انا ومن ورائي الطوفان !!؟
كلما ارتقى الإنسان في سلم الكمال اتسعت دائرة اهتمامه بالآخرين وصغرت الدنيا وحب الذات ،، فلو أن الإنسان ركب طائرة ماذا يرى ؟.. بالطبع سيرى مسافة شاسعة وكلما ارتفع رأى مسافات أوسع وهكذا .
الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه ابلغ الناس واكملهم ايمانا اهتموا بالبشر، وبقدر إيمانك يكون اهتمامك بالآخرين وبالعكس ونلحظ أن غير المؤمن لا تعنيه إلا ذاته؟ واعرض على نفسك هذه الأسئلة هل تهتم بأسرتك ؟ بعائلتك ؟ بجارك ؟ بأهل الحي ؟ بمسؤولياتك ومرؤسيك بالعمل؟ بابناء مجتمعك؟ انظر إلى نفسك ما الذي يعنيك، إن كان لك أخ مؤمن له حاجة ؟ هل تتمنى أن تقدم له كل ما تملك من أجل أن تيسر له عمله وحاجته ؟..
النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء حينما فكر بآيات ربه تولد في نفسه خشية ، هذه الخشية حملته على طاعة الله . هذه الطاعة ولّدت في نفسه ثقةً جعلته يقبل على الله ، وهذا الإقبال اشتق الكمال المتناهي، لذلك أكمل البشر هو المصطفى عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
وهذا الكمال جعله بأبي هو وأمي يتألم على الخلق، وقد رآهم في ضياع، وفي بعد عن الله، وفي جهالة عمياء، وفي ضلال مبين، رأى قويهم يأكل ضعيفهم، ورآهم يقترفون الأثام، ويأتون الفواحش، يقطعون الرحم، ويسيئون الجوار، ويخونون الأمانة، ويشيعون الفتنة ، إنّ هذه الرؤية وهذا الكمال الذي انطوى عليه قلبه الشريف بسبب إقباله على الله، وبسبب استقامته، بسبب خشيته، بسبب تفكره بآيات الله جعله يفعم قلبه بالهم والحزن. ان هذا المسؤولية بكل فئاتها وبما فيها من تعديل السلوك واقامة الحق وتحمل الأمانة هو من مسؤوليتك الدينية والاجتماعية
ما بالنا اصبحنا نقول مفاهيم بعيدة عن أخلاق المؤمن المسلم ،، أشخاص إذا تحققت لأحدهم مصالحه يقول . انا ومن ورائي الطوفان !!؟ ما بالنا ... اصبحنا نستقصي ونبحث عن الأخطاء ،، وعندما نجد الخطأ نقصي الشخص ونجذره ..ونتركه لضعاف النفس والإيمان بدلا من نصحه وارشادة والأخذ بيده كأننا نتحين الفرص وننتظر السقطات !؟ ونبحث عنها وندور في فلك البحث عن السقطات إن هذا وربي يعمق الفجوة ويزيد الهوة اتساعا ، والمجتمع تفككا.
ما بالنا ...تعلقنا بتفاهات الأمور ونصبح ونمسي لا هم لنا سوى الانتقاد والهجوم والإشاعات . وتركنا صناعة العقول والارتقاء بالاخلاق والتمثل بالقيم ، هب أن مسؤولا اخطأ في خطابة الاعلامي ومدير جامعة تجاوز في مسؤولياته وآخر ضيع الأمانة ..الا يستحق هذا الوطن ان نميت الفتن ونرتقي لمعالي الامور ونسعى لكمال الإيمان ونعمل في الاتجاه المضاد الوقت وقت حرب.. !!! نكاد نوكد ان قلوبكم لا تحمل غلاً أو حقداً لكن هي الدنيا فلا ندعها تتمكن منا !! ..
رسولكم صلوات ربي وسلامه عليه امتلأ قلبه فرحاً حينما رأى أول الطريق، واتضاح الرؤيا وعندما اقترب أجله، وتوعكت صحته، ونظر إلى أصحابه نظرة وهم في الصلاة، ابتسم حتى بَدَتْ نواجذه، وقال: حكماء علماء، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء، هذا نهاية الطريق.