قل( شكرا ) ولا تنتظر (عفوا)
عبارة استوقفتني للكاتب محمد الرطيان " اليوم قل شكرا لمن يستحقها ولا تظن أنها كلمة صغيرة بلا تاثير لو أن كل من قال أو فعل جميلا وجد من يقول له (شكرا ) لاتسعت مساحات الجمال فى هذا العالم قل( شكرا ) ولا تنتظر (عفوا) "
شكرا.... اربعة احرف فقط لكنها بحر من المعاني مطر منهمرا من العرفان نهر جارٍ من التقدير سواء قيلت لشخص أو وطن ، كلمة .. قليلة الحروف عميقة المعنى سببًا لبسط الفرح في أرواح الآخرين و إحياء الأشياء الجميلة في نفوسهملن اتحدث عن خلفية كلمة شكرا فاغلبنا يعرفها لو ما أورد منها إلا هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) إسناد صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي و معناه أن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ..
سأسألك سؤالا ،، كم مرة قلتِ اليوم شكرا لزوجك في تغافله عن قصورك في واجباتك المنزلية ؟! ،، كم مرة قلت لزوجتك شكراً على حسن رعايتها وتربيتها لابناءك؟! كم مرة قلت ،شكراً لابنك لاحترامه قوانين المنزل لابنتك لمساعدتها والدتها ،، للخادمة في المنزل ،، للسائق ، للموظف في إدارتك ، لتلميذك لتلميذتك لزميلك لجارك للعامل الذي اسدى اليك معروفا للوطن الذي نشأت وترعرعت على أرضة وآمنت فيه من الخوف..
لماذا نجد كلمة شكرا صعبة النطق لدى البعض رغم استحسانهم لصنيع وفعل بعض الاشخاص ؟! لماذا جف ماء العبارات الأنيقة واصبحنا نسير بسرعة ولا نلتف خلفنا لنرى من*تساقط من الاحبة والاصحاب والزملاء لتجاهلنا لهم لماذا نستصعب قول وكتابة شكراً كأنها ستأخذ ساعات طوال منا ..تعلم ،، انك بقول شكرا قد تغرس حبا وتسند محتاجا ، وتحيي روحا كاحياءالشجربالماء بقولها ستضرب أروع الأمثال في الخُلق بقولك شكرا تشكر ربك قبل شكر خلقه بقولك شكرا تكون سببا لكل خير، فالنعم تزيد بالشكر وتُحفظ من الزوال وبقولك شكرا تستجيب لواجب من الواجبات التي تأثم على تركها ..
التجاهل المُستمر يُميت لذة الشيء، ويجعل الحياة تسير برتم بارد لا حياة فيها ولا معنى كأنك تؤدي أدوار صامته في ليلة ظلماء الا ترى أن الشجر لو تعرض لرياح دائمة لأصبح عاريا من أوراقه وثماره !
كذلك الشخص .. إن تعرض لتجاهل بإستمرار يُصبح سلبي، امدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح تقفل به أفواه وتفتح به قلوب ،