسن فيه إخماد المشاكل وتجاوز المواقف الصغيرة وفتح قنوات الحوار المفيد والسعي إلى الحفاظ على كيان الزواج .. على الرجل النظر في مرآة ذاته وسيجد*أن معظم تصرفات زوجته هي إنعكاسات لتعامله معها .. وعلى المرأة أن تصنع من بيتها جنة يخلد فيها الزوج إذا عاد من عمله .. فابتسامة صغيرة*قد تنهي تعب يوم كامل .. وكلمة طيبة قد تمحو كل كلل ومشقة .. الطلاق هدم متعمد لصرح الأسرة وتقويض لأركان المودة وإخراج نفس من نفس*وتشتت قد تحدثة لحظة انفعال في وقت محدود .. ومتى يشعر الأزواج أن الطلاق*ليس قرارا يتفرد به الرجل وحده وإن أعطي صلاحية نطق الكلمات ؟

ومتى ما شعر الطرفان أن الطلاق هو الحل الأخير في حالة استحالة الاستمرار في العشرة *ستقل نسب الطلاق ونتحاشى هدم البيوت ونقض مواثيق المودة .

وسلامتكم