الغنى ..والفقر "بين الصبر والقناعة"
صفاتان متناقضتان :- تشغل بال الجميع من ذكر وأنثى على وجه المعمورة ..الكثير منا يحب الغنى ويسعى إليه بشتى الطرق وعرف عن إبن آدم بحبه للطمع فلو أعطي واديان من ذهب لطمع في الثالث وبكل آسف أصبح زماننا زمن مصالح وماديات سواء مصدرها حلالآ أم حرامآ مقابل إندثار للقيم والمبادىء فالغنى الحقيقي غنى النفس والكرامة والقناعة فهي كنز لايفنى ومحبة الله والناس له لا كما يعتقد الكثير بأن الغني من يملك المال والقصور والسيارات الخ ... ليس شرطآ كل غني سعيد في حياته بل تجده مشغول الفكر والبال مضحيآ بأهم ثروة بالحياة وهم الأبناء فلا يعرف إحتياجاتهم ورغباتهم لأن فكره السائد بأن الماديات ستحل كل مشاكلهم وإحتياجاتهم وتلك هي المصيبة الكبرى ..فالجلوس معهم ومحاورتهم ومناقشتهم أهم من كل كنوز الدنيا في وقتنا الحاضر فكلمة حانية منه وتخصيص جزء من وقته بينهم لاتقدر بثمن بل فوق كل ثمن كم من مريض يتمنى زوال ثروته مقابل إستعادة صحته .. فالمال مطلب عندما يكون بالحلال ومفيدآ للإنسان ومن حوله كقضاء حاجة أخيه المسلم دون خدش لكرامته أو المساهمة في فعل الخير "كبناء المساجد ..أو عتق الرقاب " دون أي ظهور إعلامي بل عمل لوجه الله تعالى ... إذا تألمت لألم إنسان فأنت نبيل ،أما إذا شاركته في علاجه أو قضاء حاجته فأنت عظيم .. سئل حكيم :- ما أكثر مايدهشك في الكون ؟ فأجاب الإنسان !! لأنه يضحي بصحته من أجل المال ثم يضحي بالمال من أجل إستعادة صحته وهو قلق جدآ على مستقبله لدرجة إنه لايستمتع بحاضره فيعيش كأنه لن يموت أبدآ ..ولكنه يموت وكأنه لم يعش أبدآ "تأملوها جيدآ" يقابل الغنى "الفقر" يتعب صاحبه جدآ ولايوجد فقير إلا فقير النفس والكرامة والخلق الحسن ومحبة الناس .. فكلما تعايش الإنسان على وضعه الذي يعيشه أستطاع أن يعيش في سعادة ويسد حاجته بما لديه فالمثل يقول "لو تجري جري الوحوش غير رزقك ماتحوش" وتذكرت بيتين من الشعر للشاعر الراحل راشد الخلاوي رحمه الله يقول فيها :- وادي جرى لابد يجري للحيا إما جرى عامن جرى عام عايد ... قولوا لبيت الفقر لايأمن الغنى وبيت الغنى لايأمن من الفقر عايد... حكمة :- الحياة مستمرة سواء ضحكت أم بكيت فلا تحمل نفسك همومآ لن تستفيد منها "فالوسادة تحمل رأس الغني والفقير والصغير والكبير والحارس والأمير ولكن لاينام بعمق إلا مرتاح الضمير " وماخاب من قال :- ربي أنت الميسر ، وأنت المسهل سهل أمري ،وحقق مطلبي وسخر لي ماهو خير لي رزقنا الله وإياكم الصحة الدائمة والقناعة المكتملة ودوام نعمة الآمن والآمان ...!!!