دعونا من .. الهياط !*
انتشرت ظاهرة غريبة في مناسباتنا وفي مجالسنا وفي سفرنا ألا وهي ظاهرة يروق للبعض تسميتها بـ (الهياط) وساعدت مواقع التواصل الإجتماعي ( سناب شات ) على وجه الخصوص في إظهار الوجه السلبي لكلمظاهر الحياة وللسفر والسياحة والترفيه*
وهذه الظاهرة يُرى إنها تمارس من أشخاص يشعرون بالنقص الداخلي (الثقة في النفس) فعندما يشعر الشخص بنقص ثقته في نفسه يرى أنه لا يمكن إكتمال شخصيتة في عيون الآخرين إلا بممارسة هذا الأسلوبوهو (الهياط) والفشخرة .
والهياط .. يمارس بأنواع وأساليب مختلفة. ومنها تأليف سوالف ومواقف من نسج الخيال يكون بطلها الشخص المهايط إذ انه لا يتورع في إلقائها على من حوله بدون خجل أو ورع وذلك لإيهام الناس بأنه بطل زمانهوأنه من الأثرياء* وذلك لكسب شُهره عظيمة لنفسه من غير لا شيء , كأن يصور نفسه أمام الفندق الذي نزل فيه والمطعم الذي أكل فيه وهو يرتدي أفخم الملابس والحقائب ذات الماركات العالمية أو أنه أستأجر أفخمالسيارت وذلك مما يعرضهم للسرقات والإحتيالات وبما في ذلك من الإستهزاء من شعوب الدول الأروبية التي تكتب عن الإنسان الخليجي في صحفهم ،*
ربما هنا البعض يقول : ماله وهو حر فيه يصرفه حيث يريد في حين يرى العقلاء إن هذا الأسلوب صفة ذميمة وهو لا يعدو عن كونه استخفاف بعقول من يُلقى عليهم ذلك الهياط مما يضعهم في موقف حرِج
وهناك بعض الأشخاص يلجأون إلى أن يستدينوا مبالغ باهظة حتى يتماشوا مع غيرهم، فضلاً عن الاستمرار في الكذب لتغطية النقص الذي يشعرون به؛* وإن كلفهم ذلك الأمر أموالاً كبيرة وكذبات عديدة وإن سألتهمبعد عودتهم ماذا أكتسبت من هذه الرحلة ؟ هل زرت متاحف ومواقع أثرية ؟ أو عن فكرة بسيطة عن الدولة التي ذهب إليها ! لا شيء حتى الشوارع التي مرّ فيها لا يعرف أسماءها .*
وقال تعالى: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ « (النحل112
ولعلاج هذه الظاهرة لا بد من غرس القيم الروحية والانسانية في أفراد المجتمع، وكذلك بناء العقول بما يفيد، وتوجيه الإمكانيات والقدرات بما يعود بالنفع على المجتمع، وضرورة الدعوة الى شكر النعمة والمحافظةعليها بعدم الإسراف والتبذير، الذي يؤدي إلى زوالها، ولنا عبرة بمن حولنا من الدول والمجتمعات. *