حذارى من عصر الإنفلات
الانفلات الأخلاقي بات ظاهرة خطيرة تؤثر بالسلب علي تعاملات بني البشر وتهدم حضارات وثقافات وعادات كنا قد ربينا عليها وتقضي علي تماسك وأمن المجتمع *.
فللاسف قد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة علي مجتمعنا. فلم يعد الصغير يحترم الكبير. ولا المرءوس يحترم رئيسه. ووصل الأمر إلي حد التطاول علي الكبار. ظناً من الصغار أن هذا قد يعلي من شأنهم*.
وهو خطأ كبير يقعون فيه. لأن التطاول يهوي بهم إلي أسفل سافلين.
الاحترام المتبادل كان موجود في السابق بين الناس وخاصة في القرية فالتلميذ يحترم المدرس مثل الأب والموظف يحترم مديره أو رئيسه والصغير يحترم الكبير.
أما الآن فنحن نعيش حالة من التسيب الأخلاقي فقد وصلنا إلي انفلات في الأخلاق أدي إلي الانفلات الأمني لأن زمان كانت تحترم ملكية الغير والجار يحترم جاره ويحافظ علي شعوره*.ويعترف بالخطأ مهما كلفه من ثمن .
للأسف الان**الشباب أصبح أنانياً لا يعترف بأخطائه فلو اعترف بالخطأ تسود روح التسامح بين الناس والود والمحبة كما أمرت به التعاليم السماوية ممثلة في رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي افتقدناها حاليا في هذا الزمن.
لإن الهدف الأساسي من إرسال الرسل الكرام هو إخلاص العبادة لله وإتمام مكارم الأخلاق الحسنة منها قوله صلي الله عليه وسلم:"إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"وقال أيضا" إن العبد ليصل بخلقه عظيم درجات الآخرة وأشرف المنازل وأنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم"..
للاسف**فأن ابتعاد الناس عن منهج الإسلام وعدم اقتدائهم بالرسول صلي الله عليه وسلم وأخلاقه أدي إلي انحراف أخلاقي مجتمعي واضح نما بشدة حينما أخطأ البعض في تحليل تلك الاحاديث على هواه ومزاجه كما يحدث الان وترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب يفتي بما يشاء للاسف , بل*اصبحوا*طوائف متناحرة لا يستمعون لأحد معتبرين أنفسهم هم أصحاب الفكر .!؟
إن ظاهرة الانفلات الأخلاقي قد تؤدي إلي انهيار المجتمع. خاصة أن الممارسات التي تتم بين الحين والآخر جاءت نتيجة الفوضي الأخلاقية التي أصابت القرية أيضا والتي كان يضرب بها المثل في صيانة الأخلاق وللاسف فقد تحللت بفعل الانفتاح الإعلامي المفرط متمثلاً في وصول القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت*التى كانت ولازالت صاحبة**الأثر الأكبر في تغيير ثقافة المجتمع وغياب الأخلاق بسبب استضافتها للبعض من جيل الشباب في حوار مع من هم أكبر منهم سنا وتجد هم *يجلسون في وضع غير لائق ويتحدثون دون أي ضوابط لدرجة أنهم يرفعون أصوتهم على من معه نتيجة الاصرار غير المبرر من جانب مقدمي تلك البرامج علي رسم صورة معينة لهؤلاء وتظهرهم على أنهم قادة مما أعطاهم الفرصة للتطاول علي غيرهم بإسم الحرية الواهية*.
بالاضافة إلي *انهيار مفاهيم العصبية والقبلية التي كانت تمضي على احترام المعايير القروية المتفق عليها وشيوع التفرد والتشرذم داخل القري مما أدي إلي فوضي الأخلاق متمثلة في اندثار أهم مصطلح أخلاقي بالقرية وهو مصطلح العيب ! واصبحت الامجاد عبر الشيلات والهياط والتعالي البغيض والتى سببت انهيار العلاقات وزرعت الفرقة بين افراد المجتمع .
شباب زمان*:
كان الشاب هو رجل البيت في غياب والده فكانت أخته لا تخرج من المنزل بدون إذنه ويقوم بقضاء مصالح والدته وأهل بيته.! للاسف**هو الآن اصبح عالة*بين أهله*ويطالب*من*يخدمه وينفق عليه لايبالي بمن حوله ولا يعرف تفاصيل ما يحدث بيته .!؟
شباب أول*كانوا ينامون من بعد صلاة العشاء *ولا يتأخر ويخاف من والده وغضبه عليه.!
أما الآن للاسف مفتايح المنزل*بين يديه يدخل ويخرج براحته واصبحت حياته كلها إنفلات*دون رقيب أو حسيب وللأسف الأخلاق انعدمت.!؟
شباب زمان كانوا همهم علي جيرانهم *يساعدهم الشاب *في قضاء حاجة جاره *وويغض بصره عن عائلته* ويدافع عنه!
لكن اليوم فهو ساكن في برج عاجي مع نفسه*ولا يهتم بأحد سوى كيف يأكل وينام ويزعج من حوله لا يهتم بحقوق جيرانه .؟!
من أهم الأسباب يا سادة ما يتعرض له أولادنا عبر التليفزيون والانترنت من اجتياح عاصف للأخلاق والمبادئ والمثل في غياب تام من ارباب الأسر .
حيث*تحولت هذه الوسائل الاعلامية الى ما يشبه البؤر والأوكار لتصدير كل ما هو ساقط وسلبى من الأخلاق، حتى افلام الرسوم المتحركة التى يشاهدها الزهور والبراعم من أطفالنا، لغتها سوقية هابطة، بها قصص رديئة ,وتعلم الأطفال الكذب والخداع تحت مسمى الذكاء، بل من الأفلام ما يقدم لأطفالنا قصصاً عن اللصوص والعصابات، وهكذا نغذى النشء سوء التربية واللا أخلاق، فكيف له ان يتقبل ما يحاول ان يعلمه له والداه من أدب وطاعه؟!.
تسببت في عقوقهم وتدمير أخلاقهم وتطاولهم على غيرهم*دون حدود !؟. جعلت منهم مسوخاً أدميه لا تسمع وتستوعب النصح ! جعلتهم كتلا حجريه متصلبة الرآي عديمة الحياء .!
اني أناشد كل ذي لب حكيم *وكل من أشغلته حياته عن تربية أبنائه ,أن يعودوا الى الوراء قليلا *ويجددوا العهد مع النفس والضمير وليكن خير أمين على أبنائه وتقريبهم وتنويرهم وحمايتهم من كل ما يسىء لأخلاقهم ودينهم والتمشى بأخلاق رسول الهدى صلى الله عليه وسلم .
علموهم إحترام العم والخال والجار , حتى ننهج بجيل خلوق مؤمن يبنى ولا يهدم يهجر الرذيلة ويهوى الفضيله , لتنعم بلادنا بالاستقرار والسكينة .
والحق يقال *أن كل ما يحدث الان من توتر في العلاقات الابوية بين الابن والاب وبين الام والابن من جهة أخرى هي سبب ما يحدث في مجتمعنا من كوارث وقتل للأباء والامهات بدم بارد .
للأسف إهمالنا ياسادة *وانشغالنا بملذات الحياة عن أبنائنا *جعلنا أمة لا تثق في أبنائها واصبحت تؤرقها الحياة داخل منازلنا**. !؟
فهل سنعود لنصلح ما يمكن إصلاحة أم ننتظر يوماً لا ينفع فيه الندم ؟؟!