كلام في كلام
نمنح أبناءنا كل شيء، نحرص عليهم ، نوفر لهم الطعام والترفيه والاحتياجات اللازمة ولكن في المقابل نحرقهم بالكلام وندمر طموحاتهم بالكلام، نوجه بالكلام ،ونشجع بالكلام ونحاسب بالكلام ، ونمدح بالكلام، ونغضب بالكلام، ونعبر عن سعادتنا بالكلام، فالكلمة هي أساس التربية، والتربية كلام في كلام، ولكن ماذا لو أدى هذا الكلام إلى انحراف الأبناء؟ ماذا لو ساهم الكلام في تفاقم الاضطرابات النفسية لديهم بدلا من معالجتها؟*فانتقاء الكلام من قبل المربين سواء في البيت أو المؤسسات التربوية له عظيم الأثر على نفسية الأبناء سلبا أو إيجابا.
يتلفظ المربي بكلمات عابرة رهينة لمزاج مؤقت فلا يحسب لها حسابا، ولا يعلم بأنها قد تدمر الأهداف التربوية التي يسعى لتحقيقها الجميع.
أمراض تربوية تولد الغصة في نفوس الأبناء فلا يجدون لها تفسيرا، تكون وليدة اللحظة ومرهونة بحالة انفعالية سيئة للآخر وتسقط دونما أية تفكير لتبعاتها على الأبناء فيصعب علاجها إذا تراكمت، أو حتى تم انتقالها بصورة سريعة من التكسير إلى التعزيز.
فعندما يأتي القبول بعد المنع ويمر بفترة زمنية قليلة هنا تتكون الاستفهامات لدى الأبناء ولعلهم يبحثون عن المبررات ولكن لا يجدونها ويقفون في حيرة من أمرهم وعلى سبيل المثال: المنع غير المقنع بارتفاع حدة "لا"* بل يمكن أن تتكرر الـ"لا" لتصبح "لاءات" لا عدد لها في فترة لا تتجاوز الخمس ثواني من غير بيان للسبب، وعندما تهدأ الحالة المزاجية للمربي تجده يبادر بذكر كلمة"نعم" دونما أية مقدمات معلنا قبوله للأمر الذي تم رفضه سباقا، وهنا يعتقد المربي بأنه أصلح الأمر ولا يعلم بالتراكمات النفسية التي يخلقها لدى الطرف الآخر ، فالاستفسارات التي تدور في مخيلته ويبحث لها عن جواب لماذا هذا الانتقال السريع من الرفض إلى القبول ؟ فلو ذكر الآخر له التفسير لكان أحب إليه من القبول بعد الرفض المفاجئ، والنتيجة بعد عاطفي صنعته الكلمات ينتج عنه شعور الأبناء بأن المربين يكرهونهم وبالتالي يعاملونهم على هذا الأساس ، كما وسيبعث هذا الكلام إلى الشعور بعدم الأهمية ومن ثم عدم الانتماء .
كلمات تعتبر كالمفاتيح السوداء لدخول عالم مظلم كل زواياه تتراكم فيها الاضطرابات النفسية التي تكبر بهدوء سلبي دونما أية شعور منا حتى تأتي الفترة الزمنية فلا نستطيع مهما أوتينا من قوة على استقامة الظل والعود أعوج ومنها :" أنت جاهل، كذاب، شقي، عديم الفائدة، لا فائدة من وجودك، فاشل، أكرهك، لو كان الآخر ابنا لي، تعلم من فلان، غير منظم، وغيرها الكثير"
خلاصة الأمر راقب كلماتك أيها المربي لننعم بجيل خالي من الضغوطات النفسية ،فذلك البيت ،وتلك المدرسة* نحتاج فيهما لفتح قنوات الحوار على مصراعيها، بتحقيق الذات والثقة بالنفس ،فالجيل الصغير يحتاج إلى الحوار المفتوح تمهيدا لصنع الثقة بالنفس, أما السكوت والكلام السلبي *فلا يخلف إلا الرهبة والخوف والتذبذب في اتخاذ القرار.
التربية متاحة للجميع مفاتيحها البيضاء بأيديكم وليست حكرا على أهل الاختصاص، فالحوار وانتقاء الكلمات لا نحتاجه فقط في المحافل الرسمية نسطره على أوراق بيضاء، وسرعان ما ينتهي العمل به بمجرد انتهاء المراسيم ، نحتاج لحوار عفوي فللطفولة لون ولغيرها ألوان أخرى.
