الصدقُ قيمة.. والنزاهةُ جوهر.

في عالمٍ تتداخل فيه الأصوات وتتشابك فيه الحقائق، يظل الصدقُ فضيلةً يقدّرها الجميع. هو قول الحقيقة دون مواربة، والسير في النور دون تحايل. ولكن ما هو أسمى من الصدق، وأعمق أثرًا، هو "النزاهة" — ذلك المبدأ الهادئ الذي لا يعلو صوته، لكنه يحكم كل شيء.

النزاهة ليست سلوكًا يُمارَس أمام الناس فحسب، بل هي التزام داخلي، لا يحتاج إلى جمهور أو شهود. إنها الوقوف على مبدأ حتى في غياب الرقابة، والإخلاص للقيم حتى في العزلة. النزاهة ليست فقط أن تقول الحقيقة، بل أن تكون الحقيقة.

صاحب النزاهة لا يتفاخر، ولا ينتظر تصفيقًا، بل يسير وفق بوصلة داخلية لا تخطئ، يوجهه ضميره، ويحكمه احترامه لذاته قبل الآخرين. فبينما يمنحك الصدق ثقة الناس، تمنحك النزاهة احترامهم العميق وبصمة لا تزول.

في زمنٍ قد تَخدع فيه المظاهر وتَتلوّن فيه الوجوه، تبقى النزاهة النور الثابت، والميزان العادل، والجوهر الذي لا يُشترى.

تذكّر دائمًا:
أن تكون صادقًا هو أن تكون موثوقًا،
لكن أن تكون نزيهًا... هو أن تكون قدوة.

اختر الصواب،
حتى إن لم يكن أحد يراك.