الرعاية المؤقتة..باب للتطوع*
حين يوجد طفل أو بالغ يحتاج رعاية مستمرة نتيجة مشاكل صحية تتطلب الرعاية على مدار الساعة *لتقديم الأدوية ومراقبة حالته أو وضع الاكسجين أو شفط المفرزات والعلاج الطبيعي أو غيرها من التدخلات الطبية الضرورية لسلامته وصحته*وتقديم هذه الرعاية يستغرق وقتا وجهدا من الأم خاصة في حالة الأطفال ومن الزوجة والأبناء أو الزوج أو الأقارب في حالة الكبار، ومع تقبل الكثيرين وحرصهم على صحة مرضاهم ورضاهم بقضاء الله وقدره واستشعارهم بركة وجودهم فقد سمعت من بعض الأمهات *اللائي يعتنين بأطفال من ذوي الإعاقات الشديدة ويقمن بخدمتهم على مدار العام ولمدة طويلة أنهم يشعرون ببركة بسبب وجودهم ويفتقدونها حين انقضاء آجالهم .
على الرغم من ذلك فهؤلاء الأهل يحتاجون إلى مساعدة للقيام بمهامهم ، وليس كل الناس يستطيعون أو يرغبون في وجود خادمة أو ممرضة أجنبية داخل المنزل ولكنهم يحتاجون إلى بعض الوقت لأنفسهم ولأطفالهم الآخرين ، فمن هنا جاءت فكرة الرعاية المؤقتة*
respite care*
*وهي معمول بها في عدد من الأنظمة الصحية في عدد من دول العالم حيث توجد أماكن مخصصة لرعاية المرضى بمختلف مستوياتهم وأمراضهم واحتياجاتهم ويقوم عليها موظفون ويساعدهم أحيانا متطوعون ومتطوعات تلقوا تدريبا خاصا على تقديم الرعاية للمرضى.
ولعل من المناسب طرح فكرة كهذه على *الجمعيات الخيرية وجمعيات التنمية الاجتماعية لتبني وجود مثل هذه المراكز وإتاحة الفرصة وحث المتطوعين على الانضمام لها لتقديم الرعاية وإعطاء الأهل فرصة ليعتنوا بأنفسهم وبالآخرين في حياتهم.
فكرة مراكز الرعاية النهارية فكرة جيدة ولكنها قد لا تكفي للقيام بهذه المهمة خاصة في حال رغبة الأهل السفر لمدة قصيرة مثلا،إضافة إلى قلة عددها مقارنة بالاحتياج.
ولهذه المراكز أنظمة وقوانين يمكن الاستفادة منها بما يتناسب وظروفنا الاجتماعية وتشتمل على وجود تقارير طبية وخطة علاجية مكتوبة وكذلك كتابة الأدوية ومواعيدها وتقديم كل ذلك عند تسليم المريض للمركز والتأكد منها عند المغادرة.
وأيضا لعله من المناسب حث الأقارب للمساهمة في هذه الرعاية لأقاربهم قدر المستطاع واحتساب الأجر والثواب فهي باب عظيم للأجر.
وفق الله الجميع لكل خير