الجيل أمانة في أعناقنا ،وهم الوعاء الفارغ *الذي نملؤه بالطاقة الإيجابية أو العكس ، وشتان مابين الماء الصافي العذب والسم النقيع ، فالتربية زمامها بقبضتنا فلننظر ماذا نحن صانعون، والحياة ومتطلباتها العصرية بجميع عملياتها لا تقبل بأنصاف الحلول.
يتلفظ المربي بكلمات عابرة رهينة لمزاج مؤقت فلا يحسب لها حسابا، ولا يعلم بأنها قد تدمر الأهداف التربوية التي يسعى لتحقيقها الجميع.
أمراض تربوية تولد الغصة في نفوس الأبناء فلا يجدون لها تفسيرا، تكون وليدة اللحظة ومرهونة بحالة انفعالية سيئة للآخر وتسقط دونما أية تفكير لتبعاتها على الأبناء فيصعب علاجها إذا تراكمت، أو حتى تم انتقالها بصورة سريعة من التكسير إلى التعزيز.
فعندما يأتي القبول بعد المنع ويمر بفترة زمنية قليلة هنا تتكون الاستفهامات لدى الأبناء ولعلهم يبحثون عن المبررات ولكن لا يجدونها ويقفون في حيرة من أمرهم وعلى سبيل المثال: المنع غير المقنع بارتفاع حدة "لا"* بل يمكن أن تتكرر الـ"لا" لتصبح "لاءات" لا عدد لها في فترة لا تتجاوز الخمس ثواني من غير بيان للسبب، وعندما تهدأ الحالة المزاجية للمربي تجده يبادر بذكر كلمة"نعم" دونما أية مقدمات معلنا قبوله للأمر الذي تم رفضه سباقا، وهنا يعتقد المربي بأنه أصلح الأمر ولا يعلم بالتراكمات النفسية التي يخلقها لدى الطرف الآخر ، فالاستفسارات التي تدور في مخيلته ويبحث لها عن جواب لماذا هذا الانتقال السريع من الرفض إلى القبول ؟ فلو ذكر الآخر له التفسير لكان أحب إليه من القبول بعد الرفض المفاجئ، والنتيجة بعد عاطفي صنعته الكلمات ينتج عنه شعور الأبناء بأن المربين يكرهونهم وبالتالي يعاملونهم على هذا الأساس ، كما وسيبعث هذا الكلام إلى الشعور بعدم الأهمية ومن ثم عدم الانتماء .
كلمات تعتبر كالمفاتيح السوداء لدخول عالم مظلم كل زواياه تتراكم فيها الاضطرابات النفسية التي تكبر بهدوء سلبي دونما أية شعور منا حتى تأتي الفترة الزمنية فلا نستطيع مهما أوتينا من قوة على استقامة الظل والعود أعوج ومنها :" أنت جاهل، كذاب، شقي، عديم الفائدة، لا فائدة من وجودك، فاشل، أكرهك، لو كان الآخر ابنا لي، تعلم من فلان، غير منظم، وغيرها الكثير"
خلاصة الأمر راقب كلماتك أيها المربي لننعم بجيل خالي من الضغوطات النفسية ،فذلك البيت ،وتلك المدرسة* نحتاج فيهما لفتح قنوات الحوار على مصراعيها، بتحقيق الذات والثقة بالنفس ،فالجيل الصغير يحتاج إلى الحوار المفتوح تمهيدا لصنع الثقة بالنفس, أما السكوت والكلام السلبي *فلا يخلف إلا الرهبة والخوف والتذبذب في اتخاذ القرار.
التربية متاحة للجميع مفاتيحها البيضاء بأيديكم وليست حكرا على أهل الاختصاص، فالحوار وانتقاء الكلمات لا نحتاجه فقط في المحافل الرسمية نسطره على أوراق بيضاء، وسرعان ما ينتهي العمل به بمجرد انتهاء المراسيم ، نحتاج لحوار عفوي فللطفولة لون ولغيرها ألوان أخرى.
الجيل أمانة في أعناقنا ،وهم الوعاء الفارغ *الذي نملؤه بالطاقة الإيجابية أو العكس ، وشتان مابين الماء الصافي العذب والسم النقيع ، فالتربية زمامها بقبضتنا فلننظر ماذا نحن صانعون، والحياة ومتطلباتها العصرية بجميع عملياتها لا تقبل بأنصاف الحلول